Author

رهاب الناس

|
معظمنا عانى جراء رهاب الناس أو ما يسمى باللغة الإنجليزية Anthropophobia وهو الخوف من مقابلة الناس وارتياد الأماكن المزدحمة المتخمة بالبشر. فعندما يجد نفسه وسط هذه الحشود من البشر، يرتعش، ويعرق، ويرتبك. هذا الخوف حرم بعضنا من ممارسة حياته الطبيعية، وبات يختلق العذر خلف الآخر لعدم حضور المناسبات الاجتماعية واللقاءات والفعاليات. تجده يتجنب الظهور ويفضل الانطواء والعزلة والغياب. عديد من أحبتنا وأقاربنا وأصدقائنا وقعوا فريسة لهذا الرهاب، عانوا وما زالوا يعانون من هذا العذاب. التخلص من هذا الرهاب شأنه شأن غيره من الفوبيا ليس سهلا، لكن ليس مستحيلا أيضا. كثيرون تجاوزوه تماما وأصبحوا على النقيض تماما. يعشقون الناس والحضور. وهنا محاولة بسيطة للتغلب على هذا الرهاب المزعج من خلال أفكار بسيطة قابلة للتنفيذ ومبنية على تجارب استلهمتها من أحبة وأخرى قرأت عنها. تجاوز هذا الرهاب يبدأ بالاعتراف بالمشكلة ومواجهتها لنظفر بحياة تليق بتطلعاتنا. وهنا بعض الأفكار: أولا: اخرج من قفص جهازك المحمول أو اللوحي. اخرج من غرفتك. التصاقك بالشاشة سيرفع لياقة أصابعك لكنه سيضعف مهارات تواصلك واتصالك مع الآخرين. ثانيا: اعتد مصافحة الناس بابتسامة. ستبني حوارات طويلة غير مسموعة معهم، وستذيب جليد الخوف الذي يتراكم على لسانك ويستفحل في صدرك. ثالثا: سجل في أندية خطابة Toastmasters أو أندية قراءة. الكل هناك يريد أن يتحدث ويخرج من قوقعته. ستتحسن وتنطلق وتتدفق. من يدخل هذه الأندية يخرج منها شخصا آخر، مليئا بالثقة والعلاقات وحتى الطموحات. رابعا: تطوع في فعاليات ومناسبات. ستكون خجولا متوترا في البداية، ثم ستصبح أكثر جرأة وارتياحا. ستألف الناس ويألفونك ويبحثون عنك وينتظرونك. خامسا: صور نفسك بالفيديو وأنت تتحدث عن مواضيع تحبها: كتاب أعجبك، طبق أسعدك، لاعب أطربك، فيلم أدهشك. ستكتشف أنك متحدث جيد. ربما أفضل مائة مرة من الأشخاص الذين يجتاحون الفضائيات والقنوات والمنصات. سترتفع ثقتك بنفسك عاليا، عاليا جدا.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها