Author

وطن .. لا يليق به سوى الشموخ

|

اليوم تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني .. خلفه مسيرة 87 عاما خطتها السعودية من شح الموارد وندرة المهارات في القوى البشرية إلى دولة زاخرة بخير وافر، حباها الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ به من موارد طبيعية إلى تنام متسارع في عقول وسواعد قواها البشرية، فإذا هي بلد شامخ يحتل صدارته المبجلة في المحافل الدولية وهيئاتها ومنظماتها، وفيها مكانها اللامع عضوا في مجموعة الدول الأكبر اقتصادا في العالم (G20).
ومن المؤكد أن الالتفات إلى الماضي وما تم إنجازه على جميع الصعد الاجتماعية والاقتصادية لا يستهدف حساب ما كان كرصيد للفخر والاعتزاز، بقدر ما يستحثه هذا الإنجاز إلى مزيد من الحيوية والتوقد لكيلا يكون الغد بغير أدوات صناعة المستحيل التنموي بمواصفات الأزمنة المقبلة بكل تجلياتها الراهنة في ثورة عالم ذكي يقتحم ميدان المنافسة في امتلاك أسباب الاستدامة نهجا وعملا، وهو الموقف الاستراتيجي الذي اختارته السعودية من خلال برنامج التحول الوطني و"رؤية المملكة 2030".
87 عاما ارتكزت على مداميك بناء الكيان دولة وشعبا على أسس تستمد رسوخها من مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة ومن أصالة وعراقة الموروث الحضاري العربي لهذه الأرض بكل جذوة الإخلاص في الانتماء لها، ثم تدافقت مشاريع التنمية وبرامجها فاتحة أذرع البلاد في جميع مناطقها للمضي بالشوط مع «التحول» و«الرؤية» إلى ريادات حضارية جديدة، تجعل من حديث النفط حديثا عابرا تزاحمه مصادر أخرى تنوع قاعدته الاقتصادية بصروح الإنتاج في الصناعة والتقنية ومخرجات نوعية للعقل العلمي السعودي في عالم البحوث والاختراع والابتكار وليكون الرأسمال البشري الوطني هو المدد الزاخر لاستدامة تنموية توفر للوطن اعتماده الذاتي على إنتاجه وتحقيق حضوره اسما لامعا في سلع وصناعات نوعية بميزات نسبية منافسة تحمل علامة "صنع في السعودية".
لا تحلم السعودية بهذا اليوم، بل هي تحيله بإصرار إلى إجراء يومي تثابر على إنجازه عقول وسواعد أبنائها بكل ما في النبض من توقد وحماس لاختصار الزمن، في ظل رعاية القيادة السديدة لها من لدن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وعنايتها بتأمين جميع أسباب الترقي والطموح للعبور من التحول إلى «الرؤية» ومن «الرؤية» إلى زخم جديد لها.
يقف الوطن اليوم في يومه التاريخي هذا شامخا مثلما كان دائما بشموخ يليق به بإصرار وعزيمة على أن يظل واحة أمن وأمان ساحة رحبة للإخاء والصداقة، وقف ويقف بالمرصاد لحراسة سيادته واستقرار مواطنيه ومقيميه، دحر ببسالة كل المؤامرات التي استهدفته بالإرهاب أو سعت إلى زرع الفتنة فيه، غير أن قيادة خادم الحرمين الشريفين وتلاحم الشعب السعودي معه أحبطت كل المساعي الشريرة وتحطمت كل المكائد على صخرة الإرادة الوطنية ومثلما كان هذا الوطن حريصا على أمنه واستقراره كان في الوقت نفسه، نصيرا أبدا للحق والعدل والسلام .. لم يتردد عن نجدة الشرعية في اليمن بعاصفة حزم الملك سلمان وسخر جهوده الدبلوماسية لإنهاء الصراعات الدامية في بعض الدول الشقيقة التي ابتليت بصراعات مؤسفة وجند قواه الخيرة بالمال والغذاء والدواء والأطباء لإغاثات إنسانية حيثما دعت الحاجة، فقد كان هذا الوطن وما زال وسيظل ـــ بإذن الله ـــ أمينا للسلام ولنصرة الحق والدواعي الإنسانية، وهو إذ يحتفل بيومه الوطني الـ 87 يقول للعالم بهذه المناسبة إننا على مدى هذا التاريخ وفي مقبل الزمن إلى جانب الشرف والكرامة الإنسانية نذود عنها ونمنح لها صدق الالتزام بها والإخلاص فيه.. وكل عام ووطننا وقيادتنا بكل خير.

إنشرها