الشعوب العربية والخليجية تحديدا شعوب مضيافة كريمة، لكن يجب ألا يرتبط استحضار القيم القبلية وإعادة إحياء الكرم واحترام الضيف بحجم وقيمة ما يقدم له. والمتأمل في المناسبات والاستقبالات النسائية وما يتخللها من مبالغات ومن تنافس عظيم في عرض كل جديد وغريب من الطعام والشراب واللباس يدرك أن المرأة هنا لها الدور الأكبر في إحداث التغيير في كثير من عادات المجتمع وفي الترشيد الغذائي سواء على مستوى المنزل أو الولائم والاجتماعات العائلية. تنافس الأسر المنتجة وظهور كثير من المشاريع الحرفية الموهوبة للفتيات وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى تنافس كبير ومن ثم تطور أكبر لمشكلة الإسراف و"الهياط" الاجتماعي حتى بين الأسر محدودة الدخل، وهنا المشكلة.
وحتى يستحدث قانون لمعاقبة المبذرين في الولائم وتفرض ضرائب على نفايات الطعام، ويُمنع خلط نفايات الطعام مع غيرها وتُعاد الاستفادة منها، يجب أن نعي أنها مسؤولية الجميع كمسلمين مؤمنين أن دوام النعم بحفظها واحترامها، وأن الفقير والمحتاج له نصيب فيما نعيشه من رغد وسعة رزق. ينبغي أن يتبنى الأفراد الأفكار التي تسهم في حفظ النعمة وإكرامها في المنازل والمدارس والمؤسسات حتى لا تكون النعمة يوما وبالا علينا.
أضف تعليق