default Author

خلايا لا تنام

|

كلما تطور العلم اكتشفنا أننا لا نعلم إلا القشور وظواهر الأمور ومن أكثر الأشياء التي نفعلها يوميا ولا نستطيع العيش من دونها أو حتى مقاومتها النوم! ومع ذلك لا نعرف كيف ولماذا تطلب أجسادنا النوم، وإذا دخلنا في سباتنا هل أجسادنا فعلا تنام معنا وتسكن وتتمتع بالراحة والهدوء أم العكس تماما؟!
فبينما يصبح جسمك عاجزا أو مشلولا أثناء النوم يكون دماغك أكثر نشاطا فمجرد انغماسه في الحلم يجعله أكثر نشاطا واستهلاكا للأكسجين فكم من الأمور تم اكتشافها أو حلها أثناء النوم حيث يقوم دماغك بربط الأمور وكشف الحقائق!
ومن أغرب الأسرار التي يقوم بها جسدك وأنت نائم، محو أغلب الأحداث التي مرت عليك أثناء اليوم، وكأن هناك 100 عاملة منزلية تقوم بمسح وتنظيف المعلومات والأحداث غير الضرورية.
يقول اختصاصي النوم كريستوف كولويل من كلية طب جامعة كاليفورنيا: "لو كنت تتذكر كل شيء، لامتلأ عقلك! لذلك تحدث عملية فرز تقوم بإزالة المعلومات غير المهمة عوضا عنك"! هل لاحظت الشخص قليل النوم أو الذي يواصل لفترات طويلة أو المحروم من النوم؟، ستجده مشوش الفكر يميل للعصبية وقد تبدر منه تصرفات مجنونة، فقلة نومه قللت من فرصة تخلص جسمه من السموم ومن إصلاح خلاياه ما يتعب دماغه ويؤثر في خلايا جسمه كلها، لذلك عندما يستيقظ، يشعر وكأنه خارج من حرب أو من معركة شرسة!
ولا تعتقد أنك حين تضع رأسك على الوسادة وتغط في نوم عميق أنك لا تستيقظ إلا في صباح اليوم التالي، فقد كشفت الدراسات أن الناس يستيقظون 5ــ15 مرة في الساعة، ولكن هذه الصحوة تكون مختصرة بحيث إننا لا نذكرها، وعادة ما تحدث أثناء فترات الانتقال بين مراحل النوم المختلفة.
حتى عيناك تكون في حركة دائبة أثناء النوم وتتغير حركتها مع كل مرحلة من مراحل النوم. في البداية تقوم بلفة، وعندما تصل إلى مرحلة النوم العميق تدور حول نفسها، ومع ذلك لا أحد يشعر أو يذكر ذلك!
وتأكد إذا كنت تحرم جسدك النوم الكافي فستكون عرضة للالتهابات المتكررة والعدوى لأنه في أثناء النوم يقوم الجسم بتوليد الأجسام المضادة، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا وتم منعهم من النوم في الليلة التالية لم تتولد لديهم الأجسام المضادة اللازمة لحمايتهم من الإنفلونزا.
والجميل في النوم أن حواسك تضعف فلا ألم ولا سمع ولا شم ولا نظر فأعصابك في خمول تام يمنعها من تلقي ونقل الإشارات العصبية، لذا تمتعوا بأعظم نعمة تجعلكم على قيد الحياة!

إنشرها