ثقافة وفنون

تأمل العالم

تأمل العالم

إن الصورة الجماعية، التي تستوطن مكاناً ما، وتعمل على تحريك الفضاء، لها وظيفة الرحم، إذ هي تحافظ على ما بداخلها وتحميه، وتمنح نور الوجود لمولوداتها. فالمرء ينتمي لمكان ما كما ينتمي لطفولة، انطلاقاً من ذلك يتحقق النمو والازدهار. بيد أن ذلك المكان "مثله مثل زمن الطفولة" يلعب الدور الذي أشرنا إليه إذا كان يمتلك ذلك "القدر الزائد" الذي يمنحه له المتخيل الاجتماعي، ولم تخطئ النظر في ذلك مدرسة شيكاغو، والدليل على ذلك ما صرح به أحد روادها روبير بارك من أن المدينة شيء أكبر من تجمع من الأفراد والتجهيزات.. إنها أيضاً أكبر من مجرد تجمع من المؤسسات والأجهزة الإدارية. المدينة - كما يخلص لذلك - حالة ذهنية. إنها صيغة وجيهة تشدد جيداً على أن مادية مكان ما تخترقها مجموعة من الصور الجماعية التي تمنحها معناه، فالصورة والفضاء يعزز بعضهما بعضاً في حركة من الفعل والفعل المرتد، لا لأجلهما، بل لكي يستثيرا - في الدينامية التي يوجدانها - هذا الوجود الجماعي الذي هو كل حياة في المجتمع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون