أخبار اقتصادية- عالمية

«هارفي» تاسع الكوارث الطبيعية تكلفة .. تكساس تتكبد 58 مليار دولار

«هارفي» تاسع الكوارث الطبيعية تكلفة .. تكساس تتكبد 58 مليار دولار

قدر محللون ألمان الخسائر الاقتصادية في تكساس جراء إعصار هارفي الذي لا يزال يتسبب في أمطار غزيرة في الولاية بنحو 58 مليار دولار "49 مليار يورو".
وإذا صحت تلك التقديرات فسيكون "هارفي" تاسع الكوارث الطبيعية من حيث التكلفة منذ 1900، بحسب مركز إدارة الكوارث وتكنولوجيا خفض المخاطر "سيديم"، في كارلسروه في ألمانيا.
ووفقا لـ "الفرنسية"، فقد ذكر جيمس دانيال كبير مهندسي إدارة المخاطر في المركز ورئيس مجموعة تحليل المخاطر الجنائية، أن الأضرار هائلة، حيث تقدر بنحو 58 مليار دولار وأكثر من 90 في المائة بسبب الفيضانات.
لكن تقديرات أخرى للخسائر الإجمالية كانت أقل بكثير، فالأرقام الأولية لشركة التأمين الألمانية الكبيرة "هانوفر ري" بلغت ثلاثة مليارات دولار "2.5 مليار يورو"، فيما قدرت "جي.بي مورجان" للخدمات المالية والمصرفية التكلفة على قطاع التأمين بين 10 و20 مليار دولار "8.4 - 16.8 مليار يورو".
أما شركة "آر.إم.إس" المتخصصة في تقييم المخاطر فقد ذكرت أن إجمالي الخسائر الاقتصادية التي سببتها العاصفة المدارية هارفي في الولايات المتحدة قد يبلغ ما بين 70 و90 مليار دولار، معظمها ناجمة عن السيول.
وذكرت الشركة في تقديرات أولية أن غالبية تلك الخسائر لن تغطيها شركات التأمين، نظرا لأن تأمين القطاع الخاص ضد السيول محدود، وكانت الشركة قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن أضرار الرياح المصاحبة لـ "هارفي" قد تسبب في خسائر تأمين تقل عن ستة مليارات دولار على الأرجح.
ويتوقع بعض المحللين في وول ستريت وصول الخسائر المؤمن عليها جراء العاصفة إلى نحو 20 مليار دولار، فيما قدر مختصو "إنكي القابضة" لمخاطر الكوارث ومقرها سافانا في ولاية جورجيا التكلفة الإجمالية بأكثر من 30 مليار دولار.
ولدراسة المخاطر على المنطقة استخدم مركز سيديم بيانات المكتب الأمريكي للتحليلات الاقتصادية الذي يرصد الاستثمارات، وأوضح دانيال "قارنا ذلك بأرقام تكلفة البناء والاستبدال، وتلك عادة مشكلة عديد من النماذج الأخرى، فهي تسيء تقدير المخاطر"، مضيفا أن "إجمالي رؤوس الأموال في تكساس يبلغ نحو 4.5 ترليون دولار، والرقم على مستوى الولايات المتحدة بكاملها يبلغ 56 ترليونا".
ومما يستند إليه المركز في تقديراته أكبر قاعدة بيانات في العالم للكوارث الطبيعية وتشمل أكثر من 41 ألف حدث منذ 1900، وقد نشر المركز على موقعه على الإنترنت تقريرا مفصلا حول آثار الإعصار هارفي في هيوستن.
وتقع أكبر مدن ولاية تكساس، ورابع أكبر مدن الولايات المتحدة الأمريكية، تحت ضغط في ظل وصول عشرات الآلاف إلى مراكز الإيواء في المدينة هربا من المنازل والطرق التي غمرتها المياه بينما وقعت بعض حوادث السرقة والسطو المسلح ما أدى إلى فرض حظر تجول بعد منتصف الليل.
وظهر التوتر على مسؤولين في المدينة ومسؤولين إقليميين بعد أن عملوا لأسبوع أو أكثر بلا توقف في الاستعداد للعاصفة وإجراءات التعامل مع آثارها، وطلب رئيس بلدية هيوستون سيلفستر تيرنر من الكونجرس بوضوح سرعة الموافقة على المساعدات لضحايا العاصفة المدارية هارفي.
ووصلت العاصفة إلى اليابسة يوم الجمعة الماضي قرب كوربس كريستي وهي الأعنف التي تضرب تكساس منذ أكثر من 50 عاما، وأودت هارفي بحياة 25 شخصا على الأقل واضطرت 30 ألفا للفرار إلى مراكز إيواء طارئة، وتقدر التلفيات بعشرات المليارات من الدولارات.
وصوت مجلس مدينة هيوستون الأربعاء لمصلحة تخصيص 20 مليون دولار لجهود التعافي لكن مسؤولين قالوا "إن هذه خطوة أولى وستكون هناك حاجة إلى مبالغ أكبر بكثير".
وأشار جريج أبوت حاكم تكساس إلى أن الولاية قد تحتاج إلى مساعدات اتحادية تتجاوز 125 مليار دولار، مشيرا إلى أنه يجب أن تحصل المنطقة على أموال أكثر من التي أقرها الكونجرس لضحايا الإعصار كاترينا عام 2005.
وتعهد كيم أوج مدعي عام مقاطعة هاريس بمحاكمة السارقين وقال "إنه تم إلقاء القبض على 40 شخصا على الأقل لممارستهم النهب"، وتمثل زيادة أعداد النازحين ضغطا على الموارد في رابع أكبر مدينة أمريكية.
من جهة أخرى، وقع انفجاران في مصنع للكيماويات في مدينة هيوستن في ولاية تكساس بسبب الفيضان الذي تسبب فيه إعصار "هارفي" المداري، وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن دخانا كثيفا انبعث من مصنع شركة أركيما الفرنسية للصناعات البتروكيماوية.
المدير التنفيذي لشركة أركيما الفرنسية للصناعات البتروكيماوية أكد أن درجة حرارة الكيماويات المستخدمة في المصنع ارتفعت بعد انقطاع التيار الكهربائي المخصص لتبريد المصنع، وأوضح المسؤول أن مياه الأمطار أغرقت المصنع وأصبحت تعلوه بنحو مترين.
وقالت السلطات المحلية "إنه تم إجلاء سكان المنطقة في محيط نحو كيلو مترين"، وتصنع شركة أركيما مركبات بروكسيد عضوية في هذا المصنع الذي يقع في بلدة كروسبي على بعد نحو 40 كيلو مترا شمال شرق هيوستن، وتحتاج هذه المركبات إلى التخزين في درجات حرارة منخفضة. يشار إلى أن إعصار "هارفي" المداري وصل الآن ولاية لويزيانا.
ويقدر مسؤولون فيدراليون أن ما يقارب من نصف مليون شخص في تكساس سيحتاجون في مرحلة ما إلى شكل من أشكال المساعدة، لكن سيبقى التركيز حتى الآن على الإغاثة الفورية من الكوارث، حيث لا تزال حياة كثيرين مهددة.
إلى ذلك، نحت فنزويلا والمكسيك، خلافاتهما مع الولايات المتحدة جانبا، وعرضتا مساعدة ضحايا الإعصار هارفي الذي تسبب في فيضانات غير مسبوقة في تكساس.
وقال خورخي أريازا وزير الخارجية الفنزويلي، "سنقف دائما إلى جوار الشعب الأمريكي"، معلنا مساعدات بقيمة خمسة ملايين دولار للأسر المتضررة في هيوستن وكوربس كريستي.
تأتي تلك التبرعات على الرغم من العقوبات الأمريكية الأخيرة على كراكاس وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي لم يستبعد "الخيار العسكري" في التعامل مع فنزويلا التي تواجه أزمة اقتصادية طاحنة وأزمة سياسية.
وسيأتي ذلك المبلغ من شركة "سيتجو"، الذراع الأمريكية لشركة النفط الحكومية في فنزويلا، وهي بين الشركات التي استهدفتها العقوبات الأمريكية، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت واشنطن ستقبل ذلك العرض.
كما عرضت المكسيك، التي توترت أيضا علاقاتها مع الولايات المتحدة على خلفية قضايا مثل جدار ترمب الحدودي المقترح واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، المساعدة على أهالي تكساس.
وشكر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، نظيره المكسيكي لويس فيديجاراي خلال محادثات جمعتهما في واشنطن أمس على "العرض المكسيكي السخي"، ورد فيديجاراي قائلا "نحن جيران، نحن أصدقاء، وهذا ما يفعله الأصدقاء".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية