أخبار

الإعلام السعودي بين قيادة القنوات الخاصة وعودة التلفزيون لعصره الذهبي

الإعلام السعودي بين قيادة القنوات الخاصة وعودة التلفزيون لعصره الذهبي

لعله الكرسي الأسخن في مجلس الوزراء السعودي منذ مطلع الألفية الجديدة، ولا سيما بعد أن تعاقب على كرسي وزارة الإعلام سبعة من الوزراء، فيما خمسة وزراء فقط هم من تسلم مهام الوزارة منذ إنشائها منتصف القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات من القرن ذاته. وتبدو المهام الإعلامية المنوطة بوزير الإعلام منذ اتساع ثورة الشبكة العنكبوتية آخذة في التعقيد، الأمر الذي يصعّب مهمة عرابيها.
إعلام المملكة متى ما أراد الحضور فهو يفرض نفسه، كان ذلك واضحا في مشاهد عدة وفي معارك ثقافية متنوعة، قدمت صورة ناصعة للمملكة في المحافل الدولية والعالمية.
وتعاقبت شخصيات علمية وأكاديمية وثقافية ودبلوماسية على هرم وزارة الإعلام منذ عشرة أعوام بدءا من الدكتور إياد مدني وانتهاء بالدكتور عادل الطريفي وبينهما الوزير الدبلوماسي المثقف عبدالعزيز خوجة، فيما كانت فترة الدكتور عبدالعزيز الخضيري غير كافية لصنع تصور عنه، وفي هذا التوقيت المهم من عمر البلاد، يبدأ عواد العواد رحلة الإبحار بسفينة الإعلام وسط تغيرات وتقنيات حديثة منطلقا من شهادة أكاديمية وخبرة دبلوماسية من بلاد الجودة والإتقان، حيث الألمان الذين يملكون تاريخا مميزا في الصناعة الإعلامية.
ويقف الدكتور عواد العواد أمام مبنى التلفزيون شاهدا على عصر مضى، حيث كان هذا الموقع قبلة الباحثين عن المتعة البريئة والفائدة الثرية والخبر الموثوق وصار اليوم بالكاد لا يعرف إلا حين تتنادى المجاميع الافتراضية في الهواتف والإنترنت بصدور أوامر ملكية، وأمام اللاعب الخلوق السابق صار ملف التعصب للأندية والنفخ المبالغ فيه في إعلام الكرة حتى صارت مقاطع بعض المتعصبين تتداول عربيا على سبيل السخرية داخل المجتمع السعودي.
الإعلام السعودي صار مرتهنا للقنوات الخاصة، وهي صورة ربما تقود لمشاهد إعلامية مماثلة لدول عربية مجاورة، إذ تدعو الحاجة إلى أن يعود التلفزيون الحكومي إلى قيادة مشهد الإعلام، بما عرف عنه من رزانة واعتدال، كما يحتاج عديد من الإذاعات الخاصة إلى وقفة لوضع ضوابط تفرض عليها بهدف احترام أذواق المستمعين، والارتقاء بالذوق العام.
ويبقى الإعلام السعودي موعودا بالعودة لسابق عهده من التأثير، بل التفوق على كل ما سبق، انطلاقا من إدراك القيمة الروحية والثقافية للمملكة العربية السعودية بما تحتضنه من مقدسات وما تكتنزه من ثقافات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار