الطاقة- النفط

النفط يواصل الارتفاع .. قوة الطلب الصيني تمتص وفرة المعروض

النفط يواصل الارتفاع .. قوة الطلب الصيني تمتص وفرة المعروض

في مؤشر على زيادة الطلب، ارتفعت أسعار النفط في السوق العالمية أمس مع سحب قدر من الفائض في إمدادات "أوبك" والولايات المتحدة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 70 سنتا إلى 49.12 دولار للبرميل بحلول الساعة 11.50 بتوقيت جرينتش، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 65 سنتا إلى 46.67 دولار.
وأظهرت بيانات أمس الأول أن شركات التكرير في الصين زادت استهلاك الخام في حزيران (يونيو) إلى ثاني أعلى مستوى على الإطلاق.
لكنّ عديدا من الأسواق متخمة بالإمدادات ويجرى تداول النفط للتسليم الفوري بخصومات كبيرة عن العقود الآجلة في أماكن عدة من العالم. ونتيجة لذلك فإن أسعار النفط الخام عند نحو نصف المستويات المسجلة قبل ثلاث سنوات.
وعلى الرغم من اتفاق، أبرمته منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" مع روسيا ومنتجين آخرين غير أعضاء في المنظمة لخفض الإمدادات نحو 1.8 مليون برميل يوميا في الفترة بين كانون الثاني (يناير) من هذا العام وآذار (مارس) 2018، إلا أن الأسعار تواجه ارتفاعا بطيئا.
وفي هذا الإطار، أكد تقرير "ريجزون" الدولي المتخصص في صناعة النفط أن تسارع ونمو مستويات الطلب على النفط الخام لن تصل إلى المستوى الواسع المأمول قبل عام 2020 ، مشيرا إلى أن الدورة الاقتصادية التي بدأت في عام 2014 وما زالت تداعياتها مستمرة تعد أسوأ دورة انكماش لصناعة النفط الخام في تاريخها. وقال التقرير الدولي، إن الفجوة المستقبلية المتوقعة في مستوى المعروض النفطي لا يمكن للمنتجين في الولايات المتحدة سدها وأن دول "أوبك" هي الأقدر على تلبية احتياجات الطلب في المستقبل، لافتا إلى أن الصناعة ما زالت تعاني من الضعف وتحتاج إلى مستويات سعرية أفضل لإنعاش الاستثمارات.
وذكر التقرير أن كل المنتجين يسارعون الخطي للتقدم في ملف رفع الكفاءة لخفض التكاليف، وأضاف أن الطفرة في صناعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة أدت إلى ركود الصناعة بشكل عام وهبوط الأسعار إلى ما دون 30 دولارا إلا أن الصناعة الأمريكية ازدهرت حاليا من جديد بسبب رغبتها في البقاء والاستمرار والتغلب على تأثير العوامل السلبية.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن منظمة أوبك تخفض الإنتاج حاليا إلا أن المصارف الدولية بما فيها مجموعة جولدمان ساكس و"بي ان بي باريبا" قامت بخفض توقعات أسعارها للسنوات المقبلة.
إلى ذلك، واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية المدعومة من ارتفاع مستوى استهلاك الطاقة في الصين وهو ما عزز حالة التوازن ونجح في مقاومة تأثير عدد من العوامل الضاغطة على الأسعار خاصة ارتفاع الإنتاج الأمريكي وزيادة إمدادات نيجيريا وليبيا.
ودعمت تصريحات لوزير النفط الكويتي عصام المرزوق، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الوزارية المعنية بمراقبة اتفاق الإنتاج، أجواء الثقة في السوق قبل أيام قلائل من اجتماع اللجنة في مدينة سان بطرسبورج الروسية يوم الإثنين المقبل.
وكان الوزير الكويتي قد أكد على نجاح اتفاق خفض الإنتاج مستدلا بذلك على تراجع المخزونات النفطية الأمريكية والأوروبية وبدء السحب منها بمعدلات متسارعة، مبينا أنه بدون هذا الاتفاق كانت أسعار النفط الخام ستهبط إلى مستوى دون 25 دولارا للبرميل.
وفي هذا الإطار، أوضح لـ"الاقتصادية" سيفين شيميل مدير شركة " في جي اندستري" الألمانية، أن تصريحات الوزير الكويتي عصام المرزوق جاءت في وقت دقيق من عمر السوق وعزز مستويات الثقة في نجاح الاتفاق خاصة مع تأكيده ارتفاع نسبة التزام المنتجين بخفض الإنتاج وسعيهم للحفاظ على هذا المستوى في الشهور المقبلة علاوة على تأكيده تراجع مستويات المخزونات النفطية الدولية.
وتوقع مزيدا من التعافي في أسعار النفط في ضوء التطورات الإيجابية في مستوى الطلب خاصة القادم من الصين التي تعد محور الطلب العالمي، مبينا أن ذلك يجيء بالتزامن مع تراجع المخزونات وبدء تأثيرات خفض الإنتاج في الاتضاح والانعكاس الإيجابي على سوق النفط الخام.
وقال، إن "أوبك" من الواضح أنها تتحفظ كثيرا على الخطوة المقبلة التي ستقدم عليها سواء في الاجتماع الوزاري لدول أوبك وشركائهم المستقلين في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أو بعد انتهاء مدة الاتفاقية في آذار (مارس) من العام المقبل، لافتا إلى أن تعميق التخفيضات ليس مطروحا على أجندة "أوبك" في الأجل القصير وأن هناك حالة من التروي بشأن إجراءات جديدة انتظارا لأن تأخذ الإجراءات الحالية الفرصة كاملة في التفاعل مع ظروف السوق.
من جانبه، ذكر لـ"الاقتصادية"، ألكس فولر مدير تنمية الأعمال بمبادرة الطاقة الأوروبية، أن مشاركة ليبيا ونيجيريا في اجتماع مدينة بطرسبورج الأسبوع المقبل يعد أمرا ضروريا ومهما في ضوء قيام الدولتين في شهر حزيران (يونيو) الماضي بزيادات واسعة في إنتاجهما استنادا إلى قرار وزراء "أوبك" بإعفائهما من أي حصص في اتفاق خفض الإنتاج.
وأشار إلى أن مشاركة المؤسسة الوطنية الليبية للنفط سيكون مؤثرا وسيضيف كثيرا إلى النقاشات سواء في اجتماعات الفنيين أو في اجتماع وزراء اللجنة التي ستعقد تالية لها، موضحا أن عزم ليبيا تقديم شرح وافٍ عن ظروف الإنتاج والصعوبات الاقتصادية التي تتعرض لها سيجعل فرصتها في الحفاظ على ميزة الإعفاء قائمة خاصة مع تأكيد الكويت التي ترأس اللجنة أن ضم ليبيا إلى الاتفاق غير مطروح في المرحلة الراهنة.
وأفاد بأن تأكيد الكويت أن الأسعار بدون الاتفاق كانت ستهوي إلى مستويات صعبة ومؤلمة على اقتصاديات الدول المنتجة وعلى حركة الاستثمار وقدرتها بـ 25 دولارا للبرميل يبين أن المنتجين سيواصلون جهود خفض الإنتاج لضبط إيقاع السوق على الرغم من الطفرة المقابلة في الإنتاج الأمريكي التي يراهن بعض على خفوتها في العام المقبل.
من ناحيته، أكد لـ"الاقتصادية"، الدكتور جيرمو كوتيليني، كبير الاقتصاديين ومختص شؤون الطاقة في البحرين، أن انخفاض الدولار الأمريكي إلى أدني مستوى في عشرة أشهر انعكس بالإيجاب على أسعار النفط الخام وفق العلاقة العكسية بينهما.
وأضاف أن هناك حالة من القلق بشأن وتيرة النمو الأمريكي وهو ما أدى إلى حالة عدم استقرار الدولار واستمرار الخسائر التي استفاد منها النفط وكملت جهود أخرى مثل تحسن مستويات الطلب، مشيرا إلى أن التوقعات تسير للأفضل بشأن وضع سوق النفط في النصف الثاني من العام الجاري في ضوء التقدم الذي يشهده السوق بفعل النتائج المتنامية لجهود تعاون المنتجين في خفض الإنتاج.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط