الرياضة

مدرسة السعد

مدرسة السعد

نهم الجماهير، وتكاتف رجال الهلال مع بعضهم، بات نور يبدد ظلمة الخسائر، وعتمة الإخفاق، لم يغب الفريق عن المنصات غير أن بطولة الدوري عاندته خمس سنوات، لم تأت إليه كما كانت في سابق عهدها، جفاؤها أربك الصورة ولم يعد الإطار يحوي جمالاً كما كان، بهتت الصورة وتنادى الجميع لتعديل المسار، لم يكن التحكيم هو السبب ولا اللجان الباهتة!
حدث الاجتماع الشهير ليعمل الجميع بعده على عدة مسارات منها ما هو داخل الكيان، ومنها ما هو خارجه تضافرت الجهود وتشابكت الأيدي تحمل الأمانة بثقة وعزم، ليتم اختيار وجه السعد ليقود الكيان في مرحلة من أخطر مراحله التاريخية، حيث برزت فرق جديدة وعاد النصر لنيل البطولات والأهلي والاتحاد قد برعا في تنظيم صفوفهما، ونال الأهلي اللقب بعد طول فراق، وكان مما يزيد الأمر سوءاً دخول أعضاء شرف جدد داعمين للفرق المذكورة سابقاً، نظّم الأمير الشاب إدارته ووفق في اختيار كوادرها وسعى بكل قوة متسلحاً بدعم كبير من أعضاء شرف الهلال نحو العودة إلى منصة العشق المفقود.
المنغصات كثيرة والتحدي كبير والخصوم لم يعودوا كما كانوا ولذا قرر نواف عدم الدخول في صدام وألا ينجر لأي خلافات تؤثر في مسيرة الفريق؛ فالرجل الذي صقل فكره وتجربته بدراسة الإعلام والذي يحمل شهادة البكالوريوس فيه من جامعة الملك سعود بالرياض وما زالت روح الشباب والتحدي تتقد بين جوانحه؛ فكانت العقبة الأولى تغيير المدرب والبحث عن بديل يكون قادراً على ملء الفراغ وتحقيق الآمال فأتى الاختيار مناسباً فتم تعديل المسار وهذه هي الخطوة الأولى لتأتي صفقة العويس ليزج باسم الهلال فيها، وبأنه الفاعل الخفي في تحريك المياه الراكدة في الصفقة وبعيداً عن مناقشة هذا الملف ورغبة الهلال الكبيرة في ضم اللاعب فقد كان وجه السعد الهلالي محنكا بما فيه الكفاية؛ فقد ترك الجميع يصرخ ويضطرب، بينما فريقه يحصد النقاط فيما العويس ظل وضعه معلقاً حتى الصعود للمنصة، حكمة واقتدار تجلت أكثر في صفقة عوض خميس؛ فالتحول المفاجئ في رغبة اللاعب الذي دخل للنادي برغبته ووقع باختياره فرحاً بشعار الزعيم، كما تحكيه الصور، ينقض كل ما تم الاتفاق عليه بدعوى عدم قانونية العرض الهلالي ليعود لناديه الأصلي لتبدأ وسائل الإعلام بكل أنواعها بالتفرغ لهذه القضية، خاصة في ظل التنافس القوي بين الفريقين، ومع هذا يرجع الرئيس المؤتمن لركن الصمت لا حديث مرتجل ولا عنترية فارغة، فتحال القضية لجهة الاختصاص لتصبح منظورة حتى يصدر الحكم بعد أن تصل اللجنة المكلفة بذلك لقناعة تامة بصحة الحكم، لم يفرط بالمفرج ووقف معه في ظل الهجوم الكبير عليه وتحميله ما لا يحتمل حماه وسانده، عادت الفئات السنية تعمل كما كانت قبل سنوات بقوة حقق بطولة الكرة الطائرة، أوجد إدارة مالية تسير بالنادي بخطين متوازيين نفقات مقننة وتخفيض ديون بخطى ثابتة، النتيجة بطولة وعودة للبطولة الأصعب في ظل إدارة رجل لم يغفل في حديثه الإعلامي أحداً ممن عملوا معه من جانب الثناء، وبذل الشكر والعرفان لهم جميعاً؛ فأعطى كل فريق عمله ما يستحقونه مما يراه هو وقفة صادقة في العمل للكيان وجهد بذلوه معه في وقت كان النادي يحتاج إلى مثل هذه الكفاءات التي يحسده عليها الكثير، حضر بهدوء، وعمل بصمت ورقي، فكان صوت النتائج مدوياً وصاخباً بقدر الحلم الذي تحقق وتتويج يراه لا يكون مناسباً سوى أمام المنافس والغريم التقليدي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة