Author

إسكان أسر الضمان

|
يشغل هاجس الإسكان كل الأسر، ولعل من المهم اليوم أن نبحث في الحلول الجذرية التي يمكن أن تتبناها الوزارة بالتعاون مع مختلف القطاعات في سبيل توفير المسكن الأمثل الذي يناسب احتياج المواطن. المواصفات المهمة التي يجب أن نطبقها على كل قرارات الإسكان سواء فيما يتعلق بالنوعية والتكلفة تستدعي دراسة جدية للمستوى المعيشي الذي تبحث عنه مؤسسات الدولة المسؤولة في المجال وما يمكن اعتباره عادلا بالنسبة للجميع. يتبادر إلى الذهن كثير من الحلول لكن الأهم هو الموازنة بين هذه الحلول واحتياجات المواطن. أزمة الوزارة اليوم تتعلق بتوفير الوحدات المناسبة بأسعار منافسة وفي وقت قياسي، بعد أن تزايدت أعداد المنتظرين على قوائم الإسكان. هناك بدائل متاحة، لكن أغلبها بحاجة إلى الموازنة بين العناصر الثلاثة المذكورة هنا. لعل المشاريع التي تتبناها وزارة الإسكان هي المنطلق الذي يجب أن يكون إبداعيا في كل المواصفات المطلوبة، ويمكن تأكيد قضيتي الجودة والتكلفة اللتين يمكن أن تفاوض فيهما الوزارة من تتعاقد معهم سواء كانوا من داخل المملكة أو من خارجها كوسيلة لتحقيق أهدافها. ولا يعفي هذا الأمر بقية الجهات التي يتجه لها المواطن من مسؤولية المشاركة في العمل كهدف وطني يمس شريحة كبيرة من الناس. هنا تأتي نجاحات مهمة في المجال لعدد من الهيئات والمؤسسات التي قدمت الإسكان لمنسوبيها كوسيلة للجذب الوظيفي أو لضمان الولاء من قبل العاملين، وهذه يمكن دراستها والبناء عليها كتجارب مهمة. يأتي في المقام نفسه ما تقدمه مجموعة من الصناديق الخيرية التابعة للأشخاص أو الجمعيات من مساكن تحقق المتطلبات بشكل منافس في أحيان كثيرة، منها أمثلة المدن الصناعية في الجبيل وينبع، ومساكن وزارة الداخلية والدفاع والحرس الوطني وغيرها من الجهات التي قدمت أحياء مثالية يمكن أن تكون مثالا يحتذى. ويأتي دور الجهات الخيرية التي تقدم الإسكان كوسيلة لسد احتياج الأسر التي تعيش على الضمان أو التي يمكن أن تسد حاجتها بمنتجات منطقية كالشقق والمباني محدودة المساحة، وهذه التي يمكن أن تسهم في تصميمها وتنفيذها المؤسسات الناجحة في المجال كمؤسسة الملك فيصل ومؤسسة الملك خالد وغيرهما. وهذا يحقق الهدف الذي وضعته وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لإسكان أسر الضمان دون الحاجة إلى الإقراض الذي سيزيد من مأساة هذه الأسر ويحرمها التركيز على أمور أخرى أهمها تحسين وضع أبنائها والاهتمام بتربيتهم وتعليمهم.
إنشرها