Author

رجل المرحلة .. وليا للعهد

|

الثقة الملكية الغالية في الأمير محمد بن سلمان توجت بتعيينه وليا للعهد، وهو تكليف ينطلق من دقة المرحلة التي يقود فيها سموه التحول في جميع سياسات الوطن. فقد أثبت سمو ولي العهد أنه رجل المرحلة، وصاحب الرؤية الثاقبة القادرة على تحقيق الاستغلال الأمثل للطاقات الكامنة للاقتصاد السعودي، ومن ثم إطلاق هذه الطاقات بما يرفع من مكانة البلاد على جميع الأصعدة. أولى خطوات الأمير الشاب كانت في إعادة هيكلة الحكومة استجابة لمتطلبات المرحلة من تغيير سريع لمواجهة تحديات وجبهات متعددة في آن واحد. الأمر الذي ولّد أسلوبا جديدا في الإدارة لم يكن معهودا ومسبوقا، وضع جميع مكونات الحكومة تحت طائلة المحاسبة. ولم يتوان سموه في اتخاذ قرارات جريئة صعبة في مراجعة جميع العقود وأساليب الإنفاق الحكومي وطرائقه للحفاظ على مقدرات الوطن وموارده. قدرته على اتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة أثبتت شجاعته وبعد نظرته بحيث لا يرتهن للظروف المحيطة، بل إنه تمكن من ترويضها واستغلالها لصالح تحقيق رؤيته الطموحة.
هذه “الرؤية” جاءت لتعكس طموح شباب الوطن الذين يشكلون أكثر من نصف تعداده. الأمر الذي انعكس أيضا على أعضاء الحكومة، فباتت هي الأخرى شابة وتتدفق بالحيوية والمؤهلات اللازمة لتحقيق التغيير والإصلاح المأمول. هذه الروح الشابة الطموحة تمكن سمو ولي العهد من ترجمتها إلى برنامج منضبط قادر على تحمل المسؤولية وتحقيق الأهداف. فكان استحداث مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي تحت رئاسة سموه، ليصبح المجلس ورشة العمل الكبرى التي يقودها شباب الوطن لتحقيق طموحاتهم. الأمر الذي انعكس في آمال وأهداف “الرؤية”، فتغيرت لغة الأهداف من تحقيق الأرقام إلى استهداف جودة الحياة ورفاهية المواطن. فلم تقتصر “الرؤية” على تنويع مصادر الدخل فقط، إنما امتدت إلى الصحة العامة والترفيه وجميع الأوجه التي تضمن للمواطن العيش الكريم. كما تمكنت هذه الروح الشابة من تحقيق إنجازات في عقد التحالفات الدولية والإقليمية، توج بقمم الرياض التي تمكنت من رسم صورة السعودية كشريك أساسي في جميع المحاور العالمية.
استقبلت السوق السعودية خبر تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد استقبالا حافلا بتسجيلها ارتفاعات قوية. وهي ليست إلا انعكاسا للتوقعات المستقبلية المتفائلة من المشاركين في السوق لما ينتظر من الاقتصاد تحقيقه. فقد أثبتت سلاسة انتقال ولاية العهد إلى الأمير محمد بن سلمان متانة النظام السياسي السعودي واستقراره، وهو أهم العوامل التي يراعيها المستثمر. كما أن في تنصيب الأمير رسالة ضامنة للاستمرار والعزم القوي على التغيير والاستعداد العالي لاتخاذ مزيد من القرارات الجريئة التي تسهم في عملية الإصلاح الواسعة التي بدأها سموه. فنظرة سمو ولي العهد لقطاعات الدولة الاقتصادية كاستثمارات بحاجة إلى رعاية وتنمية، نحتاج إلى بذل الغالي والنفيس لها تعرب عن شجاعة عهدناها منه. ولذلك كانت خطته في تحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى قاطرة تقود جميع القطاعات الاقتصادية هي الخطة الأبرز في تحقيق تنويع الدخل. وكان من رفع مستوى الشفافية في عرض هذه الخطط والأهداف العامة للرؤية والبرامج الاقتصادية شاهد على ثقته العالية في قدرته على تحقيق وعوده برفاهية المواطن. الأمر الذي يفتح المجال أمام مزيد من المشاركة الشعبية في صناعة القرار لإيمانهم بأن رؤية سمو ولي العهد هي رؤيتهم التي تحقق طموحاتهم. وهو بذلك يثبت أنه رجل المرحلة القادمة، بكونه القوة الناعمة لعملية التغيير الواسعة، الأمر الذي يضع ثقة جميع شرائح المجتمع فيه، وخصوصا الشباب منهم، فهو تجسيد لآمالهم. وتؤكد الثقة الملكية وإنجازاته حتى اليوم قدرته في حمل آمال وطموحات الشباب السعودي في وطن مستقبله زاهر واقتصاده مزدهر ومجتمعه ينبض بالحيوية.

إنشرها