FINANCIAL TIMES

«نيتفليكس» تتطلع إلى ريادة الإنتاج الفني في العالم

«نيتفليكس» تتطلع إلى ريادة الإنتاج الفني في العالم

كان عام 2007 عاماً ممتازاً للتكنولوجيا، ففي حين كان هناك الكثير من تغطية الذكرى السنوية العاشرة لإطلاق جهاز الآيفون، فإن نفس العام كان قد شهد أيضاً إطلاق شركة نيتفليكس، التي اشتهرت في ذلك الحين بتأجير أقراص الفيديو الرقمية عبر البريد، مُنتجا جديدا: بث الفيديو على الإنترنت.
في الوقت نفسه، شعر بعض مستثمري شركة نيتفليكس بالقلق من التكلفة المتوقعة بمقدار 40 مليون دولار لإطلاق خدمة البث خلال عامها الأول.
بعد عقد من الزمن، أداء سعر أسهم شركة نيتفليكس تجاوز بكثير سعر سهم شركة أبل بنسبة 700 في المائة منذ عام 2007، حيث أسهم مجموعة الإنترنت ترتفع بنسبة تزيد على 6 آلاف في المائة في نفس الفترة.
هذا الأسبوع أضاف 15 في المائة أخرى إلى تلك المكاسب بعد تفوق نتائجها للربع الثاني على توقعات وول ستريت، التي أظهرت أن إجمالي مشتركيها وصل إلى 104 ملايين مشترك.
وصفت شركة نيتفليكس المعلم الرمزي في تجاوز 100 مليون مشترك بأنه "بداية جيدة". بيان المهمة الذي أعيدت صياغته مؤخرا يقول: "نحن نربط الناس بالقصص. في يوم ما، نتمنى ترفيه الجميع".
على الرغم من أعياد الميلاد المشتركة لمنتجاتهما، إلا أن أحدث بيان من شركة نيتفليكس للقيم يرسم خطا واضحا بين الثقافتين التي شكّلتها هي وشركة أبل.
تقول شركة نيتفليكس، مُشيرةً إلى أن كثيرا من استديوهات هوليوود تعمل بنفس الطريقة: "أسطورة ستيف جوبز كانت أن إدارته الجزئية جعلت جهاز الآيفون منتجاً رائعاً. نحن لا نُضاهي تلك النماذج من الأعلى إلى الأسفل، لأننا نعتقد أننا أكثر فعالية وابتكاراً عندما يملك الموظفون القرارات".
كلا النهجين أثبتا أنهما ناجحان في مجالهما، لكن المقارنة تأتي في وقتها المناسب الآن كون شركة أبل تتبع شركات نيتفليكس وأمازون ويوتيوب في خلق محتوى الإنترنت الأصلي.
عيّنت شركة أبل مؤخراً اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين في أفلام سوني التلفزيونية، اللذين كانا مسؤولين عن برامج مثل بريكينج باد وذا كراون. شبكات التواصل الاجتماعية سناب وفيسبوك تتبعان مسارات مماثلة.
كما أشارت شركة نيتفليكس في رسالتها إلى المساهمين هذا الأسبوع: "إنشاء شبكة تلفزيون هو الآن أمر سهل بقدر إنشاء تطبيق".
السؤال الذي يواجه رائدة بث التلفزيون هو ما إذا كانت المنافسة الرئيسية للمشتركين الـ 100 مليون التاليين ستأتي من مُشغّلي الكابل والأقمار الصناعية التقليديين في جميع أنحاء العالم أم من أمثال شركات أبل وجوجل وأمازون.
هذه الشركات تُنتج أيضاً كثيرا من الأجهزة التي يستخدمها زبائن شركة نيتفليكس لمشاهدة أكثر من مليار ساعة أسبوعياً من برامج مثل شركات هاوس أوف كاردز، وسترينجر ثينجز، وجلو، كل أسبوع.
رداً على سؤال من أحد المحللين هذا الأسبوع حول كيف تُخطط شركة نيتفليكس للحفاظ على تقدّمها، قال ريد هاستينجز، الرئيس التنفيذي للشركة ببساطة: "مشاهدة أكثر ونوم أقل."
تحويل هذا التوازن يتطلب محتوى أكثر بكثير. إذا كان المستثمرون قلقين بشأن الأربعين مليون دولار قبل بضعة أعوام، فإن ارتفاع سعر أسهم شركة نيتفليكس الآن يُشير إلى أنهم أكثر راحة بشأن استثمارها بقيمة 6 مليارات دولار في المحتوى هذا العام وحده.
بنك مورجان ستانلي يحسب أن صافي أصول محتوى شركة نيتفليكس التي بقيمة 11 مليار دولار اعتباراً من نهاية العام الماضي تساوي أكثر من صافي القيمة الدفترية لشبكات البث القائمة فياكوم، وديسكفري، وآيه إم سي نيتووركس وسكريبس مجتمعة.
التكاليف الأولية لإنشاء التلفزيون والأفلام، خاصة البرامج "الأصلية المملوكة" مثل سترينجرز ثينجز، التي يتم إنتاجها في الشركة، ستصل إلى 2.5 مليار دولار في التدفقات النقدية الحرة الخارجة هذا العام، كما حذّرت شركة نيتفليكس.
بشكل غير اعتيادي، ينظر هاستينجز إلى هذه الخسائر بأنها وسام شرف، لأنها تُظهر أنها قادرة على مواصلة الاستثمار في برامجها الخاصة، التي تُعتبر أكثر قيمة على المدى الطويل.
لقد أخبر المحللين هذا الأسبوع: "المفارقة هي أنه كلما زادت سرعة نمونا وسرعة نمو البرامج الأصلية المملوكة، سيكون هناك تدفق نقود حرة أكثر. لذلك في بعض الأحيان، تدفق النقود الحر السلبي سيكون مؤشراً على النجاح الهائل".
هذا النجاح سيدوم فقط طالما تستمر نيتفليكس بإنتاج برامج شائعة. قال مايك فورهاوس من الشركة الاستشارية، ماجيد أدفايزرز: "كانت شركة نيتفليكس تملك سجلا جيدا بشكل لا يُصدق من الأفلام الناجحة خلال الأعوام الأربعة إلى الخمسة الماضية.
لم أر أي أحد في الأعوام الـ 23 في تحليل وسائل الإعلام كان قادراً على مواصلة ذلك السِجل إلى الأبد.
سينتهي بهم الأمر بالحصول على سلسلة من التقلبات وسوف يُكلفهم المال".
الحفاظ على هذا التقدم المبكر سيُصبح فقط أكثر صعوبة بالنسبة لشركة يتفليكس، لأنها تعتمد على الأسواق العالمية للمزيد من نموها. في نهاية العام الماضي، وسّعت شركة أمازون خدمة برايم فيديو إلى ما مجموعه أكثر من 200 بلد.
في الولايات المتحدة، كثير من منافسي شركة نيتفليكس في الفيديو على الإنترنت يُضيفون أيضاً التلفزيون الحي، مثل بلاي ستيشن فيو من سوني، وسلينج تي في من ديش، وهولو ويوتيوب. كانت شركة نيتفليكس تُقاوم إضافة مثل هذه الخدمات، على الرغم من القلق أنها تقترب من نقطة الإشباع في الولايات المتحدة مع عروضها الحالية.
جادلت شركة نيتفليكس هذا الأسبوع أنه في حين أن المنافسة "شديدة"، إلا أن السوق "واسعة ومتنوعة".
دان كريان، المحلل في شركة آي إتش إس ماركيت، يتفق أن المعركة بين شركات نيتفليكس وأمازون وغيرها من شركات التكنولوجيا لوقت الترفيه للمستهلكين، لا يجب أن تكون لعبة محصلتها صفر، لأنها غالباً ما تملك مكتبات محتوى مختلفة تماماً.
يُضيف كريان، أن شركة نيتفليكس الآن تتسابق مع المنافسين ذوي رؤوس الأموال الكبيرة مثل شركة أمازون لتأسيس نفسها في جميع أنحاء العالم - بما في ذلك تكليف المحتوى المحلي المطلوب للفوز بجماهير محلية في كل منطقة.
يقول: "إذا كنت تحاول جعل العلامة التجارية تنمو، ربما سيكون عليك المحاربة في جميع الأراضي، وإلا فإنك ستأتي من الخلف. اللحاق بالركب يُمكن أن يكون صعباً تماما إذا انتظرت فترة طويلة".
لا يزال بعض المحللين يتوقعون فرصة كبيرة للمزيد من النمو في خدمات البث.
شركة آر بي سي كابيتال ماركيتس تُقارن ما يُقدّر بـ مليار مشترك في التلفزيون المدفوع في جميع أنحاء العالم، بـ 150 مليون يدفعون لتلفزيون الإنترنت اليوم.
وتقول شركة آر بي سي: "في التحول الكبير طويل الأمد بعيداً عن التلفزيون العادي، هذه الأرقام يُمكن أن تلتقي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES