أخبار

نجاح قمم الرياض أغضب القيادة القطرية .. وإشادة ترمب بالمملكة أثار حفيظتها

نجاح قمم الرياض أغضب القيادة القطرية .. وإشادة ترمب بالمملكة أثار حفيظتها

أكد لـ "الاقتصادية" مُختصون سياسيون، واقتصاديون، أن ما جاء في تصريحات على لسان أمير قطر يُعد شذوذاً عن الوحدة الخليجية، ولا يخدم قطر بأي شكل من الأشكال، سوى إثبات أنها مطية لأجندة دول أخرى.
ووصف المختصون تصريحات أمير قطر بـ "المتناقضة" والمثيرة للكثير من الاستغراب، كونها لا تخدم الاستقرار في المنطقة، وتجلب التوتر لها، كما تؤدي إلى مزيد من العزلة لقطر، إضافة إلى أنها كشفت بشكل أو بآخر عن الوجه القبيح للسياسة القطرية.
وأشاروا إلى أن نجاح قمم الرياض أغضب القيادة القطرية، وأن ما قاله الرئيس الأمريكي عن المملكة أثار حفيظتها، وجعلها تكشف عن سياستها الخارجية، مؤكدين أن هذه السياسة ليست طارئة، وليس فيها ما يدعو إلى القول إنها جاءت مفاجئة، فالمتابع للمواقف القطرية مع مصر، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتعاونها مع إيران، واختلافها من حين لآخر مع المملكة والبحرين والإمارات، ودعمها للنظام السوري ضد الشعب السوري الثائر، يعرف حقائق الأمور، ويدرك أن قطر وحدها أو قطر مع قناة الجزيرة تُستخدم للإضرار بجيرانها أولا، وبالدول العربية ثانياً، وأنها تلعب دوراً أكبر من حجمها، وبات من الوشيك جداً امتداد ما تقوم به حكومة قطر إزاء شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي، بعد انحيازها الواضح لطهران راعية الإرهاب والقائمة به في الشرق الأوسط، وبالأخص دول الخليج العربي، وكذلك الدول العربية، إلى التأثير في النواحي الاقتصادية لديها، وتحول البعد الاقتصادي فيها من النظرة "المُستقرة"، إلى "السلبية"، وهذا دليلٌ واضح على التأثر الاقتصادي، إضافة إلى أن قطر ستتأثر كذلك على المستويات السياسية، والاجتماعية، والعسكرية، ورأوا أنه من المؤسف والمُخجل انحيازها إلى العدو إيران التي تكيد للعرب والمسلمين، كما أن التأثير الاقتصادي الأكبر سيكون على قطر، فهي دولة صغيرة، وتكون قوية بشقيقاتها، خاصة السعودية.
وأكد الدكتور وحيد عبده هاشم، المحلل السياسي، أنه من الواضح أن قطر تتبع سياسة محامي الشيطان في المنطقة والتغريد خارج السرب، والأمر المستغرب أن التغريدة التي أطلقها أمير قطر جاءت بعد 24 ساعة من قمة الرياض التي حصلت على إجماعٍ إسلامي، وعربي، وخليجي، بل حصلت على مباركة دولية، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز للاعتدال ومحاربة التطرف، الأمر الذي أثار حفيظة الأمير القطري، مشيراً إلى أن هناك أجندة قطرية باتت ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالأجندة الإيرانية، مبيناً أن السياسة القطرية تُدار بواسطة فئة متخفية من خلف الستار، وذلك على خلفية تصريح أمير قطر الذي تم نفيه، مؤكدًا أن هذه الفئة استولت على القرارات، ووجهتها وفقًا لأجندتها التي غيبت مصلحة قطر، ودليلُ ذلك تصريح الشيخ تميم أن إيران دولة قوية، ويهمها الأمن والاستقرار، ولها ثقلها في المنطقة.
ونوه هاشم إلى أن تلويح أمريكا بفرض عقوبات على قطر بسبب إيوائها الجماعات الإرهابية، يدفع قطر أكثر للحضن الإيراني، وبالتالي لا بد أن يكون هناك ضغوط سياسية، واقتصادية.
وتابع هاشم: "قطر ستختنق إذا ما أغلقت السعودية مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، والمنافذ البرية، وعدم دخول وخروج الشاحنات منها، فستكون على يقين أن إيران لن تأتي لمساعدتها، بل استخدمتها أداة لبث النزاعات والفرقة في مجلس التعاون الخليجي"، مبيناً أن قطر آوت جماعات إرهابية وكأنها تريد أن تثبت للعالم أنها تشبه في سياستها السياسة البريطانية، التي تأوي المتطرفين والمتشددين، وهي سياسة خاطئة تدفع ثمنها بريطانيا الآن، وتدفع ثمنها أوروبا، وقطعاً ستدفع ثمنها قطر.
من جانبه، قال الدكتور أحمد الأنصاري، المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، إن ما حدث من تقارب بين قطر وإيران ليس بمستغرب، وهو نتاج لسياسات مخالفة لتوجهات قيادات الدول الخليجية الرصينة التي تدعو إلى وحدة الصف الخليجي، ودعم قضايا الأمة، ونبذ التطرف، وبالتالي انتهجت قطر سياسات مخالفة كليا، ومتعارضة مع مصالح مجلس التعاون الخليجي العربي والسياسة الخارجية الموحدة وتوحيد المواقف تجاه قضايا محددة.
وأكد الأنصاري أن استضافة قطر قيادات من الجماعات الإرهابية ومنها حماس والإخوان يجعلها من الدول الراعية للإرهاب, ويجعل بعض الدول تأخذ موقفا منها، وتقيم ضدها دعوات أمام المحاكم الدولية لتسجيل موقف ضدها، سياسيا أو عسكريا، أو تجميد عضويتها في المنظمات الدولية. وفيما يتعلق بالتأثير الاقتصادي، قال الدكتور سالم باعجاجه أستاذ الاقتصاد في جامعة الطائف، إنه من الممكن أن تتأثر قطر اقتصادياً، ولا سيما أن تصنيفها الاقتصادي تحول من نظرة مستقرة إلى نظرة سلبية، وهذا دليل واضح على تأثر الاقتصاد القطري، ولا سيما أن لديها ديونا خارجية، وبالتالي عليها أن تُعيد بناء العلاقات من جديد مع الدول المجاورة.
بدوره، أوضح الدكتور أسامة فلالي، أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن التأثير الاقتصادي مع الأسف الشديد سيكون سلبياً على قطر، وعلى دول مجلس التعاون، فكلنا في منطقة الخليج، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، مشيراً إلى أنه من المؤسف أن تُصرح قطر بأنها مع العدو الإيراني الذي يكيد للعرب والمسلمين، وهذا أمرٌ مؤسف ومخجل.
وأضاف فلالي أن "التأثير الاقتصادي الأكبر سيكون على قطر، فهي دولة صغيرة، وتكون قوية بأشقائها خاصة السعودية التي تعد بمنزلة الأخ الكبير لكل دول الخليج، والكل يعي هذا، ويدها بيضاء على الجميع".
وتابع: "الأيام الماضية أثبتت أن اقتصاد المملكة بفضل الله يُعد أقوى اقتصاد في الشرق الأوسط، ولن تستطيع قطر أن تؤثر في المملكة اقتصادياً، بل ستتأثر قطر كذلك على المستويات السياسية، والاجتماعية، والعسكرية".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار