Author

«وسواس» رياضة المرأة

|

لا أعلم ما المشكلة في ممارسة المرأة للرياضة وسط محيطها النسائي، وما سبب المخاوف التي يجاهر بها البعض تجاه ذلك، وآخرها ما حدث بعد قرار الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم بدء تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات اعتبارا من العام الدراسي المقبل، على الرغم من أن القرار تضمن التالي "يتم تنفيذ البرنامج وفق الضوابط الشرعية".
تلك المخاوف والمعارضة غير مبررة ولا تستند إلى أمر يقبله "العقل البشري"، فالرياضة أمر مهم للمرء سواء رجل أو امرأة، وهي من الأمور التي ينادي بها الأطباء دوما للأصحاء والمرضى، فهي سبب رئيس في الحصانة من كثير من الأمراض والتخلص من بعضها، ومن هنا يأتي الاستغراب من تلك المخاوف والنقد لكل توجه ينادي بممارسة المرأة للرياضة سواء في المدرسة أو في أندية نسائية صحية مغلقة وفي محيط نسوي بالكامل.
أيضا ممارسة المرأة للرياضة تتوافق وتتماشى مع "رؤية السعودية 2030" الطموحة التي لاقت إشادات دولية واسعة، ففي محور "مجتمع حيوي بيئته عامرة" تقول "الرؤية": نعلم جميعا أن النمط الصحي المتوازن يعتبر من أهم مقومات جودة الحياة، غير أن الفرص المتاحة حاليا لممارسة النشاط الرياضي بانتظام لا ترتقي إلى تطلعاتنا، ولذلك سنقيم المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية.
تلك المخاوف تجاه قضايا المرأة قديمة ولم تكن وليدة البدء بتطبيق الرياضة البدنية في مدارس البنات، بل طالت كل مناحي الحياة، حتى عند قررت الدولة أحقية المرأة في التعليم كان هناك كثير من المخاوف والمناشدات بإلغاء هذا القرار، ولكن تم تطبيقه بصرامة دون الالتفات للمخاوف التي لم تتضمن مبررات مقنعة، ومضت المرأة في سلك التعليم وانضم إليها المعارضون في ذلك الوقت، وتعلمت المرأة وأصبحت معول بناء لوطنها ومجتمعها وأخرجت لنا نماذج في جميع المجالات التي نفخر بها.
أعتقد أن ممارسة المرأة للرياضة وفق الضوابط الشرعية، حق مشروع لها ويجب أن ندعمه، وما المخاوف التي يطلقها البعض والمناشدات المحذرة من المضي في هذا الاتجاه إلا "وسواس" في نفوس هؤلاء المعارضين لا ذنب للمرأة فيه، ولا يمكن أن نحملها وزره، وأن نتجاوب معهم وأن نحجر عليها إرضاء لوساوسهم التي لا تنتهي ولا تقول وداعا.

إنشرها