أخبار اقتصادية- عالمية

هجوم إلكتروني شرس يخترق كبريات الشركات العالمية .. يشابه "الفدية"

هجوم إلكتروني شرس يخترق كبريات الشركات العالمية .. يشابه "الفدية"

في موجة جديدة من الاختراقات الإلكترونية الجديدة، على غرار فيروس "الفدية"، ضرب هجوم إلكتروني ضخم عبر فيروس من فصيلة "رانسوم وير"، يطلق عليه "بيتيا"، عديدا من الشركات العالمية بالشلل أمس، وتأثرت على إثره عشرات الشركات في أوكرانيا وجارتها روسيا وأمريكا بالهجوم.
وأعلنت شركات وبنوك مركزية تعرضها للهجوم، ومن بينها البنك المركزي الأوكراني، ومصرف أوشادبنك الأوكراني، وشركة النفط الروسي "روسنفت"، ونظام رصد الإشعاع في تشرنوبيل، والموقع الإلكتروني لمطار كييف الدولي "بوريسبيل"، وشركة النقل البحري الدنماركية "ميرسك"، وشركة الإعلانات البريطانية "دبليو بي بي"، وشركة الأدوية الأمريكية "ميرك"، وفقا لـ"الفرنسية".
وحول تعرض السعودية إلى هجوم "بيتيا" من عدمه، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور عباد العباد مدير التطوير الاستراتيجي والتواصل في مركز الأمن الإلكتروني في وزارة الداخلية، إن فريقا كاملا في العمليات يعكف حاليا على التحليلات الفنية لمعرفة حجم الضرر الذي قد ينجم عن هذا الهجوم في السعودية.
وبين أن المركز يعمل على الإجراءات اللازمة لاتخاذه في هذا النوع من الهجوم أو غيره.
وأوضح الدكتور العباد، أن الفريق يعمل على معرفة نوعية هذه الهجمة ونوعها والثغرات التي تم استغلالها، فضلا عن منبع هذه الهجمة التي أصابت بعض الدول أمس.
وأشار إلى أن المركز لا يستطيع الإفصاح عن أي معلومات حاليا حتى يتم معرفة نتائج التحليلات الفنية لمعرفة نوعية الهجوم والثغرات التي تم استغلالها.
وطمأن الدكتور العبادي، بجدارة وإمكانية المركز الذي لا يتوقف في الوقت نفسه عن واجبه لحماية الأمن الإلكتروني الوطني في جميع الأوقات، لافتا إلى أن المركز على أهبة الاستعداد في كل وقت.
وأكد الدكتور العباد أن المركز يتابع عن كثب الحالة الراهنة التي تحصل في الدول، مشددا على أن المركز يعمل بكل قوة من خلال المتابعة والإجراءات حول كل ما يهدد الأمن الإلكتروني الوطني والعمل على قدم وساق بدون توقف.
ووفقا لـ"رويترز"، فإن هجوما كبيرا بأحد فيروسات الفدية الخبيثة، أصاب أمس أجهزة كمبيوتر في أكبر شركة للنفط في روسيا إضافة إلى بنوك ومطار أوكرانيا الدولي وشركة الشحن العالمية إيه.بي مولر ميرسك.
وقالت شركة جروب آي.بي للأمن الإلكتروني إن متسللين استغلوا شفرة طورتها وكالة الأمن الوطني الأمريكية ثم استخدموها في الهجوم بفيروس واناكراي وهو واحد من فيروسات الفدية الخبيثة الذي أصاب أجهزة كمبيوتر على مستوى العالم بالشلل في أيار (مايو) الماضي.
وأكدت شركة إعلامية في أوكرانيا وهي واحدة من ضحايا هجوم أن أجهزة الكمبيوتر توقفت عن العمل، وإنها تلقت طلبا بدفع فدية قيمتها 300 دولار بعملة البيتكوين لإعادتها إلى العمل.
ونشرت قناة 24 الأوكرانية صورة لرسالة جاء فيها "إذا رأيت هذه الرسالة فإنك لم يعد بوسعك فتح ملفاتك لأنها تم تشفيرها، ربما تكون منشغلا بالبحث عن طريقة لاستعادة ملفاتك لكن لا تهدر وقتك. لا يستطيع أحد استعادة ملفاتك بدون خدمتنا لفك الشفرة".
وظهرت الرسالة نفسها على أجهزة الكمبيوتر بمقر شركة ميرسك في روتردام وفقا لصور نشرتها وسائل إعلام محلية.
وقالت عملاقة الشحن الدنمركية إن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها تعطلت في عدة مناطق.
وأضافت متحدثة باسمها "نستطيع أن نؤكد أن التوقف نجم عن هجوم إلكتروني".
وسارعت شركات الأمن الإلكتروني لفهم نطاق وتأثير الهجمات سعيا للتأكد من شكوك بأن المتسللين استخدموا أداة القرصنة نفسها المسربة من وكالة الأمن الوطني الأمريكية التي استغلها فيروس واناكراي للتوصل إلى سبل لوقف الهجمات.
وقال باحثون من عدة شركات إن الفيروس يدعى "بيتيا" ويعطل عمل أجهزة الكمبيوتر من خلال تشفير الأقراص الصلبة ويطلب فدى مقابل مفتاح رقمي يعيدها للعمل.
وظهرت أول التقارير عن الهجوم من روسيا وأوكرانيا. وقال رئيس وزراء أوكرانيا فولوديمير جرويسمان إن الهجمات على بلاده لم يسبق لها مثيل.
وفي ذكر يفهين ديكنه مدير مطار بوريسبيل في العاصمة أن الهجوم أصاب المطار أيضا. وكتب على فيسبوك "فيما يتصل بالوضع غير الطبيعي ربما تتأخر بعض الرحلات".
وقال البنك المركزي الأوكراني إن عددا من المصارف والشركات منها شركة الكهرباء تأثرت بالهجوم الإلكتروني الذي عطل بعض عملياتها.
وأضاف في بيان "نتيجة لهذه الهجمات الإلكترونية تواجه تلك المصارف صعوبات في تقديم خدماتها للعملاء والقيام بالعمليات المصرفية".
وقال البنك المركزي الأوكراني أمس، في بيان، إن عديدا من المصارف الأوكرانية تتعرض لاختراق معلوماتي عطل عملياتها، الأمر الذي جعله يدعو المؤسسات المالية الأخرى إلى الحذر وتشديد الإجراءات الأمنية.
وأضاف البنك، بحسب البيان، أن "المصرف الوطني الأوكراني حذر المصارف من هجوم معلوماتي خارجي حدث اليوم على بعض مواقعها على الإنترنت".
وشهدت المصارف بسبب هذه القرصنة المعلوماتية "صعوبة في تقديم الخدمات للعملاء وإنجاز العمليات المصرفية".
وأوضح البيان أن "كل المشاركين في السوق المالية أخذوا خطوات لتشديد الإجراءات الأمنية للتصدي لهذه الهجمات المعلوماتية".
وتابع: "البنية التحتية المصرفية مؤمنة"، وأنه سيتم تفادي مزيد من الهجمات.
ومن بين المصارف التي تأثرت كان "أوسكادبانك" أحد أكبر المصارف في أوكرانيا، بحسب موقعه الإلكتروني، ما أجبره على الحد من خدماته المتاحة للعملاء.
وقال المصرف: "خدمات البنك تبذل مع المصرف الوطني الأوكراني أقصى الجهود لاستعادة القدرة على توفير الخدمات".
وكانت شركة الكهرباء في كييف "كييفينيرجو" أبلغت آنفا التعرض لقرصنة على الإنترنت.
وأضاف ممثل الشركة لوكالة "إنترفاكس" الأوكرانية، "لقد اضطررنا إلى إغلاق جميع أجهزة الكمبيوتر".
وقامت شركة خدمات التوصيل الأوكرانية "نوفا بوشتا" التي تعرضت لهجوم معلوماتي أمس، بالتعرف على الفيروس "بيتيا أيه" الذي ضرب حواسيبها على أنه من نوعية "رانسوم وير"، الذي يجبر المستخدمين على الخروج من النظام ثم يطلب شراء مفتاح إلكتروني لإمكانية الدخول مرة أخرى.
وذكر مسؤولون أن نظام مراقبة الإشعاع في محطة تشرنوبيل الأوكرانية أوقف بسبب هجوم معلوماتي ضخم، ما أجبر العاملين على استخدام عدادات محمولة باليد لقياس مستويات الإشعاع.
وقالت الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن المنطقة المحظورة في محيط تشرنوبيل، إن أنظمة ويندوز داخل المحطة أوقفت "جراء هجوم إلكتروني". وقال متحدث باسم المحطة لوكالة فرانس برس، إن العاملين الآن "يقيسون نسب (الإشعاع) بعدادات يدوية".
وبحسب "رويترز"، فإن "دبليو بي بي"، أكبر شركة للإعلانات في العالم، قالت أمس، إن أنظمة الكمبيوتر في بضع وكالات تابعة لها تعرضت لما يشتبه في أنه هجوم إلكتروني.
وقالت الشركة: "أنظمة تكنولوجيا المعلومات في بضع وكالات تابعة لـ"دبليو.بي.بي" تأثرت بهجوم إلكتروني مشتبه فيه، نعكف على تقييم الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة".
وفي روسيا قالت شركة روسنفت وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم إن إنتاجها من الخام لم يتأثر لتعطل الأجهزة.
وتوقف موقع الشركة الإلكتروني عن العمل لساعتين على الأقل لكنه عاد للعمل في الساعة 1450 بتوقيت جرينتش.
ووفقا لـ"رويترز"، قال البنك المركزي الروسي أمس، إنه حدثت "هجمات على أجهزة الكمبيوتر" في بنوك روسية وفي حالات قليلة تأثرت أنظمتها لتكنولوجيا المعلومات.
لكن البنك المركزي أضاف في بيان أن أنظمة البنوك الروسية لم تتعرض للاختراق، وإنه يعمل مع البنوك للتغلب على عواقب تلك الهجمات.

الشركات والمؤسسات التي تعرضت لفيروس «بيتيا»


البنك المركزي الأوكراني
مصرف أوشادبنك الأوكراني
شركة نوفا بوشتا الأوكرانية لخدمات التوصيل
شركة النفط الروسي "روسنفت"
شركة كهرباء كييف- "كييف إنرجو"
نظام رصد الإشعاع في تشرنوبيل
الموقع الإلكتروني لمطار كييف الدولي "بوريسبيل"
شركة النقل البحري الدنماركية "ميرسك"
شركة الإعلانات البريطانية "دبليو بي بي"
المجموعة الصناعية الفرنسية "سان جوبان"
شركة الأدوية الأمريكية "ميرك"

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية