صوت القانون

موقع المرأة من الإرهاب

موقع المرأة من الإرهاب

ظهر الإرهاب في بداياته بعد ظهور آراء شاذة وجماعات صغيرة كبرت مع الوقت وانتشرت أفكارها عن طريق المنتديات قديما والمواقع الجهادية ثم اتسعت باتساع وسائل التواصل المختلفة. ولكن السؤال هنا، أين موقع المرأة من تلك الجماعات ومن الإرهاب نفسه؟!
مع الأسف لم تحظ علاقة المرأة المباشرة بالإرهاب بالدراسة الوافية من الجهات المعنية بمكافحته، مع أن تجنيد النساء أسهل وأقل تكلفة من تجنيد الرجال، وموقع المرأة في الأسرة يتحقق بتجنيدها زيادة نسبة التجنيد أضعاف ما يحققه تجنيد الرجل. لم يكن للمرأة دور بارز في الهجمات، واقتصر دورها على رعاية بيتها بعد انتماء راعيه إلى تلك الفئة، أو إمداد الطعام وتقديم المداواة. إلا أن هذا الدور تغير وبدأ في التطور، وذلك لسهولة التأثير فيها عبر وسائل التواصل باستدرار عاطفتها، ولسهولة تأثرها بأفكار من ينتمي لتلك الجماعات من أفراد أسرتها، وأيضا صعوبة ملاحظة أي تغير عليها وقدرتها على التخفي واحترام خصوصيتها في المجتمع بعدم تفتيشها أو إيقافها، فأصبحنا نشاهد مقاطع للانتحاريات قبل مشاركتهن في الهجمات أو على الأقل تكون غطاء لبعضها. تعددت أدوار المرأة في تلك التنظيمات بين إيواء الإرهابيين والمطلوبين أمنيا وجمع التبرعات لهم لتنفيذ مخططاتهم حتى وصلت إلى الدعم النفسي أو التقني بإدارة مواقع إلكترونية خاصة بتلك الجماعات. وبحسب إحصائية صادرة عن دراسة من جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية فإن 40 في المائة من مواقع أصحاب الفكر المتطرف تديرها نساء أعمارهن بين 18 ـــ 25 عاما. يجب أن يأخذ الموضوع حجمه الحقيقي وتستحث الجهات الأمنية والمختصة بمواجهة الإرهاب قواها وخططها للتصدي له عند النساء، والتركيز على إخضاع من يلاحظ عليها الفكر المتطرف والتكفيري للمناصحة، إضافة إلى الاهتمام بمضاعفة الأيدي النسائية المدربة في القطاعات الأمنية والتأكد من جاهزيتهن لمثل تلك المواقف وللإيقاع بمن تشكل خطرا أمنيا أو فكريا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من صوت القانون