Author

صرخة الكرامة .. لقطر الجديدة

|

في يوم أمس الأحد جلجلت صرخة الكرامة ببيان العضو البارز في الأسرة الحاكمة لقطر الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني في أسماع العالم، وقد دعا فيه أعضاء الأسرة المالكة ووجهاء وأعيان قطر إلى الاجتماع لإنهاء الأزمة الخليجية الحالية، كما ظهر الشيخ عبدالله ذاته في قناة "العربية" ليكشف عن تلقيه اتصالات واسعة لدعم جهوده من قبل أعضاء في الأسرة وشيوخ قبائل ووجهاء قطريين عبروا له عن رفضهم لسلوك القيادة القطرية وتضامنهم معه وكان فيهم الشيخ مبارك بن خليفة بن سعود بن ثاني آل ثاني، بينما فضل الآخرون لاحتياطات أمنية عدم إعلان أسمائهم حاليا.
البيان كان واضحا ومباشرا في تأكيده أن الهدف هو إعادة الأمور إلى نصابها في قطر، وكانت كلمات الشيخ عبدالله صارمة جلية، فقد قال "واجبنا عدم الصمت في هذه الأزمة"، مضيفا بحسه الوطني الخليجي الإنساني الرفيع: "أتألم كثيرا وأنا أرى الوضع يمضي إلى الأسوأ، بلغ حد التحريض المباشر ضد استقرار الخليج العربي والتدخل في شؤون الآخرين ويدفع بنا إلى مصير لا نريد الوصول إليه، كما هو حال دول دخلت في نفق المغامرة وانتهت إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات".
بيان صرخة الكرامة هذا، تمحور حول الإصرار على استعادة قطر من نفق "المغامرة" -على حد تعبير الشيخ نفسه- التي أمعنت قيادتها الحالية في الإدلاج بها في دروب الإرهاب والتطرف ودهاليز الدسائس والمؤامرات وباتت أداة طيعة في الأيادي الصفوية والعثمانية "والإخوان" وشذاذ الآفاق من المرتزقة والقتلة والسفاحين.
وحين يرتفع صوت الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وتتناهب وكالات الأنباء العالمية والمنابر والمحللون والكتاب صراحة كلماته وصدقها، فمن المؤكد أن القيادة القطرية الضالة في قطر اليوم تجد نفسها في حالة جنون وتخبط لا تدري معه كيف لها أن تفر من مواجهة ساعة قدرها المحتوم بإرادة تغييرها بأيدي الأسرة المالكة والشعب القطري، معبرا عنه في هذا البيان بكل ما يعنيه من سد الطريق عليها عن المضي في المغالطة والمكابرة والتعنت وكيل الأكاذيب والتظاهر بمظلومية فجة. بكل تأكيد صوت الشيخ عبدالله يشير إلى دلالة استثنائية لأنه صوت يتعالى من داخل الأسرة، ومعه أصوات رشيدة أخرى منها إلى جانب قبائل وأعيان وشعب سارع لتلقف هذه الدعوة، فقد رأى فيها الجميع طوق النجاة.. خصوصا والرجل يحظى بالتبجيل والإجلال من قبل أعضاء الأسرة وشعب قطر، فقد عهدوه حكيما سديدا مثابرا على مدى سنوات، وهو حفيد الحاكم الجد الساعي إلى تقديم النصح والتحذير من المسار الخطر الذي ظلت تدفع به هذه القيادة الحالية دولة قطر إلى مزالق التهلكة وتعريض المنطقة لمخاطر جسيمة.
وقد عرف العالم الشيخ عبدالله حين وقفته مع شعبه عندما سعت قيادة قطر إلى استغلال شعيرة الحج المقدسة والمزايدة على حق الحجاج الأشقاء من قطر والزج بهم في دناءة أساليبها السياسية القذرة وجعلهم وقودا في ماكينة لؤمها الإعلامي. وقد برز هذا الرجل وسيطا نبيلا انتزع بكياسته وسداد موقفه إعجاب العالم والتثمين العالي له من قبل أبناء شعبه الراغبين في الحج في تخليصهم من براثن هذه القيادة الضالة وتمكينهم من إتمام حجهم مكرمين معززين بحفاوة من حكومة وشعب السعودية.
هذا الموقف وضع الرجل على واجهة الحدث العالمي في إطار كاريزما القيادة بمواصفاتها الرفيعة وبمنطقه المستشعر للحس الحضاري في حرصه على الأمن والاستقرار والتنمية.
تعرف القيادة القطرية الضالة اليوم أن ساعة العمل على تغييرها قد دقت وليس بوسعها أن تجد من ينصت لها مهما راحت تثير من سعار لغطها الإعلامي، ولن يلتفت لها أحد في محاولتها الطعن في نزاهة وسداد موقف الشيخ عبدالله وما جاء في بيانه من كلمات اتسمت بالهدوء والحس العالي بالمسؤولية، فقد قرأ فيها العالم وأحس مدى ما يمثله هذا الرجل من موقف تاريخي شامخ، تسنده دعائم مشروعية ثقله كعضو مبجل في الأسرة الحاكمة وتاريخ من الحظوة بين شعبه وأدوار لعبها بصمت لمصلحة قطر والمنطقة لا تخفي على من هم قريبين من الأحداث التي مرت بها قطر والمنطقة وكان الرجل فيها جنديا مجهولا في العمل من أجل الأمن والاستقرار.
وليس أدل على ما للرجل من مكانة سوى هذه المسارعة في الاحتشاد للالتفاف حوله، من قبل الأسرة المالكة ومن قبل ممثلي المعارضة القطرية بصوتها العالي معه، ناهيك عن القبائل ومواطني قطر. أما على المستويات الخليجي والعربي والعالمي فقد اكتظت شاشات الفضائيات وصفحات الصحف والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي بأصوات تشيد وتناصر هذا الموقف الشجاع الشهم للشيخ عبدالله.. وحتما قادم الأيام سيسفر عن مواقف رسمية عربية ودولية تصطف إلى جانبه في سعيه لإنقاذ قطر من إيغالها الكارثي في نفق المغامرة، مستلبة مقودة بالأجندات التي لا تريد سوى خراب المنطقة ودمارها.. فقد دوت صرخة الكرامة.. وعلى الباغي تدور الدوائر.

إنشرها