أخبار

تحديث قوائم الإرهاب لم يعد أسيرا لدسائس الدوحة

تحديث قوائم الإرهاب لم يعد أسيرا لدسائس الدوحة

لطالما ارتبط إصدار قوائم الإرهاب وتحديثها ـ خصوصا ـ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بكيانات دولية أو دول عظمى تعتمد كليا على معلومات استخباراتية، منها الصحيح ومنها المضلل. والنوع الأخير من المعلومات المضللة تحديدا هو ما عكفت على تقديمه الدوحة ببراعة تآمرية مغرضة، ضمنت لها مكانة استخباراتية متقدمة فيما يتعلق بإصدار مثل هذه القوائم، مع إضرار متواصل بجيرانها في المنطقة.

مبادرة وارتباك
ولكن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بتحديثها المستمر قوائم إرهابية متجددة، ضمن إدارة الأزمة القطرية الحالية. تأخذ بزمام المبادرة من أجل تصحيح هذه المنظومة الأمنية الدولية المخترقة من قبل الدوحة وأعوانها.
ولعل هذه المبادرة ومحاولات التصحيح الجديدة تفسر بشكل جلي حالة الارتباك الدولية التي تعيشها كثير من الدول وعلى رأسها «الخارجية الأمريكية» التي اعتادت بمعيّة الدوحة أن يتم تداول هذه القوائم وإقرارها بناء على مشاورات سرية مغلقة مع الاعتماد كثيرا على توصيات الدوحة في هذا الجانب.
ولن يخفى على أحد بعد هذه الأعوام المريرة والدموية التي مرت بها المنطقة أن توصيات الدوحة في ملف مكافحة الإرهاب الدولي وإن كانت قد قدمت كثيرا على مستوى المصلحة الخاصة لبعض الدول الكبرى في هذا المضمار إلا أنها دائما ما كانت تعمل في إطار أهدافها الشخصية التآمرية فقط، مع الإضرار المباشر وغير المباشر، أمنيا وسياسيا واقتصاديا، بدول جوار شقيقة وصديقة في المنطقة.

كشف المستور
لذلك آن بالنسبة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وضع النقاط على الحروف والمكاشفة فيما يتعلق بقوائم إرهابية مدعومة من قطر. كان يُغض عنها الطرف دوليا، بحجة تبادل المصلحة وأنها تظل براغماتيا مضمونة نوعيا، طالما كانت تحت إدارة شريك استخباراتي واستراتيجي كالدوحة. ولكن قمم الرياض الأخيرة جاءت لتكشف المستور وتضع حدا لهذا التهاون والتخاذل في تعريف الإرهاب وتحديد قوائمه. ولتضع دولة منشقة عن الصف العالمي كقطر أمام مسؤوليتها تجاه حق إنساني ومطلب شعبي طالما تأذى من التساهل فيه كثير من الأبرياء حول العالم. غير أن رد قطر جاء كما هو متوقع غاضبا لتمتنع بدورها عن الالتزام بما أقرته الدول المجتمعة وعلى رأسها واشنطن.

إبراء للذمة
ولأن العقاب من جنس العمل فقد ارتأت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن تحمي نفسها وشعوبها من التعامل مع دولة منشقة عن صف الإجماع. مع التحديث المستمر والملزم أدبيا وسياسيا لأسماء كيانات وأفراد مرصودين من قبلها ومدعومين من قطر.
سبق أن حذرت هذه الدول الدوحة من دعمها أو التستر عليها بدواعي الأعمال الخيرية أو الإغاثية. ولكن هذا ما لم تلتزم به الدوحة. لا في السر ولا في العلن. فكان لا بد للمجتمع الدولي وللرأيين العاميين العربي والعالمي من الإحاطة بهؤلاء الأفراد وهذه الكيانات إبراء للذمة واستمرارا لتأكيد دول المقاطعة مواصلتها العزم على تجفيف منابع الإرهاب، حقنا للدماء وإبطالا لمفاعيل الكراهية التي أججت الحروب والصراعات في المنطقة والعالم.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار