Author

كيف يصبح لديك ابنة كدانا الخالدي؟

|


أذهلتني شخصية الفتاة الشابة دانا عبد الوهاب الخالدي التي فازت بالمركز الثالث في معرض إنتل آيسف الدولي للعلوم والهندسة ٢٠١٧ في الولايات المتحدة الأمريكية عندما شاهدتها وهي تتحدث عن مشروعها الفائز بثقة وتمكن وطموح.
حرصت على أن ألتقيها لأتعرف على هذه الشخصية من كثب وأعرف كيف حققت هذا المجد العلمي. تواصلت مع أبيها عبد الوهاب الخالدي والتقيت معه ومعها. وقبل أن ندخل في حوار حول فوزها ومشروعها الفائز توصلت إلى أحد أهم أسباب نجاحها. فمنذ لحظات لقائنا الأولى شعرت بقربهما من بعض. كانا صديقين أكثر من أب وابنة. يناديها بحبيبتي. يتحاوران بحب وسلاسة تعكس تفاهمهما الكبير، والأهم من ذلك أنه يعرف مشروعها بالتفصيل.
يحدثني عنه وهو ابتكار طريقة حديثة لزيادة كفاءة عملية فصل الماء باستخدام المحفزات الضوئية لإنتاج الهيدروجين كمصدر طاقة متجدد، كأنه يتحدث عن مشروعه الشخصي من فرط قربه منها واهتمامه بها.
يقول والدها وعيناه تمتلئان فخرا بها إنه ووالدتها اكتشفا موهبة ابنتهما في العلوم وحبها لهذا المجال منذ الصف الثالث ابتدائي. فشرعا في توفير الكتب المتخصصة في العلوم لها ما زاد ولعها بالابتكار وتضاعفت رغبتها في ترك بصمة لها في هذا الحقل على غرار العلماء الكبار. شغف دانا بالعلوم جعل والديها يحرصان على أن تخوض اختبار مقياس موهبة وهي في ثالث متوسط. تم اختيارها مع مجموعة من الطلاب والطالبات المتفوقين من بين 35 ألف متقدم ومتقدمة على مستوى المملكة للمشاركة في برامج موهبة الإثرائية الصيفية التي تقام في "أرامكو" وعدد من الجهات تحت إشراف مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة". تقول دانا: "كنت أتكاسل في الاستيقاظ صباحا والذهاب لهذه البرامج. لكن والدتي حفزتني بأنني سأجني ثمار تعبي قريبا".
وتزيد: "كلما فقدت ثقتي بعملي ومشروعي. وجدت يد أبي تربت على كتفي". فهو يردد على مسامعها دائما: "أكرمني الله بابنة ذكية وعظيمة، سأبذل ما في وسعي من أجلها وإخوتها".
وكانت والدتها الموظفة تضحي بإجازتها السنوية لعدة سنوات لترافق ابنتها لحضور هذه البرامج، وكذلك الحال بالنسبة لوالدها الذي رافقها إلى أمريكا أثناء مشاركتها في "إنتل آيسف".
واليوم تجني دانا ثمار دعم والديها وتعبها وجديتها بتحقيق جائزة كبرى في مسابقة علمية مرموقة. وتحظى بتكريم وتقدير رسمي وشعبي كبيرين.
شخصيا أرى أن نجاح دانا الرئيسي نبع من دعم والديها لها. فكل طفل موهوب. هناك من صقل موهبة طفله وهناك من تجاهلها.
احتضن وارع وادعم وشجع طفلك ليفاجئك ويفاجئ العالم.
دعمك لطفلك ليس مالا فقط بل كلمات واهتمام ووقت تقضيه معه ليضيء ويثمر.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها