Author

تجربة فشلي في الاختبار الأول

|
أذكر أنني استهللت مشواري في الجامعة بأداء سيئ جدا. وضع أستاذ المادة نصف الأسئلة من أحد فصول المنهج الذي حذفه وطلب منا تجاهله أثناء الاستعداد للامتحان. حزنت وأحبطت جدا إثر البداية المتعثرة. وزاد وضعي سوءا عندما بدأت تصطخب في رأسي الأمثلة والمقولات العربية الشائعة التالية: "ليالي العيد تبان من عصاريها"، و"الرمح على أول ركزة"، و"الكتاب واضح من عنوانه"، التي تكرس في مجملها أن البداية هي تجسيد للنهاية. وتشير إلى أن بدايتك غير الموفقة ستشي بنهاية مخيبة. لم أستطع الهروب من اليأس الذي بات يتربص بي ريب المنون إثر تلك الكلمات والغصة التي خلفها الاختبار الأول. ومع ازدحام الحزن داخلي تذكرت دعاء تردده والدتي مرارا: "اللهم أتبع عسرنا بيسر، وأبدل كسرنا بجبر، واجعل لنا في كل أمر خيرا". أحسست بعد هذا الدعاء بارتياح بالغ ساعدني على استئناف العودة للمذاكرة والاستذكار استعدادا للاختبارات اللاحقة. وبفضل الله وتوفيقه كان أدائي في أغلبها جيدا خفف من حدة آلامي. الخبر الأجمل لم يأت بعد. لقد قرر أستاذ المادة الأولى التي تعثرت فيها إعادة الاختبار بعد أن رفع طلاب المادة تظلما إلى إدارة الجامعة مرفقا به الإيميل الذي طلب فيه أستاذ المادة منا تجاهل الفصل الذي استنبط منه عدة أسئلة أثرت في أداء معظم الطلاب. لماذا سردت هذه القصة؟ طرحتها حتى لا يتأثر مستوى إخوتي وأخواتي الطلبة في الاختبارات اللاحقة إثر إخفاقهم في الاختبارات الأولى. أعلم أن الأمر في غاية الصعوبة. فنحن بشر نؤثر ونتأثر، لكن عليك أن تدرك أنك إن تحصل على درجة متدنية في مادة أفضل من أن تحصل على مثلها في خمس مواد. فإذا استسلمنا لحزننا ربما تعثرنا ولم ننهض ولا نستطيع أن نكمل حلمنا كما ينبغي. فلا تواجه حزنك بحزن. الألم في المشوار العلمي والحياة جزء من الرحلة. لا أتذكر أنني نجحت في أي مرحلة دراسية أو مشروع عملي بسلاسة. كل شيء يمر بمخاض عسير. أتذكر هذا الموقف اليوم وأنا سعيد وفخور بنهاية مشواري الجامعي، وأثق أنك وأنكِ ستسترجعان إحباطكما الدراسي لاحقا برفقة ابتسامة شريطة ألا يجعلكما رهينة له. تحررا من إحباطكما الآني مهما كان السبب؛ لتتجاوزاه ولا يسجنكما خلف قضبانه. تذكر أنه كلما كانت البداية مؤلمة كانت النهاية ملهمة. فلا عليك من أي عبارة أو مثال يحبطك. تخلَّ عن أي كلمة تثبطك وتمسك بأي حرف يحفزك. تحديات الحياة بحاجة إلى حماسك وليس يأسك.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها