Author

الصدام الكبير بين الطاقة المتجددة والنووية «1 من 2»

|

تهدد الضغوط الرامية إلى الاستبقاء على المحطات النووية الأمريكية من أجل مكافحة تغير المناخ الدعم الأساس المخصص للطاقة النظيفة المتمثلة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية. حيث ترى شركات تشغيل الطاقة المتجددة أن الإبقاء على المحطات النووية عاملة سيغمر شبكات الكهرباء بالطاقة الفائضة، ما يجعل الطلب على مزارع الرياح والطاقة الشمسية الجديدة محدودا.
وقد وافقت ولايتا نيويورك وإيلينوي بالفعل على معونات بقيمة عشرة مليارات دولار أمريكي لإبقاء المفاعلات المتعثرة عاملة طوال العقد المقبل كجزء من خطة للحد من استهلاك الوقود الأحفوري. ويناقش المشرعون في ولايات أوهايو وكونيتيكت ونيوجيرسي اتباع المنهج نفسه.
وتوفر المفاعلات -التى تعاني انخفاض أسعار الغاز الطبيعى- ميزة فريدة فى مكافحة الاحترار العالمى لأنها تنتج الكهرباء على مدار الساعة دون انبعاث غازات الدفيئة. ومع ذلك فإن شركات تشغيل الطاقة المتجددة -بما في ذلك شركتا "إن آر جي" و"إنفينرجي المحدودة"- ترى أن الإبقاء على المحطات النووية عاملة سيغمر شبكات الكهرباء بالطاقة الفائضة، ما يجعل الطلب على مزارع الرياح والطاقة الشمسية الجديدة محدودا.
ويحضر المؤتمر مسؤولون تنفيذيون من شركات مختلفة في الرأي حول هذه القضية بما في ذلك شركة الخدمات العامة المالكة للمفاعل وشركة إنفينرجي. وهناك نقطة واحدة واضحة تماما ألا وهي أن غازات الدفيئة ستزيد إذا أغلقت المحطات النووية.
وفي ولاية كونيتيكت تنتج محطة "دومينيون ريسورسز" التي تبلغ قدرتها 2.1 جيجاواط 98 في المائة من الطاقة منخفضة الكربون في الولاية. أما في ولاية نيو جيرسي فتنتج المفاعلات 97 في المائة من الطاقة النظيفة.
وقد صرح كريس جادومسكي المحلل النووي الرئيس في شركة نيو إنرجي فينانس في مقابلة أنه "مع كل محطة نووية يتم إغلاقها ترتفع الانبعاثات، لأن المفاعلات لا يتم استبدالها بطاقة الرياح أو بالطاقة الشمسية ولكن بالغاز الطبيعي".
ولا يزال عديد من نشطاء حماية البيئة متخوفين من دعم الطاقة النووية مستشهدين بمخاطر الإرهاب ومشكلة التعامل مع الوقود النووي المستهلك وغير ذلك. ووفقا لما ذكره جون كوكويت مدير حملات المناخ في نادي سييرا فإنه يتعين على الولايات السعي إلى تعزيز كفاءة الطاقة وتشجيع تنمية طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الطاقة بدلا من دعم المفاعلات المتعثرة.
هذا وتأتي المشكلات الاقتصادية المحيطة بمختلف صور الدعم للطاقة النووية في الوقت الذي تبدأ فيه طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الوصول إلى تكلفة رخيصة بما يكفي للتنافس مع طرق توليد الطاقة التقليدية، وذلك بعد سنوات من تلقيها الدعم. وقد بدأت حملة دعم المفاعلات العام الماضي بعد أن نجحت شركة إكسيلون في إبراز وجهة نظرها في نيويورك وإلينوي أنه نظرا لأن الطاقة النووية لا تسهم في الاحترار العالمي، فإن محطاتها يجب أن تحصل على الدعم لضمان تكافؤ الفرص مع طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
ووفقا لمطوري الطاقة النظيفة فهناك اختلافات رئيسة بين دعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية من جهة والطاقة النووية من جهة أخرى. ففي حين حفزت أرصدة الطاقة المتجددة صناعة ناشئة، فإن غرض دعم الطاقة النووية هو الإبقاء على المحطات القديمة. وبينما يتنافس مطورو طاقة الرياح والطاقة الشمسية مع بعضهم بعضا للحصول على الدعم، فإن الدعم المخصص للطاقة النووية يخدم تقنية واحدة.

إنشرها