الطاقة- النفط

«وورلد أويل»: السعودية تتفوق على منافسيها في مبيعات آسيا رغم خفض الإنتاج

«وورلد أويل»: السعودية تتفوق على منافسيها في مبيعات آسيا رغم خفض الإنتاج

أكد تقرير "وورلد أويل" الدولي أن إنتاج وإمدادات الولايات المتحدة يشكلان تحديا للموردين التقليديين في الشرق الأوسط، ولكن كبار المنتجين بقيادة السعودية - أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"- يبذلون جهودا قوية للتغلب على حالة الفوضى العالمية في السوق ودعم الأسعار عن طريق الحد من الإنتاج.
وقال التقرير إن السعودية نجحت في إيجاد حالة من التوازن بين خفض الإنتاج وبين التفوق في المنافسة على المبيعات إلى آسيا مع المنتجين الآخرين الذين لا يشكلون جزءا من اتفاق فيينا لتقييد الإنتاج والحد من المعروض النفطي.
ولفت التقرير إلى أن دول جنوب آسيا تتجه إليها أنظار وخطط المنتجين المستقبلية، حيث ينمو الطلب بأسرع وتيرة في العالم، مبينا أن المصافي الآسيوية بدأت تستعين على نحو واسع بالإمدادات الأمريكية في إطار خطتها لتنويع مصادر الإمدادات، مضيفا أنه سيتم تحميل نحو 1.6 مليون برميل من النفط الكندي إلى أسواق آسيا خلال شهور قليلة مقبلة.
وأشار التقرير إلى أن النفط الخام الأمريكي يسعى إلى مزاحمة الإمدادات من الشرق الأوسط في السوق الآسيوية وهي أكبر سوق للنفط في العالم، مفيدا بأن الإنتاج الأمريكي يسعي للوصول إلى درجة مماثلة في الجودة لإمدادات الشرق الأوسط لإغراء المشترين في أكبر منطقة مستهلكة للنفط في العالم.
وذكر التقرير أن تخفيضات إنتاج دول منظمة أوبك التي شملت خفض شحنات النفط الخام المتوسط خاصة إنتاج السعودية والكويت صبت في صالح الإنتاج الأمريكي، حيث أصبح النفط الأمريكي رخيصا بما فيه الكفاية ليلائم مصافي التكرير الآسيوية وازداد نقل الشحنات من خليج المكسيك إلى القارة الآسيوية.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، الدكتور أمبرجيو فاسولي مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان السويسرية، إن اتفاق أوبك بشأن خفض الإنتاج يواجه رياحا معاكسة تضعف من تأثيراته السريعة على الأسعار وهو الأمر الذي كان يتطلع له المنتجون حين بدأ تنفيذ الاتفاق في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وأوضح أن إنتاج المنظمة ككل شهد نموا ملحوظا في حزيران (يونيو) الماضي بسبب تأثيرات الطفرة الواسعة في إنتاج كل من ليبيا ونيجيريا المعفيتين من الاتفاق، كما أن البعض يتخوف من تراجع في نسبة الالتزام بخفض الإنتاج من قبل دول منتجة أخرى مثل العراق والجزائر والإكوادور، حيث أعلنت الأخيرة أن اقتصادياتها لا تتحمل مزيدا من الانخفاضات السعرية وأنها بصدد زيادة الإنتاج لتقليل الخسائر.
ولفت إلى أنه ليس في مصلحة جهود التعاون المشترك من المنتجين أن تنخفض نسبة الالتزام بخفض الإنتاج في هذه المرحلة حتى وإن كان المنتج من المنتجين الصغار محدودي التأثير في المعروض النفطي للمنظمة، مشيرا إلى أهمية الحفاظ على منظمة أوبك متحدة ومتماسكة أمام العوامل السلبية في السوق حتى تتمكن من أن تعبر الكبوة الحالية إلى مرحلة التوازن والاستقرار.
من ناحيته، أكد لـ"الاقتصادية"، مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، أن اجتماع وزراء لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج في سان بطرسبورج الروسية يوم الإثنين المقبل الذي يسبقه أيضا اجتماعات للفنيين يمكن أن يسهم في تجديد شرايين اتفاق خفض الإنتاج وتعزيز مستويات الثقة وحث المنتجين على التزام أوسع مع احتمال ضم منتجين جدد.
وذكر أن اتفاق خفض الإنتاج الذي قادته أوبك بالتعاون مع عدد من الدول غير الأعضاء حقق عديدا من الفوائد للسوق أبرزها الحد من الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا وتقليل المخزونات العالمية وزيادة الأسعار قبل أن تعود للتراجع مرة أخرى.
وأشار إلى أن مجموعة المنتجين في الاتفاق بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا ما زال أمامهم الكثير الذي يمكن أن يحققوه للسوق حتى وإن كانت النتائج الحالية ما زالت محدودة، حيث إن المخزونات بقت أعلى بكثير من متوسط السنوات الخمس ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع إمدادات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
بدوره، بين لـ"الاقتصادية"، لويس ديل باريو الباحث في شؤون الطاقة بمجموعة "بوسطن" المالية في إسبانيا، أن المكاسب التي يحققها النفط الخام في المرحلة الراهنة وإن كانت دون الطموحات لكنها يمكن أن تتنامي في النصف الثاني من العام الجاري.
وأشار إلى أن أبرز عوامل دعم الأسعار هو ما أقدمت عليه السعودية من خفض مستوى صادراتها في إطار جهودها الدؤوبة لإنجاح اتفاق خفض الإنتاج وذلك إلى جانب وجود مؤشرات جيدة في الصين تشمل زيادة الاستهلاك وتنامي حاجة المصافي.
وقال معهد البترول الأمريكي أمس الأول، إن مخزونات الخام الأمريكية زادت 1.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 14 تموز (يوليو) إلى 497.2 مليون برميل.
وخارج الولايات المتحدة لا تزال إمدادات أوبك مرتفعة رغم تعهدها بخفض الإنتاج وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى زيادة إنتاج ليبيا ونيجيريا عضوي المنظمة.
في المقابل، ارتفعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس، لتحافظ على مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، قرب أعلى مستوى في أسبوعين، استنادا إلى آمال تحسن الطلب العالمي بما سوف يساعد في عودة التوازن للسوق، لكن تظل المكاسب محدودة بعدما أظهرت بيانات صناعية ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقعات ارتفاع إنتاج أوبك للشهر الثالث على التوالي.
وانتعشت هذا الأسبوع آمال تحسن الطلب العالمي على النفط، بما سوف يساعد في عودة التوازن للسوق، خاصة بعد ارتفاع معدلات الاستهلاك في الصين "ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم" قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وقال محافظ الكويت لدى منظمة أوبك،إن المخزونات العالمية ستنخفض بوتيرة أسرع خلال النصف الثاني من العام مع ارتفاع الطلب.
وفي بيانات صناعية أعلن معهد البترول الأمريكي أمس الأول، ارتفاع مخزونات الخام في البلاد بنحو 1.6 مليون برميل، للأسبوع المنتهي 14 تموز (يوليو) الجاري، على عكس توقع المختصين انخفاضا بنحو 3.5 مليون برميل.
وتشير توقعات المخزونات التي تصدرها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى انخفاض بمقدار 3.6 مليون برميل، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي.
وتشير معظم التوقعات في الأسواق إلى ارتفاع إنتاج أوبك خلال تموز (يوليو) الجاري للشهر الثالث على التوالي، خاصة مع تسارع الإنتاج في ليبيا ونيجيريا عضوي المنظمة المعفيين من اتفاق خفض الإنتاج.
وعلى حسب مصادر في ليبيا ارتفع إنتاج النفط في البلاد إلى 1.1 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو)، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ عام 2013، وضخت ليبيا نحو 700 ألف برميل في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وأكد مصطفي صنع الله رئيس الشركة الوطنية للنفط في ليبيا أنه سوف يقود وفد بلاده للمشاركة في اجتماع لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق أوبك والمنتجين المستقلين، الذي يعقد مطلع الأسبوع المقبل في سانت بطرسبرج في روسيا. وتراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 46.45 دولار للبرميل يوم أمس الأول، مقابل 46.80 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعين سابقين وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 44.79 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط