Author

البتكوين

|

حتى عندما كتبت اسم العملة الإنترنتية لم يستوعب الجهاز الاسم فوضع تحته خطا أحمر، وكأنه يقول لي إن هناك خطأ في أحرف الكلمة. هذا هو حال العملة التي من المخيف أن قيمتها تجاوزت 1500 دولار خلال سنوات قليلة من إصدارها برغم أنها في الأساس لا تتجاوز السنتات الأمريكية.
الهدف من إصدار العملة الافتراضية هو تمكين المتسوقين في العالم الافتراضي من التعامل بوسيلة نقدية مقبولة من الجميع، لكنها لا تمثل سوى حالة من الثقة المفرطة بقدرة الحواسيب في السيطرة على العالم، أمر لم يعد مستبعدا من قبل كثيرين.
هل نستثمر في هذه العملة هو السؤال الأهم الذي أجاب عنه الزميل طلعت حافظ بالنفي، لأنه لا يوجد بنك مركزي يعترف بها وكيف للبنوك المركزية أن تعترف بعملة تستهدف هويتها وسيطرتها على سوق المال والأعمال، لا يمكن بالطبع أن تقبل هذه البنوك أن تتنازل عن موقعها بهذه السهولة.
لكن الأخطر في هذه العملة أنه ليس هناك من سند قانوني يحمي مالكها، فهي تبقى افتراضية، ويمكن أن تتعامل بها في مواقع الإنترنت والشراء والبيع بها، بل إن الإقبال عليها هائل لدرجة رفعت سعرها باستمرار على مدى السنوات القليلة الأخيرة، حيث أصبحت أكثر من مجرد حالة ستمر مرور الكرام.
البتكوين اسم لا بد أن نتذكره جميعا لأنه سيكون في المقبل من الأيام إما أهم عملة في التاريخ، أو أعظم مصيبة تحل بالمستثمرين فيها. أشاهد كثيرا ممن يرغبون في أن تكون لهم أرصدة بهذه العملة، وهم يتنازلون عن كثير من الأموال والممتلكات في توقع استمرار صعود هذه العملة التي يميزها تحررها من القيود التي تفرضها الأنظمة البيروقراطية، وسهولة تداولها بين مواقع البيع والشراء في الإنترنت.
الإشكالية الأهم في هذا الإطار أمنية بالدرجة الأولى. هذه العملة يمكن أن تكون وسيلة لتمويل عمليات وإنشاء خلايا خطرة، وهو ما يجعلها في النهاية تحت نظر الأجهزة الأمنية لمختلف الدول، ويجعل تملكها محفوفا بالمخاطر. هنا يتوقف البحث في المزايا والعيوب، ويدفعني العقل للابتعاد عن هذا الاستثمار الذي يمكن أن يسبب مشاكل لها أول هو الاستثمار هنا ولا يعلم سوى الله ما آخرها.
لعشاق الكسب السريع الذين يقعون في الفخ دائما أقول، لا تذهبوا بعيدا في توقع مزيد من الأرباح، وتوقفوا عن مجرد التفكير بالعملة الافتراضية كوسيلة لتحقيق الثراء السريع.

إنشرها