الطاقة- النفط

تقرير دولي: قيود إنتاج "أوبك" ستتفوق على "هدير" إنتاج النفط الصخري

تقرير دولي: قيود إنتاج "أوبك" ستتفوق على "هدير" إنتاج النفط الصخري

في الوقت الذي انضمت مجموعة سيتي بنك المصرفية إلى مجموعة جولدمان ساكس في إبداء الثقة والتفاؤل بسوق النفط الخام خلال الشهور المقبلة، أشار تقرير "وورلد أويل" الدولي إلى أن توقع هذه المؤسسات المالية الدولية بأن يصل سعر النفط الخام إلى 65 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام، يجيء على الرغم مما أسمته "هدير" إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وتوقع التقرير، استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام على الرغم من كل الضغوط السلبية للإنتاج الأمريكي، وذلك بفضل قيود الإنتاج التي طبقتها منظمة أوبك وحلفاؤها، وهو ما سيتفوق في تأثيره على الزيادة في الإنتاج الأمريكي على مدى الستة إلى التسعة أشهر المقبلة.
ونقل التقرير عن مجموعة "سيتي بنك"، أن المنتجين يحتاجون إلى تمديد اتفاقهم بشأن خفض الإمدادات حتى نهاية العام، معتبرا أن المخاوف – بحسب تقديره – تكمن في تباطؤ نسبي لروسيا في تنفيذ تخفيضاتها المعلنة.
وفي سياق متصل، واصلت أسعار النفط الخام انخفاضاتها السعرية لليوم الثاني بفعل نمو الإنتاج الأمريكي، وعدم حسم "أوبك" بعد لمد العمل باتفاق خفض الإنتاج، إضافة إلى حالة الهدوء التي سيطرت على السوق بسبب العطلات في أوروبا والولايات المتحدة.
وسجلت الأسعار أدنى مستوى في أسبوعين، بسبب توقع استمرار نمو الإنتاج الأمريكي بمعدلات متسارعة على مدار العامين المقبلين مع استمرار تزايد الحفارات النفطية، فيما خسرت أسعار برنت 0.5 في المائة هذا الأسبوع بعد مكاسب 1.3 في المائة في الأسبوع الماضي.
وما زالت المخاوف من تخمة المعروض تهيمن على السوق، إلا أن السوق تلقى إشارات إيجابية من المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي عن استمرار التزام المنتجين بخفض مستويات الإنتاج بنسبة 100 في المائة، بينما يزداد تأييد المنتجين لمد العمل باتفاق خفض الإنتاج قبل أيام قليلة من الاجتماع الثالث لوزراء الدول الأعضاء في لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج في فيينا يوم الجمعة المقبل.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" بيرت ويكيرينك؛ مدير أنظمة التشغيل في شركة كيوا للغاز في هولندا، إن تراجع الأسعار في بداية الأسبوع الجاري هو حالة مؤقتة، نتيجة العطلات في الأسواق الرئيسة في أوروبا وأمريكا، لكن من المرجح أن تستأنف الأسعار صعودها على الرغم من الزيادة المطردة والمتواصلة في مستويات الإنتاج الأمريكي.
وأضاف أن قرار مد العمل بخفض الإنتاج هو أمر مرجح في ظل تحمس أغلب المنتجين وعلى رأسهم كبار المنتجين لهذا القرار، لكن من الطبيعي أن يتم انتظار الاجتماع الشامل لكل المنتجين في 25 مايو المقبل لإقرار هذا الأمر، ليخرج معبرا عن الإرادة الجماعية، متوقعا أن تعقب الاجتماع ارتفاعات سعرية جيدة وأن يعزز الخطوات في طريق استعادة الاستقرار في سوق النفط الخام.
وأشار إلى أن أبرز المنتجين متفقون على أن هذا العام سيكون عام التوازن في السوق، بفعل حدوث نمو جيد في مستويات الطلب الذي سيتزامن أيضا مع تقلص مستويات المخزونات، وأنه على الأرجح ستتفوق جهود خفض الإنتاج في تأثيراتها الإيجابية على حالة النمو في الإنتاج الأمريكي على المدى المتوسط وبشكل تدريجي.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية" فينسيزو أروتا؛ مدير شركة "تيميكس أوليو" الإيطالية للطاقة، أن هذا الأسبوع شهد الكشف عن بيانات اقتصادية إيجابية داعمة لسوق النفط وتتعلق بالاقتصاد الصيني وهو ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم، مشيرا إلى أن كلا من الواردات النفطية وإنتاج المصافي سجلا مستويات قياسية على أساسين شهري وسنوي.
ولفت إلى أن الواردات النفطية في الصين تجاوزت تسعة ملايين برميل يوميا، كما أن إنتاج المصافي تجاوز 11 مليون برميل يوميا بمعدل نمو اقترب من 6 في المائة في مارس الماضي، منوها إلى أن دلالات هذا الأمر تعكس أن الاقتصادات الكبرى لا زالت تعتمد على النفط الخام كمصدر رئيس وغالب على مزيج الطاقة، كما يشير هذا الأمر إلى أن آفاق الطلب على النفط مرضية، وتشهد نموا متلاحقا يسرع من عملية استعادة الاستقرار والتوازن في السوق.
من ناحيتها، أشارت لـ"الاقتصادية" المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي نينا أنيجبوجو، إلى أن روسيا ستوفي خلال أسبوع بكامل حصتها في اتفاق خفض الإنتاج وقدرها 300 ألف برميل، وهو ما سيكون له مردود جيد على الأسعار في بداية الشهر المقبل، كما أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك سيشارك في الاجتماع الثالث للجنة مراقبة خفض الإنتاج هذا الأسبوع، وكل هذه العوامل داعمة لتعافي الأسعار وتخفيف تأثيرات الطفرة المستمرة في الإنتاج الأمريكي، خاصة مع استمرار زيادة الحفارات النفطية للأسبوع الـ 13 على التوالي.
وقالت إن اتصالات قوية تقودها روسيا لدعم قرار مد العمل باتفاق خفض الإنتاج، خاصة أن شهر أبريل شهد تحرك الأسعار من جديد نحو اقتناص مكاسب سعرية متحديا كل الضغوط والعوامل السلبية، ومنها المخزونات وصعود الدولار وغيرها من العوامل.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط أمس إلى أدنى مستوى في 11 يوما مع توقعات بأن يسجل إنتاج النفط الصخري الأمريكي في أيار (مايو)، أكبر زيادة شهرية فيما يزيد على عامين ما يؤجج مخاوف من أن نمو الإنتاج الأمريكي يقوض جهود خفض الإمدادات.
وأظهرت بيانات عمليات الحفر الأمريكية، أن إنتاج النفط الصخري سيرتفع الشهر المقبل إلى 5.19 مليون برميل يوميا.
وبحلول الساعة 1038 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 49 سنتا إلى 54.87 دولار للبرميل. وكانت عقود الخام قد لامست 54.76 دولار خلال التعاملات، وهو أدنى مستوى منذ السابع من نيسان (أبريل).
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 46 سنتا إلى 52.19 دولار للبرميل، وكان أقل مستوى خلال التعاملات 52.16 دولار وهو الأضعف أيضا منذ السابع من نيسان (أبريل).
وتراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي، مسجلة أدنى مستوى في أسبوعين، مع تصاعد المخاوف بشأن تسارع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 09:49 بتوقيت جرينتش تراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 52.20 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 52.72 دولار وسجل أعلى مستوى 52.73 دولارا، وأدنى مستوى 52.15 دولارا الأدنى منذ 7 نيسان (أبريل).
ونزل خام برنت إلى مستوى 54.84 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 55.46 دولار، وسجل أعلى مستوى 55.52 دولار، وأدنى مستوى 54.78 دولار الأدنى منذ 7 نيسان (أبريل) الجاري.
وفقدت أسعار النفط يوم الإثنين نحو 0.5 في المائة، في ثاني خسارة خلال ثلاثة أيام، بعد ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة للأسبوع الـ 13 على التوالي، وتوقعات ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي لأعلى مستوى في نحو عامين.
وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 1.2 في المائة، في ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، بفعل آمال تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي حتى أواخر هذا العام.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار 11 منصات، في الزيادة رقم 13 أسبوعيا على التوالي، إلى إجمالي 683 منصة، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2015.
وتصب هذه البيانات في مصلحة توقعات استمرار تسارع إنتاج النفط الأمريكي، الذي بلغ 9.24 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 7 نيسان أبريل، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ كانون الثاني (يناير) 2016.
وفي تقريرها الشهري الصادر الإثنين، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع إنتاج النفط الصخري في البلاد إلى 5.2 مليون برميل يوميا خلال أيار (مايو) المقبل، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ نيسان (أبريل) 2015.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام (أوبك) وسجل سعرها 52.94 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 53.37 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، وإن السلة خسرت أقل من دولار مقارنة بالسعر الذي سجلته في اليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي بلغ 53.13 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط