Author

هنا العزم

|

انطلقت خلال الأيام الماضية قناة "هنا العزم" التي تهدف لتوثيق كثير من الإنجازات البطولية لأبناء هذه البلاد المرابطين في الحد الجنوبي. أعمال رائعة وبطولية لم تحصل على حقها من التوثيق لأسباب كثيرة. أهم عناصر عدم التوثيق هي محدودية قدرات القطاعات المسؤولة عن التوثيق سواء في الوزارات ذات العلاقة أو مكونات الإعلام الرسمي في المناطق الحدودية.
يشاهد الواحد منا الأعمال الرائعة على مواقع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي مواقع تعتمد على جهود شخصية قد تصيب وقد تخطئ، ومن المهم هنا أن نتعرف على أن الإعلام سيف ذو حدين، وهو مجال احترافي لا يمكن أن نتركه لاجتهادات أفراد هنا وهناك لا يملكون من العلم والمعرفة ما يسمح لهم بالتواصل والتعريف بالجهود بالشكل اللائق الذي يحقق الأهداف المرجوة من النقل.
إن عمليات تصوير البطولات التي نشاهدها قد تؤدي إلى بعض السلبيات سواء عندما تصور أساليب القتال أو التجهيزات القتالية التي يستخدمها الجنود العاملون في حماية حدود البلاد. هذه الإشكالية بالذات قد تضر بشكل عام.
يأتي في المقام أيضا أن الأعمال التي يمارسها الهواة ــ ولا نشك في نزاهتها وسلامة الهدف منها ــ إلا أنها تظل على مستوى أقل من أن تصور حقائق العمليات العسكرية التي تتم والتضحيات التي تقدم على هذه الجبهات. فالتركيز على موقع معين وأعمال معينة داخل المناطق الحدودية يسلب كثيرا من الإنجازات التي يحققها أبطال آخرون يعملون في مواقع أخرى بعيدة عن عيون المراقبين الموجودين في المواقع المفتوحة.
يضاف إلى ما سبق أنه مهما حاولنا أن نرصد الأعمال البطولية والإنسانية التي تشهدها الساحات بشكل مستمر، فهي بعيدة عن الوصول لكثير من المشاهدين بسبب كثرتها، وعدم رغبة المسؤولين عنها في الإعلان وهو جزء من قيم القوات العسكرية التي تتعامل مع الإعلام بمهارة وحساسية بسبب طبيعة أعمالها.
وجود هذه القناة يسمح بتقريب الإنجازات ورصد التفوق، وتوثيق احترافي منطقي يضمن عرض كل ما يحقق بعيدا عن إشكاليات وحساسيات التأويل والتعديل، وكشف الحقائق بعيدا عن الدعايات المغرضة التي يستخدمها أعداء الوطن والمنفذون لأجنداتهم في كل مكان.

إنشرها