Author

أصوات ضد السياسات الأمريكية المتصلة بالمناخ والطاقة

|


أثار الرئيس ترمب ضجة كبيرة خلال الانتخابات حول إعادة عمال مناجم الفحم إلى العمل، في حين يتفق معظم المحللين على أن هذا لن يحدث حيث يتقلص الفحم أمام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي في سوق الطاقة. وقد تظاهر الآلاف في جميع أنحاء الولايات المتحدة في مناسبة مرور 100 يوم على تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه للمطالبة باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ. وقد تم تحديد موعد الاحتجاجات الجماهيرية لتتزامن مع مئوية ترمب تحت اسم مسيرة المناخ الشعبية في واشنطن العاصمة. وقد شارك فيها ما يقدر بنحو 200 ألف شخص في الولايات المتحدة يوم السبت احتجاجا على سياسات الرئيس دونالد ترمب المتعلقة بتغير المناخ والطاقة المتجددة والوقود الأحفوري.
وقال المشاركون في مسيرة المناخ الشعبية إنهم يعترضون على تراجع ترمب عن القيود المفروضة على التعدين والحفر لاستخراج النفط وانبعاثات غازات الدفيئة في محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، إضافة إلى أمور أخرى. وقد امتدت مظاهره إلى عدة أحياء في وسط مدينة تامبا بولاية فلوريدا، وقال المشاركون فيها إنهم يشعرون بالقلق إزاء التهديد الذي يمثله ارتفاع منسوب البحر على المدينة. وفي مدينة أوجستا عاصمة ولاية ماين قال متظاهرون أمام مكتب الولاية إنهم يرغبون في لفت الأنظار إلى الضرر الذي يمكن أن يسببه تغير المناخ على المجتمعات المهمشة.
كما تحدى حشد من عشرات الآلاف من المتظاهرين درجات الحرارة الشديدة التي بلغت 90 درجة فهرنهايت ليشقوا طريقهم من وسط ولاية بنسلفانيا للوقوف أمام البيت الأبيض للتعبير عن استيائهم من الرئيس مباشرة من أمام مقره.
وقال المتظاهرون يوم السبت وهم يحملون لافتات مزخرفة بشعارات مثل "تخيل عالما خاليا من تغير المناخ" و"كوكب الأرض قبل الأرباح" إنهم غضبوا من احتمال أن ينفذ ترمب تعهده بالتراجع عن الحماية التي فرضها أسلافه. ومن بين الذين انضموا إلى المتظاهرين نائب الرئيس السابق آل جور والممثل ليوناردو دي كابريو.
وقال منظمو الحدث إن هناك أكثر من 300 مظاهرة ومسيرة شقيقة في المدن والبلدات الصغيرة في جميع أنحاء البلاد تجمعها فكرة موحدة هي الغضب من خطة الرئيس لتفكيك وكالة حماية البيئة والتراجع عن سياسات تغير المناخ لسلفه الرئيس السابق باراك أوباما. وفي كلمته في مظاهرة في مونبلييه وصف بيرني ساندرز سيناتور فيرمونت المسيرات بأنها جزء من معركة من أجل مستقبل كوكب الأرض.
وقد وبخت اللافتات التي حملت خلال المسيرات الرئيس بسبب إلغاء القيود المفروضة على عمليات التنقيب عن البترول وانبعاثات الكربون في محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. وجاءت المظاهرات بعد أسبوع من تجمع أنصار العلم في 600 مدينة داخل الولايات المتحدة وخارجها. لكن رد الحكومة على هذه الأحداث كان قويا، حيث قامت وكالة حماية البيئة في يوم مسيرة المناخ بإزالة صفحة تغير المناخ من موقعها على شبكة الإنترنت. واستهجن الرئيس ترمب نفسه ــ الذي غادر واشنطن إلى بنسلفانيا في وقت مبكر من مساء السبت لحضور مسيرة على غرار حملة للاحتفال أول 100 يوم في منصبه ــ الأمر عندما سأله مراسل عن هذه المسيرات وأعرب عن أمله في أن يتمتع المتظاهرون بيومهم.
وفي أماكن أخرى تجمع المتظاهرون في الثلج وتحت الأمطار وغير ذلك من الظروف الصعبة ليسمعوا الجميع أصواتهم. وفي كل مكان تحدثوا عن أهمية التصدي لتغير المناخ وتعزيز الطاقة المتجددة وحماية البيئة. ويتفاعل وزير الطاقة ريك بيري مع عديد من الإغلاقات الأخيرة لمحطات الطاقة النووية بل وتلك التي تعمل بالفحم في جميع أنحاء البلاد. وهذه المحطات تغلق لأنها لا تستطيع المنافسة من حيث التكلفة مع الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية الأرخص، وتمثل عمليات الإغلاق هذه تحديا للشبكة الحالية. فالفحم والطاقة النووية يوفران الطاقة الأساسية أي التي تعمل باستمرار. أما طاقة الرياح والطاقة الشمسية فهي متقطعة، أي أنها توفر الطاقة فقط عندما تكون الشمس مشرقة أو الرياح قوية. إن محاولة المفاضلة بين النمطين يمكن أن تخلق تحديا في إدارة الشبكة.
ويحاول ترمب التراجع عن كل شيء فعله أوباما، إلا أنه لا يدرك أن تغير المناخ يؤثر في الجميع بما في ذلك هو شخصيا. وقد وصلت درجات الحرارة يوم السبت إلى 90 درجة فهرنهيت متخطية بمسافة كبيرة متوسط الارتفاع الذي بلغ 71 درجة في 29 نيسان (أبريل)، وذلك وفقا لموقع Weather.com. سار المتظاهرون في الثلوج في دنفر. ونظمت مظاهرات في مدن بوسطن ونيويورك وسياتل وشيكاغو وأمستردام ولندن. كما تم التخطيط لمئات المسيرات الشقيقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم.

إنشرها