default Author

العملات .. أسرار ومعان

|
نحن من أقل البلدان استخداما للعملات المعدنية ما جعلنا عرضة لاستغلال التجار والباعة، فربع ريال قد لا يعني لك شيئا في لحظتها ولكنه يمثل ثروة تراكمية لدى التاجر إن صح التعبير. ظهور العملات المعدنية في حياتنا أخيرا بحلتها الجديدة الجذابة جعلنا نطلب “الفكة ولعل هذه العادة تدوم، ولكن ألم يخطر في بالك يوما لماذا تحمل عملتنا هذا الاسم؟ ولماذا سمي الدولار بذلك وهكذا مع باقي عملات العالم؟! العملات جزء من هوية البلد وصورة لاقتصاده وتختلف مسمياتها حسب ثقافة البلد وتاريخه واستقلاله من عدمه لنبدأ بـ”الدولار” الذي جاءت تسميته نسبة إلى “وادي يواخم” الواقع في ألمانيا اليوم ويدعى بالألمانية “يواخيمثال” وهذا الوادي اشتهر بمناجم الفضة لذا سميت العملات المسكوكة من الفضة باسم “يواخيمثالر” التي اختصرت إلى “ثالر” لتحرف فيما بعد وتصبح “دولار”. كان أول استخدام له في التشيك والنرويج والدنمارك، وبدأ استخدام هذا الاسم في القرن الـ17 في هولندا حتى وصل لأمريكا وبلدان عديدة أخرى وأصبح العملة الرسمية هناك عام 1780 أما “الريال” فاسمه مشتق من الكلمة اللاتينية “ريجالس” وتعني ملكي استخدم الريال كعملة في الإمبراطوريتين الإسبانية والبرتغالية ونتيجة للتبادل التجاري بين بلدان الشرق والغرب ومنطقة الخليج أصبح الريال العملة الرسمية في أغلب دول الخليج العربي وإيران وكان يسمى بالريال الفرنسي أو النمساوي وهو عبارة عن عملة من الفضة سكت عام 1741 تحمل صورة “ماريا تريزا” التي حكمت النمسا وهنجاريا واستمر سك هذه العملة لمدة 200عام بعد وفاتها! أما أغلب العملات المتداولة عالميا فتشتق أسماؤها من الأوزان المتداولة في تلك الحقب فمثلا البيزو أو البيزة اشتقت من كلمة “بيزو” الإسبانية وتعني وزن وكانت عبارة عن عملة فضية ثقيلة الوزن، استخدمت في أمريكا الجنوبية وصولا إلى الهند وجنوب شرق آسيا! ثم تأتي “الليرة والمارك والباوند أو ما يعرف بالجنيه” التي اشتقت أسماؤها من وحدات أوزان قديمة منها “ليبرا” وتقابل الباوند اليوم وكانت تستخدم في إيطاليا إلى وقت قريب، والمارك اشتق اسمه من وحدة وزن قديمه للمناطق الجرمانية صك في أقليم كولن ألماني ومنه انتشر في جميع أجزائها إلى أن استبدلا باليورو عام 2002! أما “الرينجيت” فيعود أصل التسمية إلى اللغة الماليزية القديمة التي تعني “مسنن” حيث كان اللصوص يقومون بحف أطراف العملات المستديرة لإعادة تصنيع عملات جديدة من برادتها ما أدى إلى صك عملة ذات حواف مسننة لمنع اللصوص من فعل ذلك. أما “الكرون” الذي تستخدمه الدول الإسكندنافية حتى اليوم فمشتق من الكلمة اللاتينية كورونا وتعني “التاج”!
إنشرها