أخبار اقتصادية- عالمية

التجارة والمناخ يتصدران قمة "السبع" الأصعب منذ سنوات

التجارة والمناخ يتصدران قمة "السبع" الأصعب منذ سنوات

من المتوقع أن تكون محادثات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع بقية زعماء دول مجموعة السبع "شاقة" و"صعبة" بعد أن انتقد ترمب أمس أعضاء حلف شمال الأطلسي وندد بالسياسات التجارية الألمانية، فيما من المنتظر أن يتصدر ملفي التجارة والمناخ أعمال القمة الأصعب منذ سنوات.
وبحسب "رويترز"، فقد أدلى ترمب بتصريحاته في بروكسل عشية القمة التي تستمر يومين بمنتجع تاورمينا المطل على البحر المتوسط وقد ألقت بظلالها على اجتماع يأمل شركاء الولايات المتحدة أن يقنعوه خلاله بتخفيف حدة مواقفه من التجارة وتغير المناخ.
وبدأت القمة بمراسم أقيمت في مسرح يوناني قديم على جرف مطل على البحر حيث تجولت سفن حربية في المياه، ويجري زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة محادثات في وقت لاحق لبحث ملفات سورية وكوريا الشمالية والاقتصاد العالمي.
ويتوقع أن تتسم المشاورات التي تستمر يومين بالصعوبة لاختلاف وجهات النظر بين أعضاء المجموعة خاصة في موضوعات حماية المناخ وسياسة الهجرة.
وستكون اجتماعات مجموعة السبع محك اختبار حقيقي للاتفاقيات الدولية التي أبرمت حتى الآن مثل اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي.
وقال دونالد توسك رئيس الوزراء البولندي السابق الذي يترأس قمم زعماء الاتحاد الأوروبي قبل بدء الاجتماع: "لا شك أن هذه ستكون قمة مجموعة السبع الأصعب منذ سنوات"، وتوقع جاري كون المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض مناقشات "شاقة" عن التجارة والمناخ.
ويهدد ترمب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ الذي أبرم في باريس عام 2015، وكان الرئيس الأمريكي قد رفض الاحتباس الحراري الذي يسببه البشر بوصفه "خدعة" وذلك خلال حملته الانتخابية.
ويحاول بقية زعماء مجموعة السبع إقناعه بعدم الانسحاب، وأشار المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض ومسؤولون آخرون بالإدارة الأمريكية إلى أن ترمب سيتخذ قراره بعد انتهاء القمة.
ويرى ترمب أن اتفاقية باريس لحماية المناخ "غير عادلة" ومضرة بالتطور الاقتصادي للولايات المتحدة، ويؤكد جاري كون أن الرئيس ترمب مطالب بالمساعدة في النهوض بالنمو الاقتصادي الأمريكي وتوفير فرص عمل، و"يتعين علينا التخلص من اللوائح المعرقلة للنمو الاقتصادي".
وذكر كون أن ترمب يولي اهتماما بالبيئة لكنه يهتم بصفة أكبر بتوفير فرص عمل للأمريكيين، موضحا أن معايير اتفاقية باريس تعرقل نمو الاقتصاد الأمريكي، مشيرا إلى أن المسألة تتمحور حول ما إذا كانت لوائح تلك الاتفاقية ملزمة أم يمكن تغييرها.
والقمة هي المحطة الأخيرة ضمن جولة مدتها تسعة أيام يقوم بها ترمب بدأها من الشرق الأوسط، وبينما وقف في بروكسل الخميس مع زعماء حلف الأطلسي اتهم أعضائه بأنهم يدينون "بمبالغ طائلة من المال" للولايات المتحدة وللحلف على الرغم من أن مساهمات الأعضاء طوعية.
وكان لتصريحاته وقع سلبي على الزعماء الأوروبيين الذين كانوا يأملون أن يستغل الفرصة ليؤكد التزامه بالمادة الخامسة وتمثل المبدأ الأساسي للحلف وهو أن أي هجوم على أحد الأعضاء يعتبر هجوما "على الجميع".
وقال المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي إن ترمب ليس لديه مشكلة مع الألمان، لكن مع فائض الميزان التجاري الألماني، مؤكدا استخدام ترمب لعبارة "سيئ للغاية" في نقاشه مع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل عن فائض الميزان التجاري الألماني مع الولايات المتحدة.
وترجمت تلك العبارة في وسائل الإعلام الألمانية إلى "سيئ للغاية" أو "شرير للغاية"، وبحسب جاري كون فقد قال ترمب: "ليس لدي مشكلة مع ألمانيا، لدي مشكلة مع التجارة الألمانية"، مضيفا أن ترمب أشار خلال المحادثات إلى أصوله الألمانية.
وبحسب مجلة "دير شبيجل" وصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانيتين، فقد أثارت عبارة ترمب استياء كبيرا لدى الجانب الألماني، وذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن الرئيس الأمريكي ندد بألمانيا لاتباعها سياسات تجارية "سيئة للغاية" خلال اجتماع مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، مشيرا إلى أنه ربما يتخذ خطوات للحد من مبيعات السيارات الألمانية بالولايات المتحدة.
ووصف يونكر تقارير وسائل الإعلام الألمانية بأنها مبالغ فيها، وقال: إنه في حين أن ترمب تحدث عن الفائض التجاري لألمانيا باعتباره مشكلة فإنه لم يتحدث بعدوانية، وحين سأله الصحافيون عما إذا كان اتهم ألمانيا باتباع سياسات تجارية "سيئة للغاية" لم يرد ترمب.
واختارت إيطاليا عقد القمة في صقلية لجذب الانتباه لإفريقيا التي تقع على مسافة 225 كيلومترا من الجزيرة عند أقرب نقطة على الجانب الآخر من البحر المتوسط.
ووصل أكثر من نصف مليون مهاجر معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء إلى إيطاليا في قوارب منذ عام 2014 مستغلين الفوضى في ليبيا للقيام بالرحلة الخطيرة.
وتحرص إيطاليا على أن تفعل الدول الغنية المزيد للمساعدة في تطوير اقتصاد إفريقيا حتى تصبح الأوضاع مشجعة للشبان على البقاء في بلادهم.
وينضم زعماء تونس وإثيوبيا والنيجر ونيجيريا وكينيا للمناقشات اليوم ليشرحوا ما الذي يجب القيام به لتشجيع الاستثمار والابتكار في قارتهم.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية