منوعات

هونج كونج تفقد جاذبيتها لدى الصينيين لمصلحة شنغهاي

هونج كونج تفقد جاذبيتها لدى الصينيين لمصلحة شنغهاي

كانت ناومي وو ورفيقاتها يستقللن القطار من الصين إلى هونج كونج عدة مرات في السنة قبل بضع سنوات للتسوق من كبار متاجر الملابس والحقائب ذات الماركات العالمية.
ولكن مبرمجة الكمبيوتر البالغة اليوم من العمر 23 عاما، وتعيش في شنزن القريبة من الحدود لم تعد تجذبها المدينة التي تقول إنها فقدت رونقها بعد 20 عاما من عودتها إلى الصين.
وتقول وو إن المنتجات الصينية "بمثل جودة الأجنبية أو حتى أفضل منها"، موضحة أنها تفضل التسوق عبر الإنترنت من منزلها في شنزن التي تحولت من مدينة تعاني الركود إلى منطقة صناعية تعج بالنشاط.
وتضيف "هناك الكثير من المجمعات التجارية ذات التصاميم الجميلة والكثير من المباني الجديدة. هناك خطوط جديدة لمترو الأنفاق والكثير من الحدائق. عدد ناطحات السحاب التي شيدت السنة الماضية في شنزن يفوق ما بنته الولايات المتحدة وأستراليا مجتمعتين".
وبحسب "الفرنسية"، فإن استعدادات هونج كونج للاحتفال في الأول من تموز (يوليو) بالذكرى العشرين لعودتها إلى الصين، بات يطغى عليها حضور الصين التي أصبحت قوة عالمية عظمى تكثر فيها المراكز والنشاطات التجارية والثقافية.وتنتشر في بكين وشنغهاي المطاعم الراقية والمجمعات التجارية الضخمة والأحياء الفنية التي تتفوق بمساحاتها الشاسعة على هونج كونج المزدحمة.
وحققت الصين قفزة هائلة بانتقالها من المركز السابع عالميا في 1997 إلى المركز الثاني حاليا، وباتت محركا رئيسا للنمو العالمي، في حين تراجعت هونج كونج من المرتبة 24 إلى الثالثة والثلاثين.
ولا تزال الرسوم على الواردات الأجنبية أعلى في الصين، لكن المتسوقين الذين كانوا يقصدون المتاجر الراقية ذات الماركات العالمية في شارع كانتون رود الشهير في هونج كونج يتوجهون اليوم إلى مدن مثل باريس ونيويورك.
وأدى هذا التغير إلى تراجع عدد السياح القادمين من الصين إلى هونج كونج بشكل مستمر لينخفض 7 في المائة تقريباً في 2016 مقارنة بـ 2015.
حتى إن "ديزني لاند" فتحت في شنغهاي السنة الماضية، وباتت تجتذب الملايين، في حين تراجع عدد زوار المدينة الترفيهية المماثلة والأقدم منها في هونج كونج.
ويقول لي، المدير التجاري في شركة تملكها الدولة، طلب عدم ذكر كامل اسمه، إن أفلام وموسيقى هونج كونج لم يعد لها مكان في حياتنا وهناك تنوع في الموسيقى والعروض في الصين نفسها"، ويضيف أن النمو الاقتصادي السريع للصين "قلص إلى حد كبير الفجوة بين البر الصيني وهونج كونج". ويرى البعض هذا نهجا تتبعه بكين لفرض سيطرتها على هونج كونج ونزع هوية المدينة وحرياتها العزيزة على سكانها، وقد انعكست هذه المخاوف في المسيرات الحاشدة التي نظمها الطلبة من أجل الإصلاح الديموقراطي في 2014.
وينتقل الآلاف للعيش في هونج كونج كل سنة لمتابعة دراساتهم العليا وبحثا عن فرص عمل، ويغذي سوق العقارات في المدينة الصينيون الراغبون في شراء مسكن يشكل متنفسا لهم أو مكان يستثمرون فيه أموالهم.
وتشكل المدينة أحد خيارات الهجرة لمن يملكون المال لشراء عقار وجواز سفر أجنبي ويبحثون عن هواء نظيف وطعام آمن وفرص أفضل، ويقول كياو مو، الباحث في الدراسات الإعلامية في بكين: "هناك تراجع في جاذبية هونج كونج بالنسبة لسكان البر الصيني، ولكن الكثير من الناس لا يزالون يرغبون في الذهاب إلى المدينة للدراسة؛ لأنهم يشعرون بالأمان فيها. إنهم يتوقون للعيش في مجتمع حر".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات