أخبار اقتصادية- عالمية

«سينجنتا» تواجه غرامات بـ 218 مليون دولار للمزارعين الأمريكيين

«سينجنتا» تواجه غرامات بـ 218 مليون دولار للمزارعين الأمريكيين

أدانت محكمة أمريكية شركة "سينجنتا" السويسرية أمس وغرمتها 217.7 مليون دولار إلى أكثر من سبعة آلاف مزارع أمريكي كانت المجموعة السويسرية قد باعتهم سلالات من الذرة المُعدَّلة وراثيا استوردتها من مؤسسات صينية لم تكن بكين قد صرَّحت بها بعد.
ولا يشمل هذا المبلغ سوى تعويض الفلاحين، وأن المحكمة في مدينة كانساس سيتي (عاصمة ولاية ميزوري) لم تفرض بعد غرامة على "سينجنتا"، وفقا للوثائق القضائية.
غير أن المجموعة السويسرية التي لا تزال تواجه إجراءات جماعية أخرى في هذه القضية، أعلنت أنها ستستأنف القرار، ويتهم أصحاب الشكوى "سينجنتا" أنها باعت لهم ابتداء من 2011 سلالة من الذرة المعدلة وراثيا -أجريسور فيبتيرا- وهي سلالة ما زالت غير مصرح بها في الصين، ثم قامت المجموعة أيضا ببيعها من عام 2013 سلالة ثانية من الذرة المُعدلة وراثيا -أجريسور دوراكاد ـ وهي سلالة كانت لا تزال تنتظر أن تمنحها بكين رخصة التسويق.
وفي الحالة الأولى، عندما حاول المزارعون الأمريكيون في عام 2013 تصدير محصولهم من الذرة الذي أنتجوه من السلالة الصينية الأولى إلى السوق الصينية، وهي مشتر رئيس للحبوب الأمريكية، واجهوا رفض السلطات الصينية للمحصول بسبب وجود "فيتيرا"، حسبما جاء في حيثيات شكوى المزارعين الأمريكيين، والأمر ذاته تكرر عندما حاول المزارعون الأمريكيون تسويق الذرة المُنتجة من السلالة الصينية الثانية.
وجرّ هذا الرفض إلى انخفاض سعر الذرة في الولايات المتحدة، ما أدى إلى خسائر بلغت قيمتها خمسة مليارات دولار لحقت جميع المزارعين الأمريكيين في مجال الذرة، وفقا للوثائق القانونية.
غير أنه ابتداء من أواخر عام 2014، تمكنت مجموعة "سينجنتا" من الحصول على ترخيص من بكين لتصدير هذه الذرة المعدلة وراثيا إلى الصين. لكن قطاع الذرة الأمريكي يقول إن الموافقة الصينية جاءت بعد تضرر المزارعين الأمريكيين.
ويطالب قطاع زراعة الذرة في الولايات المتحدة بتعويض المزارعين الأمريكيين المتضررين مبلغا إجماليا قدره 5.7 مليار دولار، مُعتبراً أن "سينجننتا" كانت على علم بأن إجراء الترخيص بالتسويق في الصين عادة ما يكون طويلاً، وأن المجموعة السويسرية أرادت تجاوز الإجراءات وما تتطلب من مدة زمنية من الانتظار.
وقال باتريك ستوايف أحد محامي المشتكين إن الحكم هو نبأ سار لمزارعي الذرة في كنساس ولجميع مزارعي الذرة في كل أنحاء البلاد، إذ أنهم تضرروا بشدة جراء قرارات سينجنتا.
ولا تزال المجموعة السويسرية، التي سيتم شراؤها رسميا غدا من قبل شركة "كيمجاينا" الصينية بمبلغ 42 مليار دولار، تواجه إجراءات قانونية مماثلة في ست ولايات أمريكية: أركنساس، إلينوي، أيوا، نبراسكا، أوهايو، داكوتا الجنوبية.
ومن الناحية النظرية، إذا ما ألحقت كل ولاية من الولايات الست غرامة بالشركة تُماثل غرامة ولاية ميزوري، فستدفع الشركة في آخر المطاف ما يصل إلى 1.3 مليار دولار.
وأوضحت "سينجستا" الأم من مقرها في مدينة بال أن المزارعين الأمريكيين يجب ألا يعتمدوا على حكومة أجنبية لتحديد المنتجات التي يمكنهم استخدامها في حقولهم، وأن وجود مادة ”فيتيرا” في الذرة تسمح به دول عديدة، بما فيها الولايات المتحدة.
وتأسست هذه المجموعة السويسرية المتخصصة في التقنية الإحيائية، وتوفير الحماية الكيماوية للنباتات والبذور عام 2000، غير أنها ازدهرت بسرعة حتى بلغ رأسمالها 31.6 مليار دولار (2015)، وحققت مبيعات إجمالية قدرها 13.41 مليار دولار (2015)، وأرباحا صافية قدرها 1.3 مليار دولار (2015).
وتستخدم المجموعة السويسرية 25 ألف موظف في أكثر من 90 بلدا، 2500 منهم داخل سويسرا، وهي مُدرجة في سوق الأوراق المالية السويسرية "إس دبليو إكس"، وسوق نيويورك للأوراق المالية "إن واي إس إي".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية