أخبار اقتصادية- عالمية

فضيحة اللحوم تفاقم الغضب الشعبي ضد الفساد في البرازيل

فضيحة اللحوم تفاقم الغضب الشعبي ضد الفساد في البرازيل

عمليات سحب لدواجن ولحوم من أسواق ريو دي جانيرو بعد الفضيحة. «الفرنسية »

شهدت البرازيل أمس تظاهرات في أكثر من ثماني مدن بينما عززت فضيحة اللحوم الفاسدة استياء السكان الذين تعبوا من تكرار هذا النوع من القضايا، وتوقع المنظمون تعبئة كبيرة "ضد الإفلات من العقاب" شعار حركة "انزلوا إلى الشوارع".
وتمكنت هذه الحركة من حشد ملايين الأشخاص في السنوات الأخيرة ما أسهم خصوصا في إسقاط الرئيسة اليسارية ديلما روسيف التي أقيلت في 2016 بتهمة التلاعب بالحسابات العامة.
ومنذ ذلك الحين تهز الفضائح الحياة السياسة البرازيلية مع كشف معلومات التحقيق حول التلاعب بالصفقات العامة لشركة النفط الوطنية "بتروبراس"، عبر نظام واسع للرشا يغذي جهات عدة بينها التمويلات السرية للأحزاب.
وقبل أسبوعين طلب النائب العام رودريجو جانو فتح تحقيقات جديدة يتوقع أن تستهدف أكثر من 100 سياسي، ولم يكشف الأشخاص الذين وردت أسماؤهم على "لائحة جانو" رسميا، لكن عددا من وسائل الإعلام المحلية تحدث عن خمسة وزراء في حكومة الرئيس المحافظ ميشال تامر ورئيسي مجلسي البرلمان.
كما ذكر آخر رئيسين للجمهورية لويس ايناسيو لولا دا سيلفا "2003-2010" رمز اليسار، الذي وجه إليه الاتهام في عدد من نقاط التحقيق، وديلما روسيف "2011-2016".
آخر هذه الفضائح الحملة التي كشفت الجمعة عن شبكة فساد واسعة لمفتشي إدارات الصحة العامة الذين تلقوا مكافآت من شركات في قطاع الصناعات الغذائية ليشهدوا أن لحوما فاسدة صالحة للاستهلاك.
ويمكن أن تكون لهذه القضية عواقب مدمرة لأول بلد مصدر للحوم في العالم، وإن أعلنت بعض الأسواق المهمة مثل الصين استئناف استيراد اللحوم منها.
وتطال الفضائح قطاعين أساسيين للاقتصاد البرازيلي، النفط والصناعات الغذائية، بينما تشهد البلاد أسوأ انكماش في تاريخها، وما زال معدل البطالة قياسيا ويبلغ 12.6 في المائة بينما لم تظهر آثار الإجراءات التقشفية لحكومة تامر حتى الآن وتثير استياء شعبيا.
وفي 15 آذار (مارس) نزل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع تلبية لدعوة النقابات من أجل الاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد الذي يدرسه البرلمان حاليا، وجرى ذلك في إطار حركة وطنية رافقتها إضرابات شلت حركة النقل في عدد من المدن.
ويفترض أن تحشد التظاهرات جمهورا آخر يؤيد من حيث المبدأ إصلاحات الحكومة وإن كان لا يعفي الفريق الحكومي الحالي من انتقاداته، وقال روجيريو تشيكير زعيم حركة "انزلوا إلى الشوارع"، "إن ميشال تامر لم يحط نفسه بأشخاص جيدين ويفوت حاليا فرصة كبيرة للانسجام مع مطالب المجتمع".
وكانت هذه الحركة قد قامت في كانون الأول (ديسمبر) 2016 بتعبئة ضد رينا كاليروس الذي يواجه تحقيقات عديدة لوقائع مرتبطة بالفساد، وقد جمعت هذه التظاهرات 200 ألف شخص في ساو باولو "جنوب شرق" ومليون شخص في جميع أنحاء البلاد، بحسب المنظمين.
والرقم يعكس الواقع وإن كانت التظاهرات التي طالبت باستقالة ديلما روسيف أكبر بكثير، وعبر دانيال فارجاس أستاذ الحقوق في مؤسسة جيتوليو فارجاس في ريو دي جانيرو "جنوب شرق" عن قلق الناس بسبب محاولات السياسيين الفاسدين الإفلات من القضاء، لكن قلقهم الأكبر هو الاقتصاد، مضيفا أن "المواطنين ملوا من هذه القضايا، فمنذ نحو ثلاث سنوات تستخدم كلمة فساد لتعبئة السكان، وكأن هذه المعركة يمكنها أن تحل كل مشكلات البلاد".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية