أخبار اقتصادية- عالمية

شباب أثرياء يتشكلون داخل الطبقة الوسطى الصينية

شباب أثرياء يتشكلون داخل الطبقة الوسطى الصينية

يتجه المستهلكون الصينيون إلى الإنفاق التقديري، وعند مقارنتهم بمستهلكي الأسواق الناشئة الأخرى، فانهم أخذوا ينفقون أموالاً أقل على الإسكان والغذاء، لكن أكثر على السفر والاستجمام.
هذه خلاصة الدراسة السابعة التي يصدرها المصرف السويسري الثاني، "كريدي سويس"، حول سلوك الاستهلاك في الاقتصادات الناشئة، لأغراض تتعلق بالاستثمار، والمبيعات، والتصدير، أساساً.
وتشير الدراسة إلى أن فئة من الشباب الأثرياء نسبياً تتشكل حالياً داخل الطبقة الوسطى الصينية المقبلة، مشيرة إلى أن في السنوات الخمس المقبلة، لابد لهذه المجموعة الثرية الجديدة أن تسهم بنسبة 35 في المائة في إجمالي نفقات الاستهلاك في الصين.
ويؤدي توسع المُدن، وزيادة نسبة الحضر والتحضر دوراً رئيساً في تطور أفضليات وأولويات المستهلكين وطلبهم للسفر، وهكذا، كان سكان المدن الصينية أكثر ميلاً إلى الذهاب في إجازة في الخارج في 2016 من مواطنيهم الريفيين بسبع مرات، ونسبة الصينيين الذي سيسافرون إلى الخارج ستزداد حتماً خلال الفترة المنظورة نتيجة للنمو المتسارع للمدن الجديدة وزيادة تحضر الأرياف.
ومن خلال دراسة النفقات الشهرية حسب الفئات العمرية، والطبقية، والتعليمية… وغيرها، يرى محللو مركز أبحاث المصرف أن المستهلكين الصينيين أخذوا ينفقون مزيدا من الأموال على السلع والخدمات مثل التعليم، والسيارات، والعقارات، والهواتف المحمولة، وعلى نحو موازٍ، فشراء كثير من السلع الأساسية مثل منتجات الألبان، ومستحضرات التجميل، والمشروبات الغازية، قد انخفض.
وبشكل أكثر تحديداً، تقرأ "الاقتصادية" في الدراسة التي تلقت نسخة منها، أن الصين شهدت تسارعاً كبيراً في الإنفاق الترفيهي، بينما ظل الإنفاق الغذائي مستقراً نسبياً على سبيل المثال، يُمثل الإنفاق الغذائي حالياً 17 في المائة من الدخل الشهري للمجيبين على أسئلة الدراسة، مقابل 19 في المائة في 2011. أما السفر والترفيه، فيمتص اليوم 11 في المائة من الدخل الشهري، أو ضعف ما كان عليه في 2011.
ويقول المصرف إن هذا التغير في السلوك لم يأت فقط نتيجة لزيادة دخل الأسر المعيشية فحسب، بل أيضاً لزيادة الطموحات خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
ووفقا للمسح الذي أجراه المصرف السويسري، فإن الصين تُعد الآن موطناً لأكبر عدد من الذين يسافرون دولياً، كما أظهر الأشخاص الذين استُطلعت آراؤهم، أعلى زيادة مئوية في الطموح للسفر إلى الخارج، كما أن الصين تجاوزت روسيا بوصفها بلداً صاعداً من حيث نسبة المُجيبين على دراسة أخرى للمصرف مِمَن يخططون للسفر إلى الخارج في العام المقبل.
وبدأ المستهلكون الصينيون منذ نحو خمس سنوات يعيشون حياة صحية، أو ينوون القيام بذلك، ويقول المصرف إن ما يقرب من 40 في المائة من الذين شملتهم دراسته لديهم خطط لزيادة المال والوقت الذي ينفقونه علي الرياضة، وقال نحو 80 في المائة إنهم اعتمدوا حمية صحية.
وأشار إلى أن حاجة المُستهلك الصيني إلى أسلوب حياة أكثر صحة وأكثر تعلماً، وأكثر رفاهية، ظهر بشكل واضح في كل مجالات استقصاءات الدراسة. ولذلك هناك اعتقاد لدى الاقتصاديين بأن الإنفاق على الصحة سيزداد مع وجود عاملين رئيسين هما: ارتفاع متوقع في معدل الأعمار، وشيخوخة السكان.
ونظراً لأن الناس أصبحوا أكثر اهتماماً بصحتهم، فمن المتوقع أن ينخفض استهلاك الأغذية غير الصحية. ووفقا للدراسة، فإن المستهلكين في البلدان الناشئة أخذوا يولون اهتماماً أكبر لنوع الغذاء في ماعونهم من نظرائهم في الأسواق المتقدمة، ففي منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سبيل المثال، تبلغ نسبة اتباع نظام غذائي منخفض الدسم وقليل السكر نحو 40 في المائة، وهي نسبة تمثِّل ضعف ما هو عليه في أوروبا أو أمريكا الشمالية.
وعلى الرغم من أن الفجوة بين الصين من جهة، وأوروبا وأمريكا الشمالية أقل من ذلك، فإن هناك أيضاً في أمريكا اللاتينية وإفريقيا ومنطقه جزر المحيط الهادئ التزاماً أكبر بنظم استهلاك القليل من السكر والكربوهيدرات مما هو عليه في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وتقول الدراسة علاوة على ذلك، ينخفض استهلاك الجعة، والمشروبات الكحولية، والسجائر، من سنه إلى أخرى في معظم البلدان الناشئة التي تجري دراستها، مشددة على أن هذا الاتجاه ليس مقتصراً على جيل الألفية فحسب، إذ إن المسنين في منتصف العمر ظهروا أيضاً أنهم يغيرون عاداتهم.
وتشير الدراسة إلى أن الرياضة أيضاً أخذت تكتسب شعبية في جميع الفئات العمرية في الصين، والحكومة الصينية تتبع الآن خطوات لتطوير الصناعة الرياضية في بلدها، وأن نسبة كبيرة من المجيبين على أسئلة الدراسة يريدون تكثيف نشاطهم البدني.
والجيل الأصغر سناً هو الأكثر تحمساً، وفي هذا الصدد، قال 55 في المائة من الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة، إنهم يريدون تكريس مزيد من المال والوقت للرياضة، 3 في المائة فقط ذكروا خلاف ذلك، وبين السكان الكبار (56 سنة وأكثر)، قال نحو 20 في المائة إنهم يريدون زيادة مستوى نشاطهم الرياضي، في حين أن 2 في المائة فقط يزمعون الحد منه.
وفيما يتعلق باتجاهات الإنفاق على السلع الفاخرة، ذكرت الدراسة، أن المستهلكين الصينيين أكثر عِرضة الآن، مقارنة بعشر سنوات مضت، لشراء منتجات فاخرة عالية السعر، أو باهظة الثمن من السلع العامة المنتجة على نطاق واسع. وقال المصرف السويسري إنه لم تُلاحظ حيوية وإيجابية إزاء السلع الباهظة الثمن إلَّا في ميدان العقارات، والسيارات، والمجوهرات، والمواد المتعلقة بإسلوب الحياة كالملابس الرياضية والأزياء.
لكن الهواتف الذكية سجلت إستثناءً، فهي واحدة من الفئات التي أظهرت نوايا شرائها ميلاً أقل نحو الراقية. من بين المجيبين، 92 في المائة يملكون بالفعل هاتفاً ذكياً، أو ما يُعادل 2 و8 في المائة أكثر من عامي 2015 و2014 على التوالي.
ومع ذلك، فإن 71 في المائة يفضلون أن تكون كلفة هاتفهم المحمول الجديد أقل من 2500 رينمنبي (أقل من 365 دولار)، وهذا هو السبب في أن 52 في المائة يعتقدون أنهم سيقتنون نموذج الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد (ليس بضمنها الهواتف الذكية)، و24 في المائة هاتفاً ذكياً على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، وتقول الدراسة إنه بفضل السعر الممتاز للهواتف الذكية التي تحمل العلامات التجارية المحلية، فإن الرياح لا تزال تدفع مؤخرة سفينة الهواتف المحلية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية