Author

كلنا ضد خطاب الكراهية

|

الرأي العام الشعبي السعودي هو ذلك السيل الجارف من الانتقادات والشجب والاستنكار ضد كل من كفَّر الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، الذي وافته المنية قبل أيام في لندن، بعد معاناة مع المرض، هي تلك البراءة الشعبية من أقوال دعاة الكراهية الذين دعوا إلى عدم الترحم والدعاء للفنان الخليجي الكبير، وهي تلك القائمة العريضة التي يتم تداولها في شبكات التواصل الاجتماعي واشترك فيها آلاف من أبناء الشعب السعودي المعزية لأسرة عبدالرضا والترحم عليه والدعاء له بالمغفرة.
تلك الآراء الشاذة التي تفوح منها الكراهية التي أعقبت الإعلان عن وفاة عبدالرضا ــ رحمه الله رحمة واسعة ــ لا يمكن أن تصدر من رجل عاقل، ولا يمكن أن يتبناها إلا مريض وحاقد، ولا نستغرب أن تكون لها أجندات سياسية تهدف إلى تشويه سمعة المملكة وشعبها المتصالح مع نفسه، والمحب والمتعايش مع الآخرين بكل طوائفهم ومشاربهم، وهو ما أثبتته حادثة التكفير البغيضة التي طالت فنان الخليج الأول الذي أمضى نصف قرن من حياته مقدما الأعمال البناءة والهادفة إلى إصلاح شأن بلاده الكويت وشقيقاتها في الخليج، ونال بفعلها كل تلك الشعبية الجارفة في الوطن العربي برمته.
على الرغم من أن تلك الدعوات أو ما سميت بالفتاوى جرحت مشاعر عائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه في كل قطر عربي، ألا أن الوقفة الشعبية الحازمة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي من مثقفين وإعلاميين ومسؤولين وناس بسطاء، واستنكرت ما تفوه به دعاة التكفير وزارعو الطائفية في مجتمعنا، أثبتت وعي الشارع السعودي والخليجي، وبعثت رسالة للجميع بأننا شعوب متصالحون مع أنفسنا ومحبون للآخرين، نرفض إلحاق الضرر بهم والمساس بهم وننبذ كل طائفي بغيض يدعو للفتنة وتقسيم مجتمعاتنا بسبب أهوائه وتطرفه الكريه.
أيضا يجب أن نثني على المؤسسات الحكومية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام والنيابة العامة، اللتان تصدتا بحزم وقوة لتلك الأطروحات المتطرفة الداعية للنعرات الطائفية التي تستهدف تقسيم المجتمع من خلال تصنيفاتها المذهبية والعرقية وزرع الفتنة بين أفراده، حيث استدعت مجموعة من المغردين للتحقيق معهم وإيقاع العقوبات بهم.

إنشرها