FINANCIAL TIMES

«إليوت» .. صندوق استثمار ناشط يُحدد مسار الصفقات التكنولوجية

«إليوت» .. صندوق استثمار ناشط يُحدد مسار الصفقات التكنولوجية

في الساعة 4:30 صباحاً اضطرب نوم لارس بيورك من رنين رسالة نصية. وشعر بانزعاج أكبر عندما رأى المُرسل. جيسي كوهن، من "إليوت مانيجمينت"، صندوق التحوّط الناشط في نيويورك، كتب يقول "إنه اشترى أسهما في شركة بيورك".
بالنسبة إلى صندوق إليوت الذي احتجز فيما مضى سفينة أرجنتينية أثناء نزاع مع حكومة بوينس آيرس، النص ما قبل الفجر الذي أُرسل في آذار (مارس) العام الماضي كان لفتة للمودة. يقول بيورك، السويدي الذي يُدير كليك "تكنولوجيز"، شركة صناعة برمجيات تحليل البيانات "أنا لا أعتبر الأمر شخصيا".
كانت التكنولوجيا تُعتبر مُعقدة فوق الحد بالنسبة إلى المستثمرين الناشطين، لكن كوهن كان رائداً. فقد بدأ يستولي على شركات وادي السيليكون في عام 2006 وهو في عمر 26 عاماً فقط، ليكسب سمعة الفهم الدقيق للصناعة والميل لاستخدام لغة سيئة ببراعة. يقول أحد المصرفيين الذي يُقدّم المشورة لشركات يستهدفها كوهن "إنه يعمل بجد لكنه لا يحاول أن يكون أحمق".
بعد أقل من ثلاثة أشهر من صحوته المفاجئة، كان "بيورك" و"كليك" في أيدي الأسهم الخاصة. كانت شركة ثوما برافو قد وافقت على دفع ثلاثة مليارات دولار. هذا كان أعلى بنسبة 73 في المائة من قيمة "كليك" خلال الانخفاض المفاجئ في شباط (فبراير)، على الرغم من أنه يتماشى فقط مع المستوى الذي كانت تتداول عنده في بداية العام. كان ذلك سعراً مرتفعاً لعملية استحواذ من هذا القبيل. أي عملية شراء عادية يمكن أن تتم بمعدل عشرة أضعاف الأرباح الأساسية للشركة المستهدفة. "كليك" كانت تتم بمعدل 200 ضعف.
أنفقت "ثوما برافو" مليارات الدولارات للاستحواذ على شركات البرمجيات. ثلاث من الأكبر - "كليك"، و"كومبووير" بقيمة 2.4 مليار دولار و"ريفربيد تكنولوجي" مقابل 3.6 مليار دولار - كان قد وجدها صندوق إليوت أولاً. مجالس الإدارة لا تُحب الاستسلام بسهولة لمُقدّم عرض محتمل - وشركات الأسهم الخاصة يغلب عليها أن تتجنّب العروض العدائية - لكن عندما يظهر أي ناشط، يُهدد بالإطاحة بمجلس الإدارة، فإن الصفقات يُمكن أن تتم. أورلاندو برافو، الشريك المنتدب في ثوما برافو، يقول "إن اجتذاب الشركات سيُصبح أسهل، كثير منها يختار الشراكة مع شركة أسهم خاصة حتى قبل أن يظهر الناشطون".
إذا بدأت مجالس إدارة الشركات العامة قي الاستسلام بدون اضطرار الناشطين إلى تقديم أي عروض، فهذا قد يكون خبرا سيئا بالنسبة إلى صندوق إليوت. لكن الشركة لديها تحوّط: أسست شركة الأسهم الخاصة في وادي السيليكون الخاصة بها. وسواء كان يتّصل لإغضاب أحد ما، أو إطلاق عرض استحواذ، كوهن لديه أرقام الجميع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES