FINANCIAL TIMES

جيل الألفية يجلب المتاعب على صناعة الألماس

جيل الألفية يجلب المتاعب على صناعة الألماس

إرين لوري أبلغت خطيبها في عام 2015 أنها لا تريد خاتما مكلفا من الألماس.
قالت الكاتبة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها: "قلت إنني أفضل أن أحصل على دبلة معدنية عادية بقيمة 1000 دولار، ونأخذ المال المتبقي ونضعه في شهر العسل. أفضل كثيرا أن أذهب في رحلة رائعة بدلا من شراء خاتم أرتديه".
هذا الحديث من لوري (27 عاما) التي لم تتزوج بعد، يلقي الضوء على قضية صناعة الألماس التي يطرحها جيل الألفية.
أطلقت شركة دي بيرز، أكبر شركة لتعدين الألماس في العالم، واحدة من أنجح الحملات الإعلانية في عام 1948 عندما صاغت شعار "الألماس إلى الأبد". وقد ساعد ذلك الشعار على وضع خواتم الخطبة الألماسية في قلب الزواج لبقية القرن العشرين.
لكن كثيرا من مواليد جيل الألفية لديهم وجهة نظر مناقضة أو سلبية عن الزواج. فالأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين دخلوا مرحلة البلوغ في القرن الحادي والعشرين يختارون الزواج في وقت لاحق في حياتهم، مقارنة بالأجيال السابقة، أو عدم الزواج على الإطلاق.
علاوة على ذلك، يبدو أن بعض مواليد جيل الألفية يريدون إنفاق أموالهم على التجارب - مثل السفر - بدلا من السلع الكمالية. وكثير من أفراد جيل الألفية لديهم دخل أقل متاح مقارنة بوالديهم، لذلك من يرغبون فعلا في شراء الحلي يتحولون الآن إلى اقتناء الأحجار الكريمة التي تكلف عادة أقل من الألماس، مثل الياقوت الأحمر أو الياقوت الأزرق. ويشتري آخرون الألماس الصناعي لأن هذه الأحجار تكلف أيضا أقل.
واعترافا بحجم التهديد، توصلت شركة دي بيرز وزميلاتها إلى حملة تسويقية تأمل الصناعة أن تلقى تجاوبا من جيل الألفية، من خلال التركيز على ندرة الألماس الطبيعي المستخرج، واقتراح أن الحلي التي تضم هذه الحجارة يمكن أن تجسد التزامهم بعلاقات دائمة، بدلا من الزواج. النجاح أمر بالغ الأهمية لضمان الأرباح على مدى العقود المقبلة بالنسبة لشركة دي بيرز التي تملكها شركة أنجلو-أمريكان ومجموعة من شركات تعدين الألماس الأخرى، من بينها شركة ألروسا الروسية، وماس دومينيون في كندا، وبترا دياموندز المدرجة في لندن.
يعاني النمو في سوق الألماس العالمية تباطؤا. فقد انخفضت المبيعات للمستهلكين 3 في المائة في عام 2015، ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض الطلب في الصين، على الرغم من أن الإيرادات ارتفعت 1 في المائة في العام الماضي لتصل إلى 80 مليار دولار.
تقول شركة دي بيرز إن جيل الألفية أصبح الآن أهم جزء من السوق، حيث يقدر أن 220 مليون شخص منهم في جميع أنحاء العالم قادرون على تحمل تكاليف شراء الحلي. والسؤال هو كيفية جذب المزيد من جيل الألفية بينما تشير تقديرات إلى أن معدل الزواج في الولايات المتحدة، أكبر سوق من حيث المبيعات، عند أدنى مستوى له منذ أكثر من 100 عام.
في تحد آخر لشركات تعدين الألماس، فإن جيل الألفية في الولايات المتحدة يكسب نحو 20 في المائة أقل من جيل مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية في المرحلة نفسها من الحياة، وذلك بناء على تقرير صدر في كانون الثاني (يناير) من قبل مجموعة "يونج إنفينسيبلز" Young Invincibles، استنادا إلى بيانات الاحتياطي الفيدرالي. وكثير من هؤلاء الناس يعانون أيضا مستويات أعلى من الديون الجامعية، مقارنة بأولياء أمورهم.
تقول لوري، وهي كاتبة مختصة في الوضع المالي الشخصي ومؤلفة كتاب "جيل الألفية المفلس" Broke Millennial، إنه حتى عندما يتزوج جيل الألفية ترفض صديقاتها خواتم الألماس المكلفة. وهن بدلا من ذلك يشترين الياقوت الأزرق وغيره من الأحجار الكريمة مثل الياقوت الأحمر، أو الألماس الصناعي، بعد تصفح المواقع مثل إيتسي وبينتيريست للحصول على أفكار. وتضيف: "إنهم يريدون فقط شيئا يعتبر جميلا من وجهة نظرهم، وهذا كل ما يهم".
ويتكون الألماس الصناعي عن طريق نمو الكربون الاصطناعي على شريحة رقيقة من الألماس لتقليد عملية البلورة الطبيعية. ويشكل هذا الألماس الذي يتم تصنيعه بواسطة مجموعات من قبيل "دايموند فاوندري" في سان فرانسيسكو ـ الممثل ليوناردو دي كابريو أحد المساهمين فيها ـ نحو 2 في المائة من الناتج العالمي، لكن من المتوقع أن تتوسع المبيعات. ويقول محللو مورجان ستانلي إن الألماس الصناعي يبيع أقل بنسبة 30 ـ 40 في المائة من الأحجار الطبيعية.
وتسعى شركات التعدين إلى التصدي للتهديد الناجم عن الأحجار الصناعية من خلال الحملة الإعلانية الأولى التي قامت بها رابطة منتجي الألماس، التي تشكلت في عام 2015.
ويستند التسويق الذي بدأ في كانون الأول (ديسمبر) - في البداية في الولايات المتحدة - إلى شعار "الحقيقي نادر"، في محاولة متعمدة لجعل الألماس الطبيعي يبدو مرغوبا أكثر من مكافئه الصناعي.
والمقصود من الحملة هو جذب جيل الألفية من خلال الإشارة إلى أنهم يشترون خواتم الألماس لترمز إلى التزامهم بعلاقات دائمة. يقول ستيفن لوسير، رئيس قسم التسويق في "دي بيرز": "إذا صورت (الألماس) إلى (جيل الألفية) على أنه شيء للزفاف، فإن معظمهم سيقول: هذا ليس ما أريده وسينصرف. لكن في الواقع نريد منهم التفكير في ما يرمز إليه الألماس حتى قبل أن يتزوجوا".
وقال جان مارك ليبرهير، الرئيس التنفيذي، إن ميزانية جمعية منتجي الألماس - نصفها ينفق على الإعلان - كانت 12 مليون دولار في عام 2016، لكنها تريد أن تنفق "أضعاف ذلك" في السنوات المقبلة ليكون لها تأثير، خاصة على جيل الألفية.
وسيكون هذا التسويق مهما لأن دي بيرز أوقفت الإعلان عن الألماس الخام في عام 2006 بعد أن فقدت الشركة مكانتها موردا احتكاريا للأحجار غير المصقولة.
وتقول أوليا لينده، الشريكة في شركة باين، إن على الصناعة أن تفعل الكثير من التسويق، لأن الإعلان من قبل تجار التجزئة المتخصصين في الألماس ليست كافية. وتضيف: "الحلي الألماسية هي نوع من المشتريات، بدلا من كونها علامة تجارية معينة".
يقول كيرون هودجسون، المحلل في بانميور جوردون، إن رابطة منتجي الألماس على حق في الحد من التركيز على الزواج في إعلاناتها. "مجرد الاعتماد على حدث واحد في حياة الفرد بالنسبة إلى معظم مشتريات الألماس أمر خطير".
وتوسعت سوق الألماس في الصين من الصفر تقريبا قبل 20 عاما لتصبح ثاني أكبر سوق بعد الولايات المتحدة.
وغذت الصين الكثير من النمو في الطلب الاستهلاكي على الألماس بعد الأزمة المالية، لكن السوق تباطأت في عام 2014 وسط حملة لمكافحة الفساد يقودها الحزب الشيوعي. وانخفضت مبيعات الحلي الألماسية في هونج كونج لأن عدد الزوار من البر الرئيسي تراجع عما كان في السابق.
الصين، مثل الدول الغربية، تشهد اهتماما متراجعا بالزواج. انخفض إجمالي حفلات الزفاف في الصين 8 في المائة إلى 12.2 مليون في عام 2015. ويتنبأ محللو "سيتي" بأن معدلات الزواج الصينية من المرجح أن تكون عادية دون تغيير "في أحسن الأحوال" في السنوات المقبلة.
كما أن سياسة الصين المتمثلة في تقييد الأزواج بطفل واحد - التي وضعت في عام 1979 - تعني أيضا أن عدد الشباب الذين يباع الألماس لهم آخذ في التراجع ـ زاد الحد الأقصى إلى طفلين في عام 2015.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES