Author

رذاذ العيد

|
العيد فرصة سانحة لنتذكر من كان لهم الفضل في توفيقنا بعد الله. أحرص كل عيد على ثلاثة أشخاص. يتغيرون كل عيد. أضع ثقلي عليهم. أبعث لهم رسالة خاصة طويلة أحشد فيها مواقفهم النبيلة تجاهي والدور الكبير الذي لعبوه في حياتي. أستشهد بأثرهم وتأثيرهم. وإذا استطعت أن أتوج هذه الرسالة النصية بمكالمة هاتفية أزرعها في آذانهم لتثمر في صدورهم. حافظت هذه الرسائل على وشائج المحبة مع أشخاص زرعوا طريقي بالود والورد. والجميل أن سعادتي أثناء كتابة هذه الرسائل وإرسالها ربما تفوق سعادتهم. وهذه العادة الموسمية تضاعف فرحتي في العيد وتجعل نكهته تتألق كل عام. أخطأت طوال السنوات الماضية في حق الآلاف ممن دعموني وساندوني ووقفوا معي وآزروني، وأقل شيء أقدمه لهم ولي أن أزورهم وأتواصل معهم، وأكرر امتناني لهم ولعطائهم في هذه الأيام السعيدة، والأفضل أن أقتفي أثرهم وأنهج نهجهم. يحزنني عندما أسمع من بعضنا أن العيد بات باهتا ومملا وكئيبا، إذا كان كذلك فإنه بسببنا؛ لأننا جعلناه روتينيا باردا لا توجد فيه برامج خاصة ومبادرات تضفي عليه نكهة يستحقها. العيد هو فرصة لمعانقة أحبة انشغلنا عنهم. فرصة للتكفير عن غيابنا عنهم. فرصة للاحتفاء بهم. ما أجمل العيد عندما نجعله فرصة للعطاء للكبار والصغار. لأبويك وأبنائك وأحبتك. لا ينبغي أن نجعله تقليديا كسائر الأيام. لنجعله مختلفا نقوم فيه بعادات وبرامج ومبادرات تنتظر. إنه دعوة إلى التمسك والحفاظ على أحبتنا، فبعض الأشخاص ينبغي التمسك بهم جيدا؛ لأنهم كرذاذ الماء البارد في يوم حار، كظل شجرة في درب مشمس، ككلمة طيبة بعد تعب طويل، يشعلون الضوء في أعماقنا فتهتف كل مشاعرنا بالفرح. وأقل شيء نقوم به في سبيلهم التواصل بحب معهم، ولا يوجد أجمل من العيد لنقوم بكل ذلك وأكثر. وكل عام وأنتم أقرب إلى من تحبون.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها