المشراق

مشاعر الناس عند رؤية الطائرة أول مرة

مشاعر الناس عند رؤية الطائرة أول مرة

سبق وتحدثنا في عدد سابق من هذه الصفحة عن الدراجة الهوائية "السيكل"، ومشاعر الناس في مناطق متعددة من العالم عند رؤيتهم لها، وتسميتهم لها بحصان إبليس أو حمار الشيطان، ورفضهم لها في البداية. والحديث اليوم عن مشاعر الناس عند رؤية طائرة تطير لأول مرة.

حديد يطير
بعد دخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1920م جاء إلى فلسطين بعض العقيلات من أهل القصيم، وبينما كان اثنان منهم يمشيان شاهدا طائرة تحلق في الجو، وكانت المرة الأولى التي يشاهدان فيها هذا المنظر، فذهلا وتعجبا من حديد يطير!، وظلا يتذكران الموقف بينهما بين حين وآخر. وبعد فترة عادا إلى القصيم، فدعاهم أحد معارفهم لوليمة، وحضر مجموعة من أهل بلدته، وفي أثناء الوليمة أخذ أحد الرجلين يسرد الحديث حول مشاهداته في فلسطين، حتى وصل إلى قصة الطائرة، فقال لهم رأيت حديدا يطير، فضحك الحضور ساخرين من كلامه ومكذبين له، وحتى يثبت لهم صدق كلامه استشهد برفيقه الذي شاهد معه الطائرة في فلسطين، فأنكر رفيقه الكلام جملة وتفصيلا، فأصبح المتحدث الأول منبوذا بالكذب عند جماعته. ولما انفض المجلس مسك الأول برفيقه لوحدهما، وقال كيف تنكر وقد شاهدنا ذلك سويا، فقال له يا صديقي لا أريد أن يقال عني كذاب كما قيل عنك.
لقد كان الحديث عن رؤية طائرة تطير آنذاك مدعاة لاتهام المتحدث بالكذب، لأنه شيء لم يره الناس من قبل، ولا يتوقعونه، فقد كانت الطائرات نادرة للغاية في العالم العربي، وندرة هم من رأوها. لكنها بعد ذلك جاءت إلينا شيئا فشيئا.

أول طائرة في بريدة
لا أدري متى بالتحديد حلقت أول طائرة في سماء القصيم، لكن الراوية محمد بن حمد بن خريف التويجري يروي في كتابه "طرايف ذكريات وعجايب في أحوال الأولين والسوالف"، حدثا يوحي أو يفهم منه أنها أول طائرة تحلق فوق سماء مدينة بريدة، ويتحدث عن الهول والرعب الذي أصاب الناس لما رأوا طائرة تعبر فوق مدينة بريدة عام 1361هـ، ويصف التويجري ما حدث للناس عندما رأوا الطائرة وسمعوا صوتها فيقول: "فانزعج الناس منها، وهرب بعضهم إلى بعض، وكثر الصراخ، وخرجوا من البيوت، حتى قال بعضهم: هذه صيحة القيامة، وأخبرني من أثق به أن امرأة سقط ولدها من بطنها من شدة الانزعاج من جلبة الطائرة، وأنا رأيت المرأة تغطي جانب وجهها، تنظر إلى الطائرة وتقول: انظروا رؤوسهم فوقها ينظروننا، يخيل إلى المرأة ذلك من ذهول عقلها. حتى البهائم انزعجت، فخرجت الإبل من السواني، وخربت عديدا من السواني، والبقر انزعجت وقطعت الحبال (الربط) وهربت، والبدو في البر انزعجوا، وهربت إبلهم وغنمهم، إلى آخر ما حصل من ذلك الشيء العجيب". وما أصاب أهل بريدة من هول أصاب غالبية الناس داخل السعودية وخارجها عندما رأوا الطائرة في الفترة التي نتحدث عنها وقبلها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق