Author

ناقوس خطر أممي يدق ضد «حزب الله»

|
تاريخياً.. كان لبنان ساحة الهاربين بحريتهم إليه؛ ساحة حرية التعبير، مركز صناعة الثقافة العربية، المركز المالي العربي، ومرابع السياحة المميزة في الشرق.. وعُرف الشعب اللبناني بكونه شعباً مضيافاً سمح السجايا، راقياً في علاقاته مع الجميع، لكن كل ذلك بات من مأثورات الماضي، يحس الشعب اللبناني كمدا وغصة مرة، بعد أن أصبح "سويسرا الشرق"، كما كان يُقال عن لبنان، مزرعة إرهاب "حزب الله"، وأصبح تحت وصاية حسن نصرالله، المندوب "غير السامي" للولي الفقيه في طهران. ظهر هذا الحزب متطفلاً على المقاومة اللبنانية في الجنوب، وشيئاً فشيئاً شتت رموز هذه المقاومة وراح بالتهديد والاغتيالات والتصفيات يغيّر جلد المقاومة بلونها الطائفي الفاقع وفق تعليمات وإملاءات إيران حتى بات الحزب غولا مسلحا بأنياب صاروخية تملأ ترساناته، إلى جانب ذخائر موت من أسلحة فتاكة سلطها الحزب تهديداً ووعيداً على رأس الشعب اللبناني وعلى حكومته، فلم يعد من قدرة للدولة اللبنانية من أن تمارس أبسط حقوقها السيادية دون أن يكون لـ "حزب الله" ما يشاء، وفقد القرار اللبناني استقلاليته.. وبات لبنان أشبه ببلد محتل، عاصمته "الضاحية"، و"الباب العالي" له هو إيران. ومع أن "حزب الله" يزعم أنه حزب سياسي، فهو في الحقيقة يغالط نفسه جهاراً بممارسته في الاستئثار بالقرار تحت قوة السلاح، فما من حزب سياسي في العالم يمتلك سلاحاً؛ بل لا يسمح للأحزاب السياسية بالتسلح في الدول التي تعتمد الديمقراطية أداة لإدارة اللعبة الديمقراطية في بلدانها، لكن "حزب الله" أُسس بقصد أن يكون ميليشيا متغولة على القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وعلى إزاحة الدولة وإحلال نفسه محلها ممثلاً لأجندة إيران في تصدير الثورة والافتئات على الشعوب بسلبها حقها في صياغة أوطانها حسبما تشاء بما يحقق لها كرامة العيش بسيادة نفسها بنفسها لمزيد من الأمن والاستقرار. ورّط "حزب الله"، الشعب اللبناني بدفع فاتورة إرهابه وأدخله في محن الفقر والهجرة ومواجهة طاحونة اغتيالاته شخصيات من رئيس الحكومة إلى سياسيين وقادة فكر ومثقفين؛ فضلاً عن أعمال الحزب التخريبية والإرهابية في سورية والعراق والخليج واليمن.. وكل العالم بات يعرف إنما ينفذ التوجيهات الإيرانية في الغلو والتطرف لإرغام العالم على الرضوخ لحلم ولاية الفقيه بباوية صفوية فارسية أسطورية هي من عفن التاريخ. فقد أجمعت دول العالم على "إرهابية" هذا الحزب، وعلى أنه يقف وراء تأجيج النزاعات والحروب الدائرة في البلدان العربية.. ووضع هذا الحزب على قائمة الإرهاب وقد وضع هذا الحزب وعديد من منسوبيه وقادته على قوائم المطلوبين من عديد من الدول. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الأول، إلى تفكيك ونزع سلاح "حزب الله"، وحذّر من تدخله السافر في سورية، كما تحدثت مندوبة الولايات المتحدة نكي هيلي؛ عن الانتهاكات والجرائم التي يقوم بها "حزب الله" اللبناني ومسؤوليته المباشرة عن كثير من الأعمال الإرهابية وإثارته الفتن والصراعات، وأشارت إلى الحجم الكبير والخطير من ترسانته الصاروخية، ودعت إلى نزع سلاحه، وكفه عن التدخل في الحرب الدائرة في سورية بميليشياته التي تتجاوز سبعة آلاف مقاتل زج بهم الحزب.. وهو ما ظلت الحكومة اللبنانية تدعو إليه على مدى ربع القرن الماضي، في أن يوضع هذا السلاح تحت سلطة الدولة اللبنانية، بيد أن نصرالله؛ كان يصرح في كل حين بأنه "سيقطع أي يد سوف تحاول أن تمتد إلى السلاح".. وطبعا فنصرالله؛ لا يتكلم معبرا عن نفسه فحسب، وإنما هو يعبر بكل وقاحة عن إيران التي دأب على الصراخ باسمها في كثير من خطبه المتلفزة من قاع أقبيته السرية مجاهراً بأنه جندي في دولة الولي الفقه. لبنان مختطف ومعتقل بسلاح "حزب الله"، فيما بلدان عربية وإسلامية وغيرها منتهك أمنها بأعماله الإرهابية.. وما زال هذا الحزب الشيطاني يعربد بوحشيته غير مكترث لوضعه ورموزه في قوائم الإرهاب.. فإلى متى سيترك هذا الحزب ينشر الموت والدمار والشقاء؟ أليس لمجلس الأمن في هيئة الأمم المتحدة دور حان أن يُمارَس، وأن يتخذ بشأنه قرار لنزع سلاحه.. تأخر طويلاً طويلاً؟ وهل ستكون لكلمات الأمين العام للأمم المتحدة ولمندوبة الولايات المتحدة الأمريكية بداية الطريق إلى تحقيق ذلك؟ أم أن الوقت والمراوغات الدبلوماسية ستجعل من هذا الاستحقاق مجرد صرخة في وادي التصريحات؟!
إنشرها