أخبار

المؤسس .. بدمعة قريبة وسيف نافذ ألهم العالم

المؤسس .. بدمعة قريبة وسيف نافذ ألهم العالم

المؤسس .. بدمعة قريبة وسيف نافذ ألهم العالم

العظماء أهم من الأيام وكذلك هي الأوطان. ولكنها الذكرى الغالية تبقى من وقت لآخر كالسبابة في يد التاريخ تشير إلى مواطن الفخر ورموزه. ليتعرف عليها الصغير، ويستعيد مجدها الكبير. ولمؤسس هذا الكيان الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حق ظاهر، ودعوة في باطن الغيب، انتزعهما بحنو ومحبة متبادلة بينه وبين شعبه، وبصدق ملهم في التعامل مع الآخرين شهد به الأعداء قبل الأصدقاء.

كبير هم وحلم
"شاب قوي البنية، طويل القامة، براق العين"، كما يصفه الكاتب أمين الريحاني. سكن الكويت مع أبيه، صغيرا في السن، كبيرا في الهم والحلم. وبينما كان الشباب من مجايليه آنذاك يحلمون بخوض غمار البحر شرقا، توقا إلى ما تحت زرقته من كنوز، وما وراء أمواجه من ملذات. كان المؤسس يمنّي النفس غربا برمال صفراء قاسية لا تثير في نفس أحد أي اهتمام آنذاك، ولكنها لمن سكنها وخبر أهلها وناسها غاية المنى.
لتصبح هذه الرمال الذهبية ببشرها ومقدراتها مقصدا لا غنى عنه لقادة العالم وصناع القرارين السياسي والاقتصادي حول العالم. ومنارة إشعاع واعتدال لمناهضة التطرف والإرهاب بأشكاله كافة. ومن المهم اليوم في هذه الذكرى العزيزة أن يعلم الجميع أن الطريق إلى هذه المكانة والثقل الدوليين لم يكن معبدا ولا مفروشا بالورد، بقدر ما كان مدججا بسيوف الأبطال المحاربين من جهة، وبعقول المؤسسين السياسيين من جهة أخرى.

نابغة الصحراء
ولم يكن لهذا الجمع من الرجال المؤسسين فرسانا شجعانا ومفكرين سياسيين أن يلتئم لولا رؤية وفراسة المؤسس الأول عبدالعزيز بن عبدالرحمن. الذي شبهه الدكتور فون وايزل النمساوي بعد لقاء خاص بـ"بسمارك" الوحدة الألمانية. ففي حوار أجرته جريدة "السياسية" المصرية مع مراسل شركة أولشتاين الألمانية الكبرى ونقلته عنها صحيفة "أم القرى" السعودية بتاريخ 4 آذار (مارس) 1927. تحدث وايزل لمحرر "السياسة" المصرية عن لقائه بالملك بعد جولة في جزيرة العرب مثنيا على مصداقيته وشجاعته: "إذا عرفتم أن ابن سعود نجح في تأليف امبراطورية تفوق مساحتها مجموع مساحات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا معا، بعد أن كان زعيما بسيطا … لم يداخلكم الشك في أن هذا الرجل الذي يعمل هذا يحق له أن يسمى نابغة".

تواضع مهاب
وإلى جانب النبوغ القيادي والسياسي الذي شهد به الأعداء قبل الأصدقاء، ورغم التمكين المتصاعد، حكما ومكانة، محليا ودوليا، للملك المهاب لم يزده ذلك إلا تواضعا ولينا وقربا من شعبه. فقد عرف عن المؤسس دمعته القريبة، خشية من الله ورحمة بالضعفاء.
إذ يروي رجل الدولة محمد سرور الصبان حادثة وقف عليها بنفسه أثناء مرافقته الملك عبدالعزيز في إحدى زياراته التفقدية لمدينة الخرج. فبينما الموكب البسيط يسير في طريقه كان الملك يتعمد الإشارة إلى سائقه الوقوف مرة بعد أخرى للتصدق على من يصادف من الفقراء في طريقه. إلى أن لمح رجلا مسنا ضريرا يقوده صبي صغير يسير مبتعدا في الاتجاه المعاكس. فألح على السائق اللحاق به حتى إذا حاذاه أعطاه بعض النقود. فقال الرجل يا عبدالعزيز جزاك الله الجنة وحرم جسدك على النار. فقال المؤسس متأثرا: وما نريد غير هذا! عاملنا الله بعفوه ورحمته - ودمعت عيناه.
وإذا ما عدت الشهادات الطوعية والعفوية في حق المؤسس محليا وعالميا فهي أكثر من أن تحصى، شرقا وغربا جنوبا وشمالا. لمواقف سطرها التاريخ على أيدي ثقات يحكون للأجيال عن فرادة هذا الحاكم الملهم لأبنائه وشعبه وللعالم أجمع. دون ترهيب كما يفعل المستبدون الأوصياء على شعوبهم. فقط بصدق النيات وتكاملها بين ملك عظيم وشعب حي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار