اتصالات وتقنية

كسر 15 ألف كلمة مرور في أقل من ساعة واحدة فقط

كسر 15 ألف كلمة مرور في أقل من ساعة واحدة فقط

لم تعد كلمات المرور الخاصة بحسابات المستخدمين على الإنترنت تمثل ذلك الحاجز أو الجدار المتين الذي يحمي المستخدمين ويحافظ على هوياتهم أثناء استخدامهم ودخولهم لمواقع الإنترنت، فمع تطور أساليب التشفير والحماية وإدارة الهوية الرقمية تتطور أيضا أساليب الاختراق والسرقة وانتهاك الخصوصية، حيث استطاع أحد قراصنة الإنترنت كسر أكثر من 14800 كلمة مرور في أقل من ساعة عن طريق استخدام مجموعة من الحواسيب المتصلة فقط وذلك في تجربة قام بها موقع "آرس تكنيكا" Ars Technica، المعني بشؤون التقنية.
لطالما شكلت كلمات المرور التقليدية الطريقة الأفضل للمستخدمين للحفاظ على أمن معلوماتهم، لكن الأمر اختلف اليوم، فقد أسهمت متطلبات المستهلكين المتزايدة في تغيير الشركات لسياساتها المتعلقة بأساليب وأدوات المصادقة، أما بالنسبة للجيل الجديد من مستخدمي التكنولوجيا، تعد كلمات المرور الطويلة، التي يجب استخدامها للوصول إلى التقنيات التي توفرها الشركات، إحدى الطرق القديمة للغاية خصوصا في وقتنا الحالي حيث اعتاد هؤلاء المستخدمون الوصول إلى أجهزتهم المحمولة الخاصة بسهولة عن طريق ميزة التعرف على بصمات الأصابع. كما أن كلمات المرور التقليدية تعتبر من الأدوات القليلة الفعالية، حيث يمكن اكتشافها واختراقها بسهولة باستخدام إحدى تقنيات الاختراق المناسبة.
وقال ديباك ناراين، مدير عمليات قبل البيع الإقليمي لدى "في إم وير" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إنه مما لا شك فيه أن استخدام الأجهزة المحمولة أثناء التنقل أو العمل يستلزم أيضا تطبيق أدوات إدارة الهوية، فعند قيام المستخدم بمراجعة مواعيده المهمة في التقويم الخاص به أو عند محاولته الوصول إلى بريدك الإلكتروني، وإذا ما أراد أن يطلب سيارة أجرة أو حتى أن يشتري بعض المواد الغذائية، فإنه بلا شك سيعمل من خلال تطبيقات ترتبط بشكل أو بآخر بهوية محددة، مثل عنوان بروتوكول الإنترنت أو ملف في العمل، أو حتى حسابه على إحدى منصات التواصل الاجتماعي. ويتم تبسيط عملية المصادقة على أجهزة المستخدمين الشخصية قدر الإمكان حيث يمكن الوصول إلى التطبيقات المطلوبة بأسهل طريقة ممكنة، وعادة ما يتم ذلك من خلال تجاوز عملية تسجيل الدخول بهدف تطبيق نهج المصادقة على عدة هويات مرة واحدة والوصول إلى جميع التطبيقات بمجرد فتح الجهاز المراد استخدامه بكلمة مرور أو بأي وسيلة مصادقة أخرى.
لكن الأمر يختلف تماما في إجراءات العمل ضمن الشركات، فهذه المستويات من الحماية لا يمكن أن تحقق النتائج المرجوة عندما يتعلق الأمر ببيانات العملاء الحساسة أو البيانات المالية لرواتب الموظفين، حيث بات واجبا على الشركات الاهتمام بوضع بياناتهم ومعلوماتهم الخاصة وراء حواجز حماية أكثر تطورا وذلك كخطوة فعالة لتطبيق مبادئ الحماية الأساسية ضمن القطاع ومواجهة التهديدات الخارجية المتنوعة. لكن هذه الخطوة تسهم في كثير من الأحيان في ظهور تحديات جديدة تتعلق برغبة الموظفين في الحصول على تجربة استخدام "بسيطة"، واستحالة تحقيق ذلك لهم في ظل سعي الشركات للوصول إلى المستوى المطلوب من أمن المعلومات الذي يناسب قطاع المؤسسات. وقد يبدو الأمر بالنسبة لكثير من المستخدمين الراغبين في الوصول إلى بيانات شركاتهم أكثر صعوبة، ويحتاج إلى جهد كبير مقارنة بقيمة هذه البيانات، حيث يضطر هؤلاء إلى اللجوء إلى استخدام شبكة افتراضية خاصة للوصول إلى بعض التطبيقات، أو استخدام أدوات المصادقة التي تتكون من خطوتين للوصول لتطبيقات أخرى، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تراجع الإنتاجية وشعور الموظفين بالإحباط، ناهيك عن تلاشي مزايا الاستثمار في التقنيات الجوالة.
ويمكن القول إن جوهر القضية هنا يتمثل في إمكانية الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات فقط في حال توفير تجربة استخدام بسيطة ومفهومة بالنسبة للمستخدم، كما أن القدرة على معالجة مسألة إدارة الهوية تتمثل في التركيز على قضيتين أساسيتين وهما المصادقة وأمن المعلومات. يذكر أن شركة جوجل قد تعهدت بتوظيف أحدث التقنيات التي يمكن من خلالها التخلص نهائيا من كلمات المرور التقليدية، وتعتزم الشركة القيام بذلك قبل نهاية هذا العام. وبذلك يمكننا تخزين البيانات بشكل آمن، والوصول إليها سيكون أسهل من أي وقت مضى.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية