الطاقة- النفط

تحرك سعودي لإنهاء حالة الفوضى في سوق النفط وتجنب انخفاضات جديدة

تحرك سعودي لإنهاء حالة الفوضى في سوق النفط وتجنب انخفاضات جديدة

ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي المتخصص في صناعة النفط، أن السعودية تحث الولايات المتحدة والدول الآسيوية على تخفيض مخزوناتها المحلية وشراء إمدادات جديدة من النفط الخام، لإنهاء حالة الفوضى الحالية في السوق، وبما يجنب حدوث انخفاضات جديدة في مستوى أسعار النفط.
وأشار التقرير الدولي إلى أن السعودية كشفت عن حدوث تراجع تدريجي في مستوى مخزونات النفط الخام المحلية لمدة 16 شهرا بدلا من 19 شهرا في الفترة ما بين نوفمبر 2015 ومايو 2017.
ولفت التقرير إلى انخفاض إمدادات السعودية إلى 259 مليون برميل، وهو ما يمثل انخفاضا قياسيا منذ يناير 2012. ويقل هذا الرقم أيضا بمقدار 71 مليون برميل عن الذروة الإنتاجية التي سجلت في أكتوبر 2015.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من الموسمية في الطلب المحلي على النفط في السعودية بسبب أعمال صيانة المصافي فإن الاتجاه الهبوطي للمخزونات واضح منذ أواخر عام 2015 وتم رصده في البيانات الخاصة بمراجعة المخزونات النفطية.
وقال التقرير إن السوق تترقب موقف "أوبك" من حالة صعوبة التعافي الحالية في الأسواق، ويراهن البعض على أن السعودية وهي أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك قد تخطط لمزيد من التخفيضات في صادرات النفط، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في الأيام المقبلة، فيما رددت وسائل إعلام غربية أن السعودية تدرس خفض الصادرات بمقدار مليون برميل يوميا.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة ستحصل على واردات منخفضة من النفط السعودي وتبلغ 800 ألف برميل يوميا وذلك الشهر المقبل، مقارنة بمتوسط 1.154 مليون برميل يوميا في أبريل الماضي بحسب تقديرات وكالة الطاقة الأمريكية.
ويأمل المتابعون للسوق أن يدعم الاجتماع المرتقب للجنة الوزارية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج المقرر عقده يوم الإثنين المقبل في مدينة سان بطرسبورج الروسية حالة الانتعاش الحالية في الأسعار ويسهم في تسريع فاعلية اتفاق خفض الإنتاج وزيادة الخطوات نحو استعادة التوازن في السوق.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" دون ماكاي مدير شركة "بي دبليو" للغاز المسال في سنغافورة، إن سوق النفط الخام استجابت على الفور بعد صدور بيانات تؤكد أن المخزونات النفطية الأمريكية تراجعت بشكل أكبر من المتوقع، ما قاد إلى مكاسب سعرية جيدة بلغت نحو 1.5 في المائة، وهو أعلى مستوى في ستة أسابيع.
وأشار إلى أهمية التركيز على تنوع موارد الطاقة وزيادة مشروعات الغاز المسال بصفة خاصة، حيث من المتوقع أن ينمو الاعتماد على الغاز بأعلى نسبة بين موارد الطاقة في السنوات العشر المقبلة وتبلغ 50 في المائة.
وشدد على ضرورة الحفاظ على أمن الإمدادات من الغاز وتجنبيها مخاطر العوامل الجيوسياسية والصراعات خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعد أهم مناطق العالم في خريطة إنتاج موارد الطاقة المختلفة.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، أرورو تاكاهاشي مدير شركة طوكيو للغاز في فرنسا، أن النصف الثاني من العام الجاري سيشهد زيادات واسعة في إنتاج عديد من الدول ومنها ليبيا والعراق من داخل "أوبك" إلى جانب الإنتاج الأمريكي وإنتاج كندا والبرازيل وغيرها.
وأشار إلى أن اجتماع سان بطرسبورج يجب أن يرسل رسالة للسوق تؤكد على فاعلية الاتفاق وإصرار المنتجين على استعادة التوازن من خلال جهود مشتركة لتقليص المعروض، خاصة أن الفترة الحالية تشهد مؤشرات جيدة عن تعافي مستويات الطلب في ضوء زيادة استهلاك المصافي في الصين.
ولفت إلى أهمية تعزيز الاستثمارات في مجال الغاز باعتباره الأقل في التكلفة والأقل خطرا على البيئة، كما أنه يلعب دورا تكامليا مهما مع موارد الطاقة المتجددة في تشغيل محطات توليد الكهرباء حول العالم، خاصة في ضوء استمرار فقر الطاقة الذي يعانيه أكثر من مليار نسمة حول العالم.
بدوره، أكد لـ"الاقتصادية"، مايكل تورنتون المحلل بمبادرة الطاقة الأوروبية، أن السعودية تبذل جهدا حثيثا لإصلاح الأوضاع في سوق النفط الخام وزيادة فاعلية اتفاق خفض الإنتاج وتجاوز حالة تخمة المعروض التي يتسبب فيها الإنتاج الأمريكي بشكل رئيس إلى جانب إنتاج دول أخرى غير مشاركة في اتفاق فيينا.
وذكر أن السعودية كانت أول من أوفى بحصة خفض الإنتاج، كما أنها تواصل جهودها الحالية من خلال خفض الصادرات النفطية، خاصة إلى أسواق الولايات المتحدة بهدف حث هذه السوق الكبيرة والمؤثر الأول في منظومة الطاقة العالمية على تقليل المخزونات الحالية وزيادة استهلاك المصافي خاصة في الساحل الأمريكي.
وبين أنه توجد بعض العوامل التي تعيق هذه الجهود أبرزها الزيادة المفاجئة في إنتاج وصادرات كل من ليبيا ونيجيريا وأيضا انخفاض نسبة التزام بعض الدول في "أوبك"، مشيرا – على سبيل المثال – إلى توصل العراق إلى اتفاق مع المشترين الأمريكيين لبيع النفط الخام العراقي كبديل عن انخفاض الإمدادات السعودية. وبحسب بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة 4.7 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 14 تموز (يوليو) بينما توقع المحللون انخفاضها 3.2 مليون برميل. وسجل النفط الخام بالسوق الآسيوية أمس، أعلى مستوى في ستة أسابيع، بعد انخفاض فاق التوقعات للمخزونات الأمريكية، واستقرت الأسعار بالسوق الأوروبية، وسط تقييم المتعاملين لارتفاع الإنتاج الأمريكي لأعلى مستوى في عامين، وتصريحات بعض منتجي "أوبك" حول زيادة الإنتاج خلال العام الحالي.
وحقق النفط الخام الأمريكي أمس الأول، ارتفاعا بنسبة 2.2 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي، وصعدت عقود برنت بنسبة 1.9 في المائة، بعد انخفاض المخزونات الأمريكية، وبدعم آمال تحسن الطلب العالمي.
وفي الولايات المتحدة أعلنت إدارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات الخام في البلاد بنحو 4.7 مليون برميل، للأسبوع المنتهي 14 تموز (يوليو) الجاري، وتوقع الخبراء انخفاضا بنحو 3.6 مليون برميل، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي.
وعلى حسب هذه البيانات وصلت إجمالي المخزونات 521 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، في علامة إيجابية لتحسن مستويات الطلب في أكبر مستهلك للنفط بالعالم.
وبالنسبة لإنتاج النفط أعلنت الإدارة ارتفاع الإنتاج الأسبوع الماضي بمقدار 30 ألف برميل يوميا، في ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، إلى إجمالي 9.43 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ 2015.
وارتفع إنتاج النفط في ليبيا إلى 1.1 مليون برميل يوميا خلال الشهر الجاري، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ عام 2013، وضخت ليبيا نحو 700 ألف برميل في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال مصطفي صنع الله الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للنفط في ليبيا إن بلاده تستهدف رفع الإنتاج إلى 1.25 مليون برميل خلال العام الحالي.
وذكر وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أن بلاده سوف تشرع في زيادة الإنتاج إلى نحو خمسة ملايين برميل يوميا بحلول نهاية العام الحالي. أما وزير النفط الكويتي عصام المرزوق فأكد في بيان أن بلاده تعتزم زيادة إنتاجها من النفط بمقدار 200 ألف برميل بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وتأتي تلك التصريحات قبل انعقاد اجتماع لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق "أوبك" والمنتجين المستقلين، الذي يعقد مطلع الأسبوع المقبل في سانت بطرسبرغ في روسيا.
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 46.85 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 46.45 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وأن السلة كسبت أقل من دولار، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 46.02 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط