الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الاثنين, 8 ديسمبر 2025 | 17 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.62
(-0.46%) -0.04
مجموعة تداول السعودية القابضة160
(-1.11%) -1.80
الشركة التعاونية للتأمين120.4
(-0.08%) -0.10
شركة الخدمات التجارية العربية116.4
(0.09%) 0.10
شركة دراية المالية5.42
(-1.09%) -0.06
شركة اليمامة للحديد والصلب32.92
(-1.20%) -0.40
البنك العربي الوطني22.26
(-0.80%) -0.18
شركة موبي الصناعية11.2
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة32.26
(3.07%) 0.96
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.69
(1.17%) 0.25
بنك البلاد25.5
(-0.23%) -0.06
شركة أملاك العالمية للتمويل11.55
(0.09%) 0.01
شركة المنجم للأغذية53.35
(-1.48%) -0.80
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.91
(-1.57%) -0.19
الشركة السعودية للصناعات الأساسية54.95
(-0.45%) -0.25
شركة سابك للمغذيات الزراعية116.5
(0.69%) 0.80
شركة الحمادي القابضة28.56
(0.07%) 0.02
شركة الوطنية للتأمين13.05
(0.00%) 0.00
أرامكو السعودية24.49
(0.29%) 0.07
شركة الأميانت العربية السعودية17.22
(-0.52%) -0.09
البنك الأهلي السعودي37.56
(0.75%) 0.28
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.2
(-0.26%) -0.08

ربما هي إحدى أشهر صور القرن العشرين، تعبر عن عالم جديد سيأتي عقب أعوام الحرب، وعن بلد سينهض بين أرتال الرمال، وعن قوة عظمى تكبر بين أكوام الدمار لقوى العالم القديم، تلك صورة روزفلت الذي ينحني احتراما لشيخ عربي جمع الشجاعة والحكمة في قلب واحد فكانت المملكة وكان المؤسس.

حين يأمر رب العباد الشيء فيكون، تولد أمم وتحيا شعوب، في ظل سنن كونية تبقى ما بقي الكون، لذا كانت تلك البلاد التي زاوجت بين الواقع والتطلعات أقرب إلى الحضور للمشهد الدولي، بعيدا عن شعارات براقة تبالغ في الأحلام وأرفع من واقع متدهور يراد تغييره، إذ تسلك الدول العاقلة بقياداتها الواعية - وفق إجماع المؤرخين - سبيلا وسط بين الواقع والطموحات لكيلا تجد نفسها خارج التاريخ حين تبالغ في حلم الوصول وسط قوى دولية هي أقوى وأقدم.

في البحيرات المرة كان اللقاء، فكان التقاء الشرق بالغرب لأول مرة سياسيا على الأقل لتأسيس عهد من السلام والاستقرار امتد لعقود، وعلى ضفاف هذه البحيرات الواقعة قريبا من قناة السويس التقى الملك عبدالعزيز القادم من الصحراء المكتنزة للمجد والموعودة بالثروة، بالرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت القادم من العالم الجديد المملوء بالفرص والقابض للتو على دفة القيادة للعالم.

لقاء جمع زعيمين من عالمين مختلفين على ضفاف قناة تفصل قارتين، لكن الكيمياء التي تفرق أحيانا مياه الأنهار عن مياه الشطآن تجمع في أحيان كثيرة بين الزعماء الذين يحترم بعضهم قوة بعض ويجد أحدهم في ملامح الآخر بعضا من ملامح مجده، لذا صار ذاك اللقاء وثيقة تاريخية أذنت ببداية جديدة لعلاقات بلدين يمثل أحدهما عالما إسلاميا عانى في قلبه كبوات السنين وفي أطرافه ذل الاستعمار في أصقاع كثيرة منه، فيما يمثل الآخر عالما جديدا، القوة الكبرى فيه للاقتصاد والأولوية للتعاون الدولي لا الفكر الإمبراطوري الذي كان يلفظ حينها أنفاسه الأخيرة من بريطانيا ومن قبلها في فرنسا نابليون بونابرت ومن بعده.

وتعود جذور العلاقات السعودية ـــ الأمريكية إلى الربع الأول من القرن العشرين، إذ تبلور آنذاك صميم العلاقة القائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة، وبعد الحرب العالمية الأولى كان الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود قد اقترب من تحقيق غايته في توحيد بلاد مترامية الأطراف ووضع الأسس لأكبر مملكة عرفتها جزيرة العرب فيما في الطرف الآخر من الأرض ثمة بلاد نفضت عن نفسها قبل قرن استعمار الإمبراطورية البريطانية وها هي في مطلع القرن العشرين تنافس جميع إمبراطوريات العالم وتتفوق عليها لتتخلى أمريكا ما وراء البحار عن سياستها الانعزالية وتبدأ منذ ذلك الحين في ربط علاقاتها بكل القوى المؤثرة على الأرض.

اختارت الولايات المتحدة المتحفزة لمعرفة العالم هذه المملكة الوليدة والناهضة لتكون شريكا لعهد عالمي جديد يزاوج بين السياسة والاقتصاد لعالم مستقر أساسه السلم والاستقرار.

وتبقى البداية الأهم لهذه العلاقة الراسخة بين الحليفين التاريخيين على متن الباخرة الأمريكية كوينسي الجاثمة فوق البحيرات المرة بين البحرين الأبيض والأحمر على الأراضي المصرية في أعقاب حرب كونية ثانية كان فيها العالم على شفير الفناء ليرسم عبدالعزيز آل سعود وثيودور روزفلت ملامح علاقة تمتد وتتجدد ويبدأ الرجلان علاقة سعودية ـــ أمريكية خاصة لها جذور عامة تصل إلى كل ما هو عربي وإسلامي من ناحية ومع القوة العالمية الصاعدة حينها الممثلة لنظام عالمي جديد صار يصاب حينها اسمه ورسمه تمثله الأمم المتحدة.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية
البحيرات المرة تجمع كبير الأطلسي بكبير الصحراء