Author

مراكز للعلاج الطبيعي .. في مناطق الاصطياف

|

مع عودة ملايين من المسافرين السعوديين بعد قضاء إجازة الصيف في مختلف أنحاء العالم، أشعر بالحزن حينما أرى بعضهم وقد عاد مكسرا منهك الجسم زائد الوزن، لأنه لم يخطط لإجازته التخطيط السليم، كما تفعل معظم شعوب العالم.. عائلة في الريف البريطاني - رغم جماله - تخطط لقضاء إجازتها بعد عام في إسبانيا.. وتفصل في الحديث فتقول "إنها ستقضي ثلث الإجازة في مصحة للعلاج الطبيعي، والثلث الثاني في تسلق الجبال، وما تبقى في تعلم اللغة الإسبانية"، ولم تذكر الأسواق أو المطاعم أو الجلوس على فرشة أرضية في وسط حديقة عامة لتناول التمر والقهوة والحلويات.. ولقد علق أحد العائدين من الإجازة حينما سألته عن حاله.. أصدقك القول دون أن تسمع "أم العيال" إنني أحتاج إلى إجازة من الإجازة.. فالمدة التي قضيناها في أوروبا كانت "هجولة" كل يوم في مدينة.. نسهر في الليل وننام النهار ونأكل حتى حد التخمة.. ولا نمارس أي نشاط رياضي.. حتى المشي الذي كنا نقوم به سابقا حرمنا منه الأطفال الصغار، حيث استأجرنا سيارة وأخذنا نجوب بها الأنحاء، ونصر على الوصول بها إلى باب المطعم أو السوق كما نفعل تماما هنا في الرياض.. طبعا أنا لا أعترض على قضاء الإجازة في أي مكان تختاره العائلة، لكني فقط أدعو إلى التخطيط قبل وقت كاف، وفي ذلك توفير لجزء من التكاليف واستفادة أكبر من النشاطات والفعاليات الموجودة في الأماكن المقصودة، خاصة الرياضية والصحية منها.. وبمناسبة الحديث عن المرافق الصحية أقول إن من عوامل جذب المصطافين للمناطق السياحية أن توجد في بلادنا مراكز ومنتجعات صحية للعلاج الطبيعي والغذاء الصحي والتمارين الرياضية، حتى لو كان عملها فقط في فترة الإجازة الصيفية، ثم تنتقل إلى المدن الكبرى التي لا يرتبط النشاط فيها بالفترة الصيفية.. ولو دعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المستثمرين في هذا المجال إلى ورشة عمل لمناقشة الفكرة، وقدمت لهم الدعمين المادي والمعنوي، لنفذت تلك المراكز والمنتجعات التي ستوفر الجهد والمال على آلاف السعوديين الذين يسافرون إلى مختلف دول العالم، ليس طلبا لعلاج طبي من الصعب توفيره، إنما لمجرد تمارين رياضية، وإعادة تأهيل يمكن أن يتوافر، ولتبدأ هذه الفكرة من مناطق الاصطياف، حيث الجو المناسب، ولكي تكون رحلة العائلة كاملة.. فمن احتاج فيها إلى مركز التأهيل وهم غالبا كبار السن فلهم ذلك، بدل سفرهم بمفردهم في بلاد بعيدة، يتعرضون فيها للنصب والاحتيال وانعدام الأمن.. ولكي تكون بداية هذه المراكز صحيحة من الناحية المهنية أقترح إشراك مدينة الأمير سلطان الإنسانية في وضع برامجها والإشراف الفني على المشروع، باعتباره مشروعا وطنيا يلتقي بأهدافه مع أهداف مدينة الخدمات الإنسانية، التي أسسها الراحل الكبير، لتكون صدقة جارية له إلى يوم القيامة.
وأخيرا: المستثمر الذي يبحث عن الربح الكثير لا تصلح له هذه الفكرة، أما من أراد خدمة بلاده وعمل الخير لمواطنيها مع ربح معقول فهذا مجال يحقق مشاركة أعلى له أو لشركته أو للمصرف الذي يديره في المسؤولية الاجتماعية، التي كل يدعي القيام بها على الوجه الأكمل، لكن الواقع يشهد بخلاف ذلك، فأرباح الشركات الكبرى والمصارف بمليارات، ومساهماتها متواضعة جدا، كما تؤكد الجهات المختصة التي تتابع هذا الأمر.

إنشرها