الطاقة- النفط

مكاسب قياسية للنفط .. «برنت» فوق 56 دولارا للبرميل

مكاسب قياسية للنفط .. «برنت» فوق 56 دولارا للبرميل

واصل النفط مكاسبه السعرية أمس، بعدما قال وزير النفط العراقي أمس "إن "أوبك" وغيرها من المنتجين يدرسون مد اتفاق خفض الإنتاج أو زيادة حجم الكميات المخفضة للحد من تخمة المعروض العالمي، بينما أظهر تقرير زيادة أقل من المتوقع في المخزونات الأمريكية".
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 33 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة إلى 49.78 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 55.37 دولار للبرميل.
وقال جبار اللعيبي وزير النفط العراقي خلال مؤتمر للطاقة في الإمارات "إنه بينما تدرس "أوبك" وغيرها من المنتجين الخيارات المتاحة التي تشمل مد اتفاق خفض الإنتاج لشهور أخرى فإن من السابق لأوانه تحديد ما سيجري بعد انتهاء الاتفاق في آذار (مارس)".
وأضاف اللعيبي أن "بعض المنتجين يرون أنه ينبغي مد الاتفاق إلى ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى، بينما يرى آخرون أن المد ينبغي أن يكون حتى نهاية 2018، ويعتقد البعض ومنهم الإكوادور والعراق أن هناك حاجة إلى مزيد من الخفض في الإنتاج".
وحقق النفط أطول مدة مكاسب يومية في ثلاثة أشهر وسجل خام برنت أعلى مستوى في خمسة أشهر، وزادت حالة التفاؤل والثقة بتحركات "أوبك" لضبط الأسواق خاصة مع زيادة التكهنات بتحركات جديدة تشمل تعميق التخفيضات ومد فترة العمل باتفاق خفض الإنتاج.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة سجلت زيادة أقل من المتوقع الأسبوع الماضي في حين انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس عشر من أيلول (سبتمبر) لتصل إلى 470.3 مليون برميل، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 3.5 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات البنزين 5.1 مليون برميل في حين كان محللون قد توقعوا انخفاضا قدره 2.1 مليون برميل، وهبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بواقع 6.1 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين لانخفاض قدره 1.6 مليون برميل، فيما زادت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 305 آلاف برميل يوميا إلى 7.2 مليون برميل يوميا.
إلى ذلك، ذكر تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن استهلاك الطاقة سينمو بشكل واسع في السنوات العشر المقبلة في الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية – دون أخذ الصين والهند في الحسبان -.
وأفاد التقرير الأمريكي أنه استنادا إلى توقعات الطاقة الدولية لعام 2017 فإن معظم النمو المستقبلي في استهلاك الطاقة العالمي سيحدث في دول آسيا خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأضاف التقرير أنه "على الرغم من أن الصين والهند تمثلان معظم استهلاك الطاقة في المنطقة إلا أن الدراسات الاقتصادية سجلت نموا كبيرا في استهلاك الطاقة في دول جنوب شرق آسيا الأخرى خاصة إندونيسيا وتايلاند وماليزيا".
وأوضح التقرير أن هذه الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية هي دول مستهلكة للطاقة بشكل صغير نسبيا بشكل فردي لكنها مجتمعة شكلت 7 في المائة من الاستهلاك العالمي للطاقة الأولية في عام 2015، لافتا إلى أنه بحلول عام 2040 ستستأثر الدول الآسيوية باستثناء الصين والهند بما يقرب من 10 في المائة من استهلاك الطاقة الأولية في العالم.
من جهة أخرى، بدأ وزراء الطاقة الأعضاء في اللجنة الوزارية لاتفاق خفض الإنتاج وهم وزراء السعودية "رئيس أوبك" والكويت وروسيا وفنزويلا والجزائر وسلطنة عمان إلى جانب ليبيا ونيجيريا، في التوافد على العاصمة النمساوية فيينا للمشاركة في اجتماعات اللجنة التي تبدأ غدا في مقر "أوبك"، وسط ارتفاع مستوى التوقعات بأن يكشف الاجتماع عن ارتفاع جديد في مستوى امتثال المنتجين بخفض الإنتاج.
وفي هذا الإطار، أوضح لـ "الاقتصادية"، دييجو بافيا مدير شركة إينو إنرجي الهولندية للطاقة، أن مكاسب النفط القياسية التى تحققت على مدار الأيام الماضية جاءت نتيجة حالة التفاؤل في السوق والبيانات الإيجابية عن المخزونات النفطية، كما جاءت تصريحات العراق الأخيرة لتؤكد التفاف المنتجين وجديتهم في بحث مد العمل بتخفيضات الإنتاج علاوة على احتمال اللجوء إلى تعميق تلك التخفيضات لدفع السوق نحو توازن أسرع يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي بشكل أشمل.
وأضاف بافيا أن "شركات الطاقة لن تتراجع عن رفع مستوى الكفاءة وزيادة الابتكار وتطويع التكنولوجيات والتقنيات الحديثة لضغط تكاليف الإنتاج مع تحقيق أعلى عائد ممكن، مشيرا إلى أهمية التطوير المتوازي لموارد الطاقة التقليدية مع التوسع في الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة لأن احتياجات الطاقة تتسع وتتطلب الاستفادة من كل موارد ممكنة مع الالتزام بمعايير مكافحة تغير المناخ من خلال العمل حثيثا على الوصول إلى مستوى الصفر في الانبعاثات الكربونية.
من جانبها، تقول لـ "الاقتصادية"، نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي، "إن روسيا أجرت اتصالات مكثفة وناجحة مع كبار المنتجين قبل اجتماع الوزراء في لجنة مراقبة الإنتاج في فيينا غدا"، لافتة إلى أهمية التوصل إلى تفاهمات جيدة بين المنتجين على ضرورة التمسك بنسبة امتثال مرتفعة لتخفيضات الإنتاج والعمل حثيثا على إنجاح وتطور خطة العمل المشتركة بين دول "أوبك" والمنتجين المستقلين.
وذكرت أنيجبوجو أن المخاوف من تأثيرات الإنتاج الإمريكي بدأت في التراجع على نحو كبير بسبب تقلص المخزونات وتعثر الإنتاج والتكرير أخيرا بسبب إعصاري هارفي وإيرما، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك لا تزال المنافسة قائمة بين المنتجين التقليديين ومنتجي الولايات المتحدة، مؤكدة أن كل تعاف ونمو جديد في مستوى أسعار النفط يغري المنتجين الأمريكيين باستئناف الإنتاج بطاقات أكبر لتحقيق مزيد من الأرباح في ظل تقليص الإنتاج المنافس من دول "أوبك" وروسيا وبقية المنتجين المشاركين في الاتفاق.
من ناحيته، أوضح لـ "الاقتصادية"، مايكل تورنتون المحلل في مبادرة الطاقة الأوروبية، أن تخفيضات الإنتاج وضعف الدولار وتقلص المخزونات كلها عوامل إيجابية تبشر بمزيد من المكاسب السعرية للنفط قبل نهاية العام الحالي أو بحلول أوائل العام المقبل، معتبرة أن تخفيضات جديدة بقيادة "أوبك" قد تقود قريبا إلى مستوى أسعار حول 60 دولارا للبرميل ما يمثل أكبر فرصة جيدة لضخ استثمارات جديدة في هذا القطاع الحيوي.
ولفت تورنتون إلى أن المنتجين قطعوا شوطا جيدا في تخفيضات الإنتاج ما يؤكد التقدم في هذا التوجه الذي طبقوه بنسبة متفاوتة منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، وأن فكرة العودة إلى الإنتاج باقصى الطاقات كما كان في السابق غير مطروحة خاصة في ضوء النمو المطرد في مستويات أسعار النفط.
وأشار تورنتون إلى أن السعودية قامت بتقليص واسع في مستوى الصادرات النفطية في تموز (يوليو) الماضي، كما تجاوزت روسيا الحصة المقررة لها وهي 300 ألف برميل يوميا، وأخيرا أعلنت الإمارات عن خفض إمداداتها من النفط إلى المشترين في آسيا، متوقعا أن تزداد هذه الإجراءات في الشهور المقبلة للوصول إلى سوق متوازنة في أقصر فترة ممكنة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط