أخبار الشركات- عالمية

ترامب يعارض شراء مجموعة صينية لشركة أميركية لإنتاج شبه الموصلات

ترامب يعارض شراء مجموعة صينية لشركة أميركية لإنتاج شبه الموصلات

عارض الرئيس الاميركي دونالد ترامب قيام مجموعة صينية يملكها مساهمون بشراء شركة "لاتيس" الاميركية لانتاج شبه الموصلات إذ اعتبر ان الامر ينطوي على "مخاطر على مستوى الامن القومي"، ما اثار انتقادا شديدا من بكين الساعية الى تعزيز هذا القطاع الاساسي من خلال اكتساب تكنولوجيا جديدة.

وتصنّع "لاتيس" مكونات يمكن برمجتها تستخدم في أسواق الاتصالات وأيضا في منتجات صناعية وللاستهلاك العام. وأكدت بعيد ذلك التخلي عن العملية. وكان صندوق "كانيون بريدج" للاستثمارات الذي تدعمه مجموعة حكومية صينية يخوض مفاوضات من أجل شراء "لاتيس" لقاء 1,3 مليار دولار، الا ان ترامب اعتبر ان "الصفقة تنطوي على مخاطر على صعيد الامن القومي للولايات المتحدة".

وأمهلت الادارة الاميركية بموجب القرار "الجهة التي تريد شراء +لاتيس+ ثلاثين يوما لاتخاذ كل الاجراءات اللازمة من اجل التخلي نهائيا عن عرض الشراء". والتزم البيت الابيض بتوصيات لجنة الاستثمارات الاجنبية في الولايات المتحدة التابعة لوزارة الخزانة والتي تدرس تبعات شراء شركات أميركية من قبل جهات أجنبية على الامن القومي. وهذا القرار ليس الاول من نوعه، فقد اعترض الرئيس السابق باراك اوباما العام الماضي مشروعا صينيا لشراء شركة في قطاع شبه الموصلات، مبررا ذلك ب"مخاطر على صعيد الامن القومي".

وبينما كان صندوق "غراند تشيب" الصيني يستعد لشراء شركة "ايكسترون" الصناعية ومقرها المانيا، أصدر اوباما مرسوما في مطلع ديسمبر الماضي أبطل الصفقة. وتنتج "ايكسترون" مكونات مستخدمة لصنع شبه الموصلات لكن يمكن ان يكون لها استخدام عسكري ايضا. كما فشلت محاولة مجموعة "تسينغوا يونيغروب" لشراء "مايكرون" الاميركية في 2015.

وأوضحت وزارة الخزانة ان المخاطر التي تطرحها هذه الصفقة "مرتبطة بنقل محتمل لملكية فكرية الى مالك أجنبي، وبدور الحكومة الصينية في دعم العملية وأهمية ضمان تزويد الحكومة الاميركية بشبه الموصلات هذه حتى تتمكن من استخدامها". وتقوم الهيئة الحكومية الصينية "تشاينا فينتشور كابيتال فاند" بتمويل صندوق "كانيون بريدج".

وأدى اعتراض صفقة الشراء التي تقوم صحيفة "وول ستريت" انه تم بتدخل شخصي من ترامب الى استنكار شديد من بكين الخميس. وأعلن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فينغ الخميس ان الصين "تعبر عن القلق الشديد ونعتبر ان لاي بلد الحق في التحقيق المشروع حول الاستثمارات المتعلقة بقطاعات حساسة لكن ذلك يجب الا يتحول الى أداة حمائية".

وقال المتحدث في لقاء صحافي "نأمل ان يتعامل البلد المعني مع الشركات الصينية بشكل موضوعي وغير منحاز ومنصف". وغالبا ما يندد ترامب بانعدام التوازن في التبادلات التجارية بين الصين وبلاده، وتقوم واشنطن بتحقيقات حول الممارسات التجارية للنظام الشيوعي الذي تتهمه باعطاء الافضلية للمؤسسات الصينية. يضاف الى ذلك الضغوط المتزايدة على الصين حتى تضيق الخناق اكثر على جارتها كوريا الشمالية في مسـألة برنامج التسلح والتجارب النووية الكورية الشمالية.

ويتم في واشنطن درس مشاريع شراء اخرى لشركات صينية خصوصا عرض من "انت فايننشال" التابعة لعملاق التجارة "علي بابا" لشراء شركة "مونيغرام" الاميركية للتحويلات المالية. ويقول لورانس وارد من مكتب "دورسي اند ويتني" القانوني ان "الحكومة الاميركية قلقة منذ سنوات ازاء الاستثمارات الصينية، خصوصا في الصناعة الاميركية لشبه الموصلات". وأضاف وارد "لكنه من السابق لاوانه الاعتقاد ان ادارة ترامب ستنتهج خطا اكثر تشددا (من السابق) ازاء الاستثمارات الصينية في مجمل القطاعات. وحده الزمن سيكشف ذلك".

وتشهد الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة زيادة ملحوظة وبلغ مجملها 46 مليار دولار العام الماضي، اذ تشجع بكين شركاتها على الانفتاح على التكنولوجيات والاسواق الجديدة. في الوقت نفسه، تطمح بكين الى تطوير الصناعة المحلية لشبه الموصلات الى أقصى حد وذلك للتخفيف من اعتماد البلاد على الواردات الباهظة لهذه التكنولوجيا من الولايات المتحدة.

وتطمح الصين التي تعتبر المستهلك الاول في العالم للشرائح الالكترونية الى منافسة الولايات المتحدة في هذا المجال وانتاج غالبية شبه الموصلات التي تحتاج اليها. وأعلنت "تسينغوا يونيغروب" الحكومية استثمارات بعشرات مليارات الدولارات في انتاج شرائح الذاكرة وتقوم بتوظيف اعداد كبيرة من الخبراء الاجانب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار الشركات- عالمية