Author

السعودية .. نجدة الشرعية والعمل الإنساني

|


حين هبت المملكة لنجدة الشرعية في اليمن بقيادة التحالف ضد انقلاب الحوثي والمخلوع صالح، كانت تدرك أنه قتال كتب عليها وهو كره لها، على نحو ما أشار إليه الذكر الرباني وكانت على يقين أن شعب اليمن الشقيق فرضت عليه محنة كارثية يؤجج نارها زمر من شعبه شذت عنه وباعت نفسها لولاية الفقيه في إيران تأتمر بأمرها وتنفذ أجندتها في سعي لحلم لحمته وسداه الحقد الطائفي وضغائن تاريخ سحيق لهوس فارسي يعشش في أذهان المرشد الإيراني بوصفة الخميني وبإرهاب حرسه الثوري.
هذه الحرب التي فرضت على الشعب اليمني الشقيق وبادرت السعودية لنجدته بمعركة الحزم وإعادة الأمل مع دول التحالف هي اليوم تدخل عامها الثالث.. أهدر فيها الحوثيون وصالح بالتدبير الإيراني دماء الأبرياء والمقدرات وعاثوا فسادا وخرابا باليمن، ولم يرعووا قط ولم ينصتوا أبدا لصوت العقل لتسوية الأمر بالطرق السلمية فراوغوا وماطلوا وكابروا رغم كل ما تلقوه من ضربات وسحق لآلاتهم العسكرية وغشامتهم الميليشياوية ورغم النهب والسطو على كل أنواع المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة وغيرها من دول العالم.. فمنعوا الدواء والغذاء واختطفوا قوافله ليتاجروا فيه في السوق السوداء، إمعانا منهم في ابتزاز الحاجة الماسة إلى شعب غلب على أمره بغلوهم.
يدرك الحوثيون، ربيبو إيران أنهم خارج سياق التاريخ وأنهم في مأزق لفظ الأنفاس والنزع الأخير، وأن ما يقومون به من إرهاب واختطاف لشعب اليمن في طور السحق والمحق النهائي، وكل ما يقومون به ليس سوى فعل جرعات متلاحقة من دولة الولي الفقيه تقدم لهم في سرادق العناية والطوارئ، يتوهمون من خلالها أنهم قادرون على البقاء فيما كل ذرة من ذرات تراب اليمن تصرخ بهم أنتم إلى زوال، مشيعين بالعار ولعنة التاريخ.
وعلى مدى سنوات المحنة اليمنية حتى اليوم، لم تكن نجدة السعودية للشرعية عسكرية وأمنية واقتصادية فحسب، بل كانت النجدة الإنسانية تتقدم وتواكب المحنة لتخفيف الكرب والمرض والجوع وعلاج الإصابات ودمل الجروح وكل الأضرار المادية والبشرية الممكن بلسمتها.. وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية الإنسانية جسرا من الحيوية تتدافع نجدته لأهل اليمن بروحانية القيادة السعودية لتوفير الماء والدواء والغذاء والفراش والكساء، لا يستثني منه فئة دون فئة ولا قرية أو مدينة دون سواها.. فدافعه الإنساني شعاره احتضان الجميع بقدر المستطاع وبأسرع الوقت وبأفضل ما يمكن فعله.. وظل هذا المركز يثابر ويناضل ليل نهار للنهوض بمهامه على خير وجه، متحديا ما حاوله الحوثيون من قطع لطرق إمداده ولاختطاف وإيذاء ومنع طواقمه العاملة فيه.
علاوة على هذه النجدة المشهودة لمركز الملك سلمان، جاءت قبل أيام قلائل توجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتخصيص نحو 67 مليون دولار تبرعا من السعودية، واستجابة فورية لنداءات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف للحاجة لهذا المبلغ لتوفير الدواء لعلاج حالات وباء الكوليرا الذي تعانيه اليمن وانتشاره جراء عسف وظلم الحوثيين في منع الطبابة والمياه النقية واستهداف المستشفيات والأطباء والممرضين ليضاف هذا التمويل الشهم والإنساني إلى ما لم ينقطع قط من مساعدات قدمها مركز الملك سلمان وقدمت السعودية غيرها في لوجستيات الحرب يوما بيوم.
إذا، النجدة العسكرية والنجدة الإنسانية السعودية هما جناحا الأخوة اللذان يسعيان لضم جسد اليمن الشقيق وتضميد جراحه وإغاثته من المصائب والمظالم التي فرضها عليه الحوثيون بوقود ضغائن أجندة الولي الفقيه في طهران.. فالنجدتان، العسكرية، والإنسانية، هما مما فت في عضد هؤلاء الانقلابيين وأراهم مصيرهم الأسود الذي يتحاشون رؤيته.. ومهما لجوا في المكابرة.. فصوت الحق يقول: إن الليل زائل.

إنشرها