Author

دليل تراخيص الأعمال

|

لعلي أشبه كثيرين من أبناء وطني ممن يهربون من قراءة العدد الكبير من الصفحات التي يتحفنا بها القانونيون عندما يريدون أن يشرحوا لنا أمراً، أو يوصلوا معلومة. الواقع أن القراءة ما إن تصطدم بعبارات غير مألوفة، وتعابير تحيلك للفقرة السابقة أو تلك التي قرأتها قبل عشر صفحات، تحصل على براءة من القراءة عند محدثكم.
هذه الحال حدثت معي وأنا أباشر قراءة دليل تراخيص الأعمال. أردت أن أقرأ لأعرف، وليس لأنني من رجال الأعمال أو الناجحين في الاستثمار فكل من يعرفني يدرك أنني من "يمة" و"البزنس" من "يمة" أخرى. لكنني كنت أريد أن أرسل وثيقة الـ "بي دي إف" لابني الذي يعشق مثل هذه المغامرات.
ما إن فتحت أول صفحة حتى دخلت في حالتي مع الوثائق القانونية المملة، رغم الجهد الكبير المبذول في تسهيل الموضوع لغير المتحدثين بلغة القانون، ثم تذكرت أن ابني لم يقرأ كتبه أيام الدراسة فكيف بهذه الوثيقة المعقدة. قررت ألا أتعب نفسي في محاولة فهم الوثيقة واشتراطات محال الحلاقة وتلك التي تفرقها عن محال بيع الخضار والشركات المساهمة في مجال الاستشارات الإدارية، لكن المسؤولية تبقى قائمة على كل من يريد أن يدخل في عالم الأعمال، فما الحل؟
لعل استخدام تقنية الرسومات يسهم في جعل القارئ يتابع للنهاية، يمكن أن تكون الفهرسة أكثر احترافية بحيث توصل الشخص حيث يريد بضغطة زر بدلاً من المرور على أكثر من 20 صفحة للوصول لصفحته التي يهتم بمعرفة ما فيها من التعليمات. الابتعاد عن الإشارة إلى الفقرة والمادة والصفحة مهم في ضمان تدفق المعلومات وفهمها بدل أن تصبح حال القارئ حال "معيد القريتين".
وجدت في الإصدارات التي تخرج عن بعض الجهات الدولية تجميعا للمعلومات المتشابهة، ومن ثم تفصيل ما يحتاج إلى تفصيل منها. يمكن أن تكون جميع الاشتراطات المتشابهة في الصفحة الأولى، ومن ثم تبقى الشواذ في مواقع أخرى. بهذه الطريقة يمكن أن نحول وثيقة ذات حجم كبير إلى عدد محدود من الصفحات يمكن مراجعتها والاستفادة مما فيها بسهولة، والأهم من هذا وذاك هو فهم محتواها لأنه مدار عملية النشر التي قامت بها الوزارة مشكورة.

إنشرها