FINANCIAL TIMES

الشركات «المتغذية على المنشطات» تثير قلق المنافسين الغربيين

الشركات «المتغذية على المنشطات» تثير قلق المنافسين الغربيين

عملت طموحات الصين على إثارة الخوف والبغض في عدد من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة، حيث يشعر من كانوا قادة للتكنولوجيا بأن مكانتهم أصبحت عرضة للتقويض من قبل بلد يجمع بين الأموال الضخمة والتركيز القوي على تطوير براعته في الميدان.
ومخاوفهم هذه تقسم إلى شقين: أن الأمن الوطني الخاص بهم يمكن أن يتعرض للخطر، وأن الإعانات تجعل الميدان يميل لصالح الشركات الصينية. وغالبا ما تواجه الشركات المتعددة الجنسيات في مجالات مثل أشباه الموصلات “اتفاقا مأساويا” لممارسة الأعمال التجارية في الصين: دخول السوق مقابل نقل التكنولوجيا.
في كانون الثاني (يناير) الماضي أبلغ المجلس الأمريكي لمستشاري العلوم والتكنولوجيا البيت الأبيض، المتشكك أصلا، بأن سياسات بكين “تعمل على تشويه الأسواق بأساليب تقوض الابتكار، وتقتطع من حصة السوق الأمريكية، وتعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في بكين نقدا مفصلا لمخطط مشروع “صنع في الصين 2025” ورد الفعل السلبي المحتمل من قبل الشركات المتعددة الجنسيات. ووصف يورج فوتكه، رئيس غرفة الاتحاد الأوروبي، الخطة بأنها غير عادية كونها تحدد أهدافا دقيقة للحصة السوقية، سواء المحلية أو الأجنبية. وهذا استثار قلقا عالميا من شركات الدولة “التي تتغذى بالمنشطات” التي تكتسح القطاعات المربحة من خلال الإنتاج الصيني، تماما كما حصل في قطاع الفولاذ وغيره من قطاعات الصناعة التحويلية على مدى العقدين الماضيين.
ورفضت الصين الادعاءات من خلال تقرير حكومي جاء فيه: “ستتم معاملة الشركات الأجنبية بطريقة التعامل نفسها مع الشركات المحلية عندما يتعلق الأمر بطلبات التراخيص ووضع المعايير والمشتريات الحكومية، وستتمتع بالسياسات التفضيلية نفسها بموجب مبادرة صنع في الصين 2025”.
ودافعت الشركات أيضا عن الدعم الحكومي. ففي خطاب أمام مؤتمر الشعب الوطني هذا الشهر، قال روبين لي، الرئيس التنفيذي لشركة بايدو: “إنه أمر ضروري ومهم”.
لكن حتى منتقدي سياسة الصين يلاحظون أن حظر الصادرات أو الصفقات يمكن أن تترتب عليه عواقب غير مقصودة. يستشهد أديسون سنيل، الرئيس التنفيذي لـ”إنترسكت 360 ريسيرش”، بمثال فرْض قيود على الصادرات في بعض تكنولوجيات المعالجة، بما في ذلك معالِجات إنتل الخاصة بعمليات تحديث الحوسبة العملاقة الصينية. ويقول إنه في أثناء ذلك طورت الصين تكنولوجيات المعالجة الخاصة بها. وقال: “الأمر المؤكد هو أنه لم يعد من الممكن عرقلة المبادرات الصينية من خلال ضوابط التصدير الأمريكية”.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES