أخبار اقتصادية- عالمية

وزير ألماني يحذر من انقسام أوروبا .. ويؤكد:لن يكون لنا مستقبل

وزير ألماني يحذر من انقسام أوروبا .. ويؤكد:لن يكون لنا مستقبل

حذر فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني من انقسام القارة الأوروبية، مبينا أن الدول الكبيرة في أوروبا عليها بالطبع مسؤولية خاصة في ذلك.
وقال شويبله خلال حفل الاستقبال الذي أقيم في مدينة أوفنباخ بمناسبة يوم ميلاده أمس "لن يكون لنا مستقبل جيد، هكذا علمنا التاريخ، إلا عندما نتضامن مع أوروبا، مجددا ومجددا".
وشدد في الوقت نفسه على ضرورة الانتباه لعدم اعتقاد دول أخرى في أوروبا بأن الدول الكبيرة فقط هي التي تلعب دورا في القارة، بحسب "الألمانية".
من جانبها، وصفت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية وزير ماليتها بأنه "أوروبي قلبا وقالبا"، مضيفة "شكرا جزيلا على تأثيرك المفيد في أوروبا ومن أجلها".
وذكرت ميركل أن شويبله أيضا من ساسة الحزب المسيحي الديمقراطي الذين لن يفقدوا الأمل مطلقا في إتمام الوحدة الألمانية. بدوره، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، الذي شارك في الاحتفال أيضا، إن شويبله يهتم بالسير في اتجاه معين في أوروبا. وأعرب شويبله عن سعادته بحفل الاستقبال الذي حضره نحو 700 شخص، من بينهم كثير من المارة، وقال: "لقد أسعدتموني للغاية. أفكر حاليا في يوم ميلادي الثمانين".
إلى ذلك، وقبل أسبوع على الانتخابات الألمانية يبدو حزب الديموقراطيين الأحرار الذي مني بهزيمة مدوية في انتخابات 2013 مرشحا للعودة إلى البرلمان حيث يمكنه أن يجعل برلين شريكا أكثر إحراجا لشركائها الأوروبيين، وفقا لـ"الفرنسية". وفي حال تمكن هذا الحزب من استعادة دوره التاريخي كشريك أصغر في ائتلاف أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية من المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي (وسط-يمين)، سيحمل معه معارضته القوية لزيادة التحويلات المالية بين دول الاتحاد الأوروبي.
وقد تؤدي هذه المعارضة من برلين إلى تقويض الزخم المتزايد لإصلاح التكتل. والمخاطر عالية في سباق انتخابي يبدو فيه الفائز مؤكدا، فيما تتوجه الأنظار إلى أربعة أحزاب أصغر، ستحصل بحسب استطلاعات الرأي على 10 في المائة من الأصوات.
ومع تقدم حزب ميركل بفارق كبير في استطلاعات الرأي، لكن دون الحصول على أغلبية مطلقة على الأرجح، فإن المستشارة ستكون بحاجة إلى شريك من أحد الأحزاب الأصغر، إذا لم تكن تريد مواصلة "ائتلافها الكبير" الخالي من الود مع الاشتراكيين الديمقراطيين (وسط يسار). لكن ميركل استبعدت العمل مع حزب "البديل لألمانيا" المعادي للهجرة أو مع "دي لينكه" اليساري المتشدد، ما يخلي ساحة المعركة أمام الديموقراطيين الأحرار والخضر للفوز المحتمل بشراكة الائتلاف.
وتقول نيكولا بير، الأمينة العامة لحزب الديمقراطيين الأحرار، إن الهدف واضح "السؤال الحاسم في هذه الانتخابات هو أي حزب سيكون ثالث أكبر الأحزاب". وقد تركت المستشارة الحذرة خياراتها مفتوحة، وألمحت إلى كل من الديمقراطي الحر المؤيد للشركات والخضر اليساري التوجه، في احتمال أن يكون لهما مقعد في المشاورات الحكومية بعد الانتخابات المقررة في 24 أيلول (سبتمبر) الجاري. وإذا ما انضم الديموقراطي الحر إلى حكومة للمسيحيين الديمقراطيين، فإن إصلاح منطقة اليورو "سيحكم عليه بالفشل" بحسب الخبير الاقتصادي كريستيان اودندال من مركز الإصلاح الأوروبي، مضيفا أن ذلك سيكون "أكثر الائتلافات خطورة على اليورو".
ويؤيد الديموقراطي الحر، أكثر من أي حزب آخر، سياسة اقتصادية تقليدية لألمانيا تضع قواعد واضحة قائمة على السوق وتطبيقها بحذافيرها مهما كلف الأمر.
وعلى المستوى الأوروبي يُترجم ذلك برفض لأي خطط لميزانية مشتركة لمنطقة اليورو تخفف من تأثير أزمات اقتصادية، أو أن يقوم صندوق النقد الدولي بتقديم قروض طارئة.
ويتبادل المسؤولون الفرنسيون والألمان تلك الأفكار منذ انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أيار (مايو) الماضي، الذي أعاد الثقة في مستقبل الاتحاد الأوروبي بين نخب القارة. وقال زعيم الديمقراطيين الأحرار كريستيان ليندنر في تجمع حزبي أمس الأول، "إذا كانت فكرة تخصيص ميزانية خاصة لمنطقة اليورو من أموال ألمانيا كي تذهب إلى دول أوروبية أخرى فإننا لن نساهم في تحقيق ذلك"، موضحا أن اتحادا من تحويلات كتلك لن يقوي أوروبا.
وينتقد الديمقراطيون الأحرار بشكل خاص صفقات الإنقاذ التي سمحت ببقاء اليونان في منطقة اليورو رغم ديونها الهائلة. ويؤيد برنامجهم الحزبي "إجراءات إفلاس للدول في منطقة اليورو" يمكن أن تؤدي إلى خروج دول من منطقة العملة الموحدة.
ويقر كبار مسؤولي الديمقراطي الحر أن من بين حالات الخروج عن أسس الحزب، فإن أول فصول صفقات إنقاذ اليونان كتبت عندما كان الحزب شريكا في ائتلاف ميركل الحكومي بين 2009 و2013، مضيفا "لن نرتكب هذا الخطأ مجددا".
وقد لا يتوقف التغيير في المواقف عند علاقات ألمانيا بجيرانها المباشرين في ائتلاف "أسود-أصفر" وهي العبارة التي تطلق على ائتلاف المسيحيين الديموقراطيين-الديموقراطيين الأحرار نسبة إلى ألوان الأحزاب السياسية في ألمانيا.
فقد سمعت أصوات تدعو إلى تقارب مع روسيا بين الأطياف السياسية خلال الحملات الانتخابية.
وشهدت فترة الاستعدادات للانتخابات انتقادات شديدة للمستشار السابق جيرهارد شرودر لقبوله منصبا في مجلس إدارة شركة الطاقة الروسية روسنفت.
لكن علاقات برلين-موسكو قد تتحسن إذا ما تم تعيين ليندنر، زعيم الديمقراطيين الأحرار وزيرا للخارجية، وهو بالأمر العادي للشريك الأصغر في الائتلاف.
وبشكل مثير للجدل، اقترح ليندنر أن يقبل الاتحاد الأوروبي "مؤقتا" ضم روسيا للقرم من أوكرانيا وإلغاء العقوبات الاقتصادية عنها.
ويصر معظم السياسيين التقليديين، ومنهم ميركل، أن على موسكو الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها بين فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، قبل رفع العقوبات.
وفي الوقت الحاضر، تبدو مواجهات كتلك مستبعدة مستقبلا بالنسبة لليندنر وفريقه. وهم يراهنون على صور الزعيم الوسيم، وبرنامج للسياسة الداخلية مثقل بتدابير صديقة للشركات ومفاوضات شاقة حول الهجرة واللاجئين، من شأنها أن تدفعهم في مقدمة الأحزاب الأخرى الطامحة بالمرتبة الثالثة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية