FINANCIAL TIMES

2.25 مليون برميل يوميا صادرات النفط الأمريكي في 2020

2.25 مليون برميل يوميا صادرات النفط الأمريكي في 2020

صناعة النفط تحوّل الولايات المتحدة بسرعة إلى قوة تصدير للطاقة، جعلت شركة استشارية بارزة تتوقع أن تصدر أمريكا بحلول عام 2020 كميات من النفط أكثر من معظم البلدان الأعضاء في "أوبك".
لكن موجة التصدير هذه، الناجمة عن تجديد ثورة النفط الصخري، ورفع القيود التي كانت مفروضة على التصدير منذ عقود، لها جانب آخر: في الوقت الذي يتدفق فيه مزيد من النفط خارج الولايات المتحدة، هناك كمية متزايدة تتدفق إلى الداخل أيضاً.
في الأشهر الستة الأولى من عام 2017، كانت صادرات النفط الخام تصل في بعض الأحيان إلى مليون برميل يومياً، بينما ارتفعت الواردات 5 في المائة؛ أي أكثر من 300 ألف برميل يومياً، عن الفترة نفسها من العام الماضي.
البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة تُظهر أن ارتفاع الصادرات الأمريكية غالباً ما يُصوّر على أنه تهديد واضح لمنظمة أوبك، إلا أن الواقع أكثر دقة.
تبقى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، باستهلاكها ما يُقارب 20 مليون برميل يومياً ـ أكثر من واحد من كل خمسة براميل على مستوى العالم.
لكنها أيضاً واحدة من أكبر المستوردين للنفط الخام. فحتى في الوقت الذي تزيد فيه الإمدادات المحلية تحتاج مصافي النفط الأمريكية إلى مصادر بديلة إذا كانت الصادرات ستستمر على نطاق واسع. يقول ستيفن وولف، المحلل الأمريكي في "ترافيجورا"، شركة التداول المستقلة القائمة في سويسرا التي تعد واحدة من أكبر الشركات التي تتولى شحن النفط الخام الأمريكي في الخارج: "ستبدأ السفن بالمرور في الليل مرة أخرى. مع مزيد من البراميل التي تخرج، نحن بحاجة إلى مزيد من التي تدخل".
ونحو ثُلثي الزيادة في واردات الولايات المتحدة هذا العام جاء من كندا. الاستثمارات في منطقة الرمال النفطية - قبل انخفاض الأسعار من أكثر من 100 دولار للبرميل أوائل عام 2014 إلى أقل من 50 دولارا اليوم - أدت إلى ارتفاع إمدادات النفط الخام الثقيل، الشبيه بالقار. البقية كانت إلى حد كبير من منظمة أوبك، ما يُظهر كيف أن تأثير الصادرات الأمريكية في المنظمة ليس مباشراً. الصادرات إلى الولايات المتحدة من العراق، ثاني أكبر دولة منتجة في منظمة أوبك، ارتفعت 85 في المائة في النصف الأول من هذا العام، إلى أكثر من 600 ألف برميل يومياً، حتى في الوقت الذي طبّقت فيه المنظمة تخفيضات في الإنتاج في محاولة لدعم الأسعار.
شحنات نيجيريا إلى الولايات المتحدة ارتفعت 25 في المائة بالمعدل السنوي إلى ما يُقارب 275 ألف برميل يومياً. لكن صادرات النفط الخام الحلو الخفيف من نيجيريا انقطعت إلى حد كبير عن السوق الأمريكية؛ بسبب الارتفاع الأولي في إنتاج الزيت الصخري - الذي يُعتبر ذا نوعية أخف حتى من الخام النيجيري.
أما الصادرات إلى الولايات المتحدة من بلدان منظمة أوبك الأخرى، بما فيها السعودية التي تعد أكبر منتج، إما أنها استقرت وإما انخفضت قليلاً.
ويلاحظ محللون أن هذه الاتجاهات تعكس جزءا من وضع الولايات المتحدة الجديد بوصفها عضوا كاملا في سوق النفط العالمية الأكثر تنافسية فعلاً. وتستطيع المصافي هذه الأيام انتقاء البراميل الأفضل لمصانعها، أو ذات الأسعار الأكثر تنافسية، بغض النظر عن المنشأ. يقول أوليفييه جاكوب، المحلل في "بيتروماتريكس"، إن المصافي على ساحل الخليج الأمريكي مصممة إلى حد كبير للعمل على النفط الخام المحتوي على نسبة عالية بالكبريت. ويضيف: "الولايات المتحدة لديها الكثير من النفط الخفيف جداً، لذلك ترسله إلى الخارج. ثم تحتاج إلى استيراد بعض النفط الخام الثقيل إلى المتوسط".
وتُظهر الصادرات الأمريكية أيضاً قدرة على التكيّف بسرعة مع احتياجات السوق. وفي حين أن غالبية الصادرات لا تزال من النفط الصخري الأخف، إلا أن التجار أيضاً كانوا ينقلون شحنات أكبر من الأنواع الأثقل إلى آسيا.
تخفيضات الإنتاج من منظمة أوبك خفّضت في المقام الأول إمدادات النفط الأثقل والأرخص التي تحبها المصافي الآسيوية، ما جعل الطلب على براميل النفط العالي بالكبريت في مركز نمو الطلب العالمي.
على الأقل ثلاث ناقلات كبيرة جداً للنفط الخام - كل منها قادرة على نقل أكثر من مليوني برميل - أبحرت إلى آسيا من الولايات المتحدة هذا العام، جميعها تحمل النفط الخام العالي بالكبريت، بدلاً الزيت الصخري في تكساس وولاية داكوتا الشمالية.
وتولى إرسال الشحنات مجموعة متنوعة من الشركات، من بينها "ترافيجورا" و"بريتش بتروليوم" و"يونيبيك"، الشركة التجارية التي يوجد مقرها في بكين.
ومن المُقرر أن تحصل شركة النفط الهندية "إنديان أويل كوربوريشن" في تشرين الأول (أكتوبر) على نفط خام أمريكي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، ممزوج مع نفط من رمال القطران الكندية. ويقول آيه كيه شارما، المدير المالي في شركة النفط الهندية: "الشحنات من الولايات المتحدة تُثبت أنها اقتصادية للغاية".
"بيرا إينجري" هي وحدة من شركة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس التي قالت إن صادرات النفط الخام الأمريكية يُمكن أن تصل إلى 2.25 مليون برميل يومياً بحلول عام 2020. يقول جاري روس، مؤسس الشركة: "إذا سمحت العوامل الاقتصادية بذلك، فسيأتي الناس ويشترون (النفط الخام) من الخليج الأمريكي. لكن لا يزال يُمكن أن نرى واردات كبيرة من براميل النفط الثقيل الحامض إلى الولايات المتحدة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES